أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 21st December,2001 العدد:10676الطبعةالاولـي الجمعة 6 ,شوال 1422

متابعة

في محاولة للموازنة بين مطالب واشنطن والمشاعر الشعبية المعادية للولايات المتحدة
اليمن تضرب خلايا القاعدة لتفادي ضربة أمريكية
* صنعاء خالد المهدي د ب أ:
عكست الهجمات العسكرية التي شنتها القوات اليمنية على معاقل مفترضة لخلايا تنظيم القاعدة في مناطق جبلية نائية شرق البلاد الثلاثاء الماضي قلق صنعاء من احتمال وصول الحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة ضد الإرهاب إلى الأراضي اليمنية.
ويقول مراقبون إن اليمن التي تعهدت منذ وقوع الهجمات الإرهابية في الولايات المتحدة في 11 أيلول /سبتمبر بدعم حملة مكافحة الإرهاب تأمل في تلقي الثناء من الإدارة الأمريكية لجهودها في ملاحقة أسامة بن لادن وأتباعه الذين تقول تقارير إنهم ربما يلجأون إلى المناطق الجبلية الوعرة في اليمن.
وقد سقط 25 شخصا في الهجوم الذي نفذته وحدات من القوات الخاصة على منطقة نائية بمحافظة مأرب، التي تبعد 170 كيلو مترا شرق صنعاء لاجبار رجال القبائل على تسليم أعضاء في تنظيم القاعدة لجأوا إليهم.
وبدا للمراقبين منذ الوهلة الأولى أن حجم الهجمات التي شنتها القوات واستخدام الطائرات والدبابات، حمل دلالة تتجاوز مطاردة عناصر القاعدة، لتمثل رسالة سياسية للولايات المتحدة مفادها أن اليمن تحارب الإرهاب قولا وعملا.
وقال الصحفي اليمني والمحلل السياسي البارز محمد جسار إن تلك الإجراءات «تستهدف في المقام الأول بعث رسالة للحكومة الأمريكية بأن السلطات اليمنية جادة في تعاونها معها في مجال مكافحة الإرهاب، وانها قد انتقلت من حالة التعاون الشفهي إلى العمل الميداني».
لكنه أكد أنه «ليس هنالك ما يتوجب هذه الدرجة العالية من العنف، فالواضح أن المطلوبين ليسوا أكثر من أفراد».
وقد بدت السلطات هذه المرة واضحة في تبريرها لهذا الإجراء أكثر منه في الإجراءات الأمنية التي اتخذتها لاعتقال أنصار مشتبهين لابن لادن خلال الشهور الثلاثة الماضية، وألمحت صحيفة «الثورة» الحكومية أمس الأول إلى أن الإجراءات التي اتخذت تهدف إلى تجنيب اليمن التعرض لهجمة أمريكية تستهدف مواقع يزعم أنها معسكرات تدريب تتبع أنصار ابن لادن.
وقالت الصحيفة في مقالها الافتتاحي، الذي يعكس عادة الموقف الرسمي للحكومة اليمنية، «إن عدم اضطلاع القرار اليمني والامكانات والوسائل الداخلية بمسؤولية ملاحقة ومكافحة مصادر الإرهاب يترك منافذ الوطن مشرعة أمام التدخلات، ويعرض بلادنا وشعبنا للاستهداف الذي يتجاوز النطاق السياسي إلى ما هو أخطر وأكثر تدميرا».
وأضافت أن ما قامت به القوات «من ملاحقة للعناصر المشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة ومن يؤونهم في منطقتي بيحان وعبيده، يمثل فعلا من أفعال السيادة والدفاع عن المصالح الوطنية.
وأشارت الصحيفة إلى أن وجود عناصر مطلوبة من أمريكا في اليمن «تدخلنا في دوامة من العداوات والصراعات والصدامات مع دول تربطنا بها علاقات صداقة وتعاون، وليس لنا أية مصلحة في أن تتعكر هذه العلاقات، ناهيك عن انفراط عقدها، غير أن المراقبين هنا يؤكدون أن تلك الإجراءات، على الرغم من حجمها وحجم الخسائر البشرية التي نتجت عنها، لن تكون مقنعة لواشنطن التي تريد الحصول على العناصر التي تتهمها بالتعاون مع ابن لادن، المتهم الرئيسي بتدبير عدد من الهجمات على مصالحها، منها الهجوم الانتحاري على مدمرة أمريكية في ميناء عدن الجنوبي في تشرين الأول /أكتوبر 2000 الذي راح ضحيته 17 بحاراً أمريكياً.
وقال دبلوماسي عربي في صنعاء لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الولايات المتحدة ستنتظر نتيجة هذه الإجراءات، هل ستقدم اليمن شيئا لأمريكا؟ أم أنها مجرد خسائر في الأرواح ودك للمنازل وفي النهاية لا نتيجة.
وأضاف: «الولايات المتحدة لن تكون سعيدة إذا لم تشاهد نتائج لهذه العمليات وأشار إلى أن «أمريكا أصبحت أكثر جرأة في تحديد مطالبها، وما تريده من اليمن هو تسليم مشتبهين أو معلومات عنهم ويوافقه جسار الرأي، بقوله «لا أتصور أن جهازا أمنيا بحجم الأجهزة الأمنية الأمريكية من السذاجة بحيث تتعامل مع مثل هذه الرسائل السياسية بسطحية فأهدافها محددة سلفا وأسماء المطلوبين كذلك واستحقاقات التعاون الأمني محددة في بنود دقيقة وواضحة».
وكان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح قد تلقى مطالب من الإدارة الأمريكية أثناء زيارته لواشنطن الشهر الماضي، تتعلق بتعاون اليمن في محاربة الإرهاب، وكان على رأس تلك المطالب، حسب تصريحات لصالح ملاحقة «اثنين أو ثلاثة من زعماء القبائل يشتبه في وجود صلات لهم بالقاعدة»، وقد ظلت اليمن منذ هجمات أيلول /سبتمبر تسير على حبل مشدود في محاولة للموازنة بين مطالب واشنطن للمساعدة في محاربة الإرهاب والمشاعر الشعبية المعادية للولايات المتحدة، وحرصت السلطات اليمنية خلال الأشهر الثلاثة الماضية على عدم السماح بظهور أي مشاعر شعبية معادية للولايات المتحدة واتخذت إجراءات لمنع تسيير مظاهرات ضد الحرب التي تقودها واشنطن في أفغانستان.
وكان قرابة 200 من كبار رجال الدين في اليمن قد أصدروا فتوى في تشرين الأول /أكتوبر حرموا فيها «أي شكل من أشكال التعاون مع الولايات المتحدة في مهاجمة المسلمين في أفغانستان».
وطالبوا صالح والزعماء العرب والمسلمين «عدم تقديم أي مساعدة معنوية أو مادية للولايات المتحدة».
ويقول الدبلوماسي العربي إن الرئيس صالح «وجد نفسه مجبرا على مسايرة واشنطن بالضرب على المشتبهين في تعاونهم مع تنظيم القاعدة وتجميد حسابات بنكية لمنظمات زعمت الولايات المتحدة أن لها صلات بابن لادن مقابل تأكيدات من المسؤولين الأمريكيين بعدم استهداف اليمن بضربة عسكرية».
ودرجت وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية خلال الشهر الماضي على نشر تقارير مفادها بأن اليمن مع السودان والصومال ضمن قائمة الدول التي قد تتعرض لضربات أمريكية بعد انتهاء الحملة العسكرية على أفغانستان، بتهمة إيوائها لمعسكرات تدريب تابعة لتنظيم القاعدة، ولا يخفي المسؤولون اليمنيون أن عددا كبيرا من المحاربين القدامى في الحرب الأفغانية التي استهدفت دحر القوات السوفيتية من أفغانستان في الثمانينيات من القرن الماضي، وجدوا في اليمن ملاذا لهم بعد انتهاء تلك الحرب، وقد جند ابن لادن، معظم أولئك المحاربين الذين يوصفون «بالأفغان العرب» بدعم من عدد من الدول العربية والولايات المتحدة، ولكن صنعاء أكدت مرارا أنها طردت عام 1998 ما يصل إلى 14000 من أولئك «الأفغان العرب» الذين ينتمون إلى جنسيات عربية مختلفة، وأيا كان الهدف الحقيقي من وراء التحرك القوي للسلطات اليمنية في ملاحقة المطلوبين، فإن وعورة المناطق التي قد يلجأون إليها واتساع مساحتها قد يشكل حرجا لصنعاء التي تتلقى انتقادات متكررة من واشنطن وغيرها من العواصم الغربية بسبب عدم بسطها لنفوذها الكامل على تلك المناطق.
* روما ايطاليا رويترز: حميد قرضاي رئيس الحكومة الأفغانية المؤقتة يتسلم نسخة من القرآن الكريم أهداها له ملك أفغانستان السابق محمد ظاهر شاه «يمين».

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved