أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 28th December,2001 العدد:10683الطبعةالاولـي الجمعة 13 ,شوال 1422

الثقافية

قصة قصيرة
بعد البكاء
كنا نجلس مصطفين مقابل الباب. الغرفة تضيق بنا وبكدرنا.. كان الوقت ظهراً كل الستائر مسدلة.. مكتفين بالنور القادم من الباب.. لم يكن كافيا لقتل العتمة هنا.. كل الكائنات تتشابه.. إيقاع الزفرات والتناهيد يفرض نفسه.. ركبنا تصطك أيدينا تعرق بمبالغة.. المروحة تدور برتابة.. وتصدر صريراً حزيناً كبكاء الناي..
عيوننا مغرورقة.. لم نبك.. لا لم نبك حتى الآن لم نبك..
الجميع يقبل صوبنا يطبعون القبل.. يواسون بنفس العبارات مرات تقال باقتضاب وأخرى بإسهاب البعض يشدون على يدي، البعض يربت على كتفي، كثيرون عانقوني والباقون كانوا يهربون.. يسحبون أيديهم بسرعة.. ويهربون.. الباقون لم يكونوا الأسوأ.. لا.. كانوا الأضعف.. خالي كان من الباقين الأضعف الكل كان يتجنب أن ينظر في عيني.. أما أنا فكنت أبحث في أعينهم عن العوم عن النجاة عن لاشيء.. كنت أبحث وكفى.. بات وجهها يرتسم في كل مكان.. في متاهة المروحة.. في زخرفة السجادة.. في مرايا الساعات رائحة حنائها تفوح في كل البيالات.. بخورها كان يعطر المداخل.. صوتها صار يغرد بالتهليل بعد كل أذان.. ابتسامتها تلوح لي في كل أفق.. في كل سماء.. اليوم هو الثالث على التوالي شمغنا متشكلة بطابع حزين.. نجلس في نفس المجلس نتخذ نفس الكراسي.. نجول بنظراتنا في نفس الزوايا نسرح في ذات الأفكار.. ونستقبل الوافدين.. البعض يتكرر.. والأغلب جدد.. انتظرت رحيلهم ببالغ صبر.. كان لي موعد مع بكاء طويل.. وشهقات متقطعة هناك حيث أنا فقط.. حيث لا أحد يكتشف فيني كل هذا الضعف.. كان صمودنا سيد الموقف كان محل إعجاب حتى ماجد الصغير كان صامداً لم يبك.. ربما كانت فرصته ليثبت كم هو كبير.. وكم هو رجل.. لكن فضوله ألح.. همس في أذني.. وألقى تساؤلا ضخماً:
من بيصلح فسحتي؟!
زياد

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved