| متابعة
* بكين المركز العربي للمعلومات:
في اللقاء الودي الذي جمع رؤساء البعثات الدبلوماسية العربية بالسيد تانغ جيا شوان وزير الخارجية الصيني في الساعات الأخيرة من عام 2001 بقصر الضيافة دياو يوي تاي وبالفيلا المخصصة لإقامة ملوك ورؤساء الدول الزائرة، قال الوزير الصيني: «تعلمون جميعا، أنني عدت للتو من الخارج، إلا أن حرصي على والتزامي بالتقليد الجيد القائم بيننا، دعوتكم هذا المساء لنقضي سويا هذا الساعات الأخيرة من عام 2001 ولأغتنمها فرصة جيدة لأتحدث لكم عن زيارتي وانطباعاتي لكل من لبنان وسوريا والأردن ومصر وكما مقر الجامعة العربية في القاهرة».
«خلال الزيارة سررت وسعدت بلقائي قادة هذه الدول الصديقة الأربع وبمحادثاتي مع نظرائي وزراء الخارجية وأمين عام جامعة الدول العربية والتي تناولت وتركزت على عدة مسائل أساسية وهي العلاقات الصينية العربية والعلاقات الثنائية مع كل من هذه الدول؛ والوضع الدولي الراهن، ومسألة مكافحة الإرهاب؛ ومسألة التعاون التجاري والاقتصادي. هذا وعقدت مؤتمرا صحفيا شارك فيه ما يقارب الأربعين صحفيا نظرا لكثرة المراسلين الذين طلبوا لقاءات صحفية منفردة معي».
«بادرت التطرق إلى هذه المسائل وأوضحت موقف الصين المبدئي والأساسي منها، وقد تناقلتها وسائل الإعلام الصينية بشكل شامل وأنتم على علم بموقف الحكومة الصينية في هذا الصدد، لذا لن أتناولها بالتفصيل، وسأتحدث عن انطباعاتي وما يهمكم سماعه منها».
«بالنسبة لمسألة الإرهاب، شعرت حقيقة أننا والعرب نتبنى مواقف مشتركة ومتشابهة، وآراؤنا موحدة في هذه المسألة، خاصة بما يتعلق في معارضة الإرهاب بكافة أشكاله بعيدا عن مكان وزمان وقوعه، وأسلوبه ودوافعه، في الوقت الذي أوضحت فيه موقفنا الدائم في ضرورة عدم الخلط، والفصل التام والواضح، بين الأعمال والنشاطات الإرهابية وبين النضال العادل الذي تخوضه الدول العربية ضد إسرائيل والهادف إلى استعادة أراضيها المحتلة واسترجاع حقوقها الوطنية المشروعة. كما وقلت إن الصين ليست ضد الإرهاب فحسب بل وأيضا مع ضربه، موضحا أن الإرهاب لا يمكن ربطه بمنطقة معينة أو بديانة أو عرق أو حزب أو جماعة محددة.
أكدت على موقف الصين المعارض من توسيع الضربات العسكرية ضد الإرهاب، بشكل عشوائي وعلى هوى بلد معين أو خدمة لحاجياته السياسية، فإذا ما أرادت دولة معينة كبرى توسيع الحرب ضد الإرهاب لتشمل أي دول عربية فإن التحالف الدولي ضد الإرهاب سيتفكك ولن يستمر، نرى في مثل هذا التصرف كمن يرفع الحجر لضرب قدميه. لقد حظي الموقف الصيني هذا تغطية شاملة ومكثفة من قبل وسائل إعلام الدول الأربع التي زرت».
تطوير العلاقات الصينية العربية إحدى الركائز الأساسيية للسياسة الخارجية الصينية السلمية والمستقلة
«في المؤتمر الصحي الذي عقدته في العاصمة المصرية أوضحت علاقاتنا مع الدول العربية وتطويرها على أساس نقاط أربع هي: المزيد من تعزيز الحوار السياسي والتشاور البناء وتوسيع الآراء المشتركة وتعميق التعارف والتفاهم والثقة المتبادلة؛ استغلال المناسبات العامة متعددة الأطراف، كالأمم المتحدة مثلا، للتنسيق وتبادل التأييد بشأن مسائل مكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان والقضايا الدولية والاقليمية الساخنة؛ تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، والتركيز على تطوير التعاون في مجالات الطاقة والاستثمار المتبادل ونقل التكنولوجيا، والسعي المشترك لإيجاد أساليب وطرق أنجع لتعاون أكثر فعالية؛ البحث المشترك في إنشاء آلية لمنتدى تعاون صيني عربي يدفع تطوير العلاقات الصينية العربية.
أكدت على العلاقات الودية القائمة بين الصين، حكومة وشعبا، وبين الدول العربية شعبا وحكومات، وأبرزت موقفنا الداعم والمؤيد للنضال العادل الذي تخوضه وعلى ضرورة استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه الوطنية المشروعة، وأكدت على أن الصين هي صديق مخلص للدول العربية، وستبقى كذلك، وان تطوير العلاقات الصينية العربية هي من إحدى الركائز الأساسية للسياسة الخارجية الصينية السلمية والمستقلة. وقد حظي الموقف الصيني هذا بتثمين وترحيب عاليين من كافة الدول العربية».
استمرار احتلال إسرائيل للأراضي العربية
هي أساس المشكلة
«بالنسبة لموقفنا من مشكلة الشرق الأوسط: لقد تبادلنا الآراء ووجهات النظر مع قادة ووزراء خارجية الدول الأربعة، واستمعت بكل اهتمام لشرح مفصل من فخامة الرئيس المصري حسني مبارك وجلالة الملك الأردني عبدالله الثاني وفخامة الرئيس السوري بشار الأسد ومن فخامة الرئيس اللبناني اميل لحود حول آخر تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط وخلفياتها. لقد استفدت كثيرا واتسعت معارفي وتعمق فهمي لمشكلة الشرق الأوسط وتعقيداتها، ان استمرار احتلال إسرائيل للأراضي العربية هي أساس المشكلة، وتتحمل إسرائيل المسؤولية الأساسية في حل المشكلة وإحلال سلام عادل ودائم وشامل في المنطقة.
وعلى الولايات المتحدة الأمريكية تغيير موقفها المنحاز لإسرائيل. أكدت على موقف الصين المعارض والمستنكر الدائم لاستخدام إسرائيل القوة، ومعارضتها أيضا لكل النشاطات وأعمال العنف التي تعقد الأمور أكثر. الصين تأمل بإخلاص التوقف الفوري لأعمال العنف والحرب، حيث أكدت الوقائع والأحداث التاريخية ان الوسائل السلمية وعبر الحوار والمفاوضات هي الطريقة الوحيدة والأمثل لحل مشكلة الشرق الأوسط».
تانغ جيا شوان يطلع وزير الخارجية الأمريكي وبقية دول مجلس الأمن على نتائج جولته
«وبعد عودتي من الجولة التي قمت بها للدول العربية الأربعة، بعثت برسالة خطية للسيد باول وزير الخارجية الأمريكي أطلعته فيها على الزيارة وما تأمله قيادات الدول العربية من الولايات المتحدة الأمريكية، وأوضحت موقف الحكومة الصينية الثابت والدائم من مشكلة الشرق الأوسط، وكما أنني في صدد اطلاع بقية الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي على الزيارة. واليوم ها أنا أضعكم في صورة هذه الزيارة الناجحة ونتائجها المثمرة».
«ونحن نودع العام الأول من القرن الجديد، أثق من أن الصداقة وعلاقات التعاون الودي القائمة بين الصين والدول العربية، ستنمو وتتطور نحو الأفضل، في العام المقبل على أساس الإنجازات السابقة التي ستزداد تجذرا وتوسعا».
|
|
|
|
|