أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 17th December,2001 العدد:10672الطبعةالاولـي الأثنين 2 ,شوال 1422

عزيزتـي الجزيرة

تركه للمنصب خسارة كبيرة
أربعون عاماً في خدمة تعليم البنات
هكذا الدنيا بداية ونهاية هكذا نظام الحياة نزول وارتحال فكل شيء في الدنيا لا بد له من نهاية وكل أمر في الحياة لابد له من زوال ولكن هل بعد الزوال والنهاية اثر باق؟
هذا ما يتمناه كل انسان في الحياة فهل من السهولة بمكان أن يتحقق هذا الامر لأي إنسان؟
طبعا لا.
فمثل هذا الشيء لا يمكن تواجده الا بعد تعب ومعاناة وإخلاص على مر الحياة عامة والحياة العملية خاصة ولذا فإن من ينطبق عليه هذا الشيء ليس شخصا عاديا بطبيعة الحال لأن العادة تشمل الغالب والغالب في المجتمع الانساني يفتقد هذا الشيء أي بقاء الأثر الطيب بعد نهاية الحياة العملية والعلمية خاصة والحياة عامة.. فإذا عرفنا ذلك يجدر بنا ان نتعرف على رمز من رموز العلم والمعرفة يمثل لنا تلك الفئة المتميزة في علو قدرها وتمركز شأنها في العمل الانساني الدؤوب فمن هو يا ترى؟ إنه مدير تعليم البنات بمنطقة الوشم الأستاذ (مبارك سعد المبارك) الصرح الشامخ في تعليم هذه المنطقة خاصة وفي التعليم عامة فقد امضى اكثر من أربعين سنة في عمله كرَّسها في خدمة تعليم بنات المسلمين امتثالا لتعاليم ديننا الحنيف الذي يحث على خدمة العلم والتعليم، نعم إنه الرجل الأول بلا منازع في تعليم البنات خاصة وفي التعليم عامة في منطقة الوشم خاصة وغيرها عامة، اذا فهو القدوة والأسوة الحسنة لكل رجال التعليم وخصوصاً مديري التعليم سواء البنين او البنات.
إن أبا أحمد رجلٌ زرع في نفسه الإخلاص والتضحية ومحبة الخير للآخرين وخاصة فيما يلامس عمله أي (تعليم البنات فهو إنسان بذل نفسه وجهده في سبيل التعليم ودلائل ذلك كثيرة منها:
1 المواظبة الحقيقية وعدم استغلال منصبه في الغياب أو التأخر مما يدل على قمة الإخلاص والأمانة.
2 عدم تمتعه بالاجازات التي يحصل عليها بالشكل الذي يروق للكثير من الناس حيث انه في اثناء إجازاته يقوم بمتابعة العمل وسير التعليم بنفسه ولو من بُعد وهذا إن دل على شيء إنما يدل على إحساسه بثقل الأمانة التي أوكلت اليه وهو أهل لها.
3 إقامته للعدل والمساواة لجميع شؤون العمل وما يتعلق به ورفضه للتفاضل في العمل والتعليم إلا فيما يوافق النظام.
4 اهتمامه بالعمل ووضعه في ذهنه دائما حتى في خارج الدوام الرسمي ودليل ذلك مراقبته للمدارس في أوقات متفرقة وملاحظته لاحتياجاتها واطمئنانه على توفر المكان والجو المناسبين للمتعلمات وبرهان ذلك اهتمامه بشأن سلامتهن عند دخول المدارس والخروج منها إلى درجة انه في كثير من الاحيان يشرف بنفسه على ذلك حتى يطمئن في قلبه على عدم حصول سلبيات تضر بالمتعلمات أو بسير العمل وما ذلك إلا لأنه كرَّس وزرع في اعماق نفسه المعنى الحقيقي للأبوة الصادقة الحنونة التي تحرص على تنشئة المتعلمات وتربيتهن تربية حسنة.
ومن جهة اخرى يجدر بي الاشارة إلى الشخصية المرموقة التي يتمتع بها أبو أحمد: حيث إنه رجل يتسم بالتواضع وعدم الكبرياء مختلفا عن الكثير من الناس ممن هم في مقامه إضافة الى انه يتمتع بالسماحة ولين الجانب ورجاحة العقل وسرعة البديهة والحزم في الرأي مما يدل على ثقل هيبته واتزان شخصيته ولا أنسى اتخاذه للصدق والأمانة نبراسا له في تعامله مع الناس في الحياة عامة وفي حياته العملية خاصة وأيضا اتسامه بالبشاشة والابتسامة مما يدل على شفافية روحه وسعة قلبه. اننا سوف نفتقد لرمز وكوكب من كواكب العلم والمعرفة ونحن لا نكاد ان نتصور ادارة تعليم منطقة الوشم بغياب شمسها واختفاء قمرها وانطفاء نورها، نعم إن ابا أحمد سوف يترك برحيله عن منصبه فراغا كبيرا ليس من السهل ملؤه نعم سوف يترك لنا بصمة في التعليم يتذكرها الابناء ومن بعدهم، نعم إن أبا أحمد موسوعة في العلم والمعرفة والعمل والتعامل يجدر بالمسؤولين ان يحافظوا عليها إنه شجرة طيبة تستوجب على المسؤولين رعايتها والاهتمام بشأنها حتى يتسنى للأجيال القادمة تناول ثمارها، وهذه والله حقيقة نابعة من القلب وارجو ان تكون قد وصلت إلى القلب واخيرا لا يسعني إلا ان ادعو الله الكريم ان يوفق آباءنا وأبا التعليم ابا أحمد المبارك في حياته القادمة وان يعوض أهل الوشم خلفا يكون شبلا من اسد التعليم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صالح أحمد عثمان البجادي
مدرسة الغرابة الابتدائية بمنطقة الوشم

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved