| تحقيقات
تحقيق * رفحاء منيف خضير:
المطر أنشودة فرح جميلة يرددها أهالي الجزيرة العربية كل عام، وذلك لارتباط الخيرات بالمطر، فكرة جديدة قدمها أصحاب سيارات نقل المياه «الوايتات» وهي جلب مياه الأمطار من أماكن عذبة وبيعها للأهالي في رفحاء والتكسب الحلال من ورائها لرواجها الكبير هناك والأهالي بدورهم استعدوا لذلك بوضع خزانات أرضية للاحتفاظ بها طوال العام، والاستمتاع بشربها وصنع القهوة والشاي منها ليكون مذاقها أحلى من الميْ القراح الزلالي» على رأي أحد الشعراء.. ولكن!! هل كل مياه الأمطار صالحة للشرب؟!
وكيف نتعرف على الماء العذب الصالح للشرب وهو في سيارة الماء «الوايت»؟!
العمالة التي تجلب الماء وتبيعه من يضمنها لنا؟! ألا نخشى أن يجلبوا الماء من أماكن غير صالحة كما يروي لنا أحد ضيوف هذا التحقيق؟! وأخيرا ما هي طرق تعقيم الماء في الخزانات حتى نستمتع بمياه عذبة نقية؟!
وأخيرا هل نقول بعد كل ذلك أن مهنة السقاء «بائع الماء» قد عادت إلينا بعد أن غيرت جلدها لتؤكد لنا مجددا أنها مهنة مربحة مادياً؟!
في البداية دعونا نتعرف على المطر كيف يتكون وينشأ؟ وما هي أسباب سقوطه؟
حول هذا الموضوع أجاب عطا الله الفريح مشرف العلوم بمركز الإشراف التربوي برفحاء قائلاً: تنشأ الأمطار بمشيئة الله من بخار الماء في الغلاف الجوي، ويتكون بخار الماء عندما تتسبب الحرارة في تبخر الماء من المسطحات المائية، فالهواء الرطب يبرد عندما يرتفع، وتقل كمية بخار الماء التي يمكنه حملها، وتسمى درجة الحرارة التي لا يمكن للهواء عندها أن يستوعب كمية إضافية من الرطوبة نقطة الندى، فإذا انخفضت درجة الحرارة إلى نقطة دونها يتكاثف بخار الماء على شكل رذاذ مشكلا السحب، ويتكاثف بخار الماء على شكل جسيمات تسمى نويات التكاثف التي تتألف من الغبار وأملاح البحار والمحيطات، وبعض المواد الكيميائية المنبعثة من المصانع وعوادم السيارات وعند تكاثف بخار الماء تنطلق حرارة تجعل السحب ساخنة وهذا يساعد على دفع السحب إلى أعلى وبذلك تصبح أكثر برودة وهذا ما يسمى بنظرية الاندماج أو البلورة الثلجية وهما النظريتان اللتان تفسران تكون المطر.
حول التباين في كمية هطول الأمطار قال: يتأثر هطول الأمطار بعدة عوامل مختلفة كالارتفاع واتساع المسطحات المائية والتضاريس والتيارات الهوائية، وبشكل عام يزداد معدل سقوط الأمطار عند المناطق القريبة من خط الاستواء منها عند المناطق المحاذية للقطبين.
أما الأمطار الموسمية يعود سببها إلى الرياح التي تهب خلال فصل الشتاء في اتجاه معاكس لاتجاهها في فصل الصيف وتسمى مثل هذه الرياح بالرياح الموسمية.
وختم عطا الله مؤكدا أهمية مياه الأمطار لاستمرار الحياة على الأرض، لأنه يمد الإنسان والحيوان والنبات بالماء، ويلاحظ أن مظاهر الحياة تكاد تنعدم في المناطق التي تعاني قلة الماء، أو قلة سقوط الأمطار عليها، وتساعد الأمطار على منع فقدان التربة السطحية القيمة بإيقاف العواصف الرملية، كما أن الأمطار تنظف الهواء من الغبار والملوثات الكيميائية، ويمكن أن تكون الأمطار ضارة أيضاً، فكثرة الأمطار قد تخلق اضطراباً في الاتصالات، وتسبب الفيضانات وتدمر الممتلكات وتهدد الحياة إذ تتلف المحاصيل وتسرّع فقدان التربة السطحية.
أصحاب الوايتات: نحضرها من هذه الأماكن!
* سألنا أصحاب سيارات نقل المياه «الوايتات» عن الأماكن التي يجلبون منها الماء؟ فأجاب:
فياض الشمري 68 سنة قائلاً: نحضر هذه المياه من أراض صلبة تمسك بالمياه نسميها غدران «مفردها غدير» وكانت مثل هذه الغدران معروفة لنا سابقا أيام البداوة حيث ترد عليها الإبل والأغنام وبعد تطور البلاد وجهود الحكومة الرشيدة لم تعد هناك حاجة إليها بفضل وجود شبكات المياه الأرضية ومحطات تنقية وتحلية المياه المالحة، ولكن بعد هطول الأمطار يعاود الناس نوع من الحنين لهذه المياه فيعمدون إلى شرائها والاحتفاظ بها في مخازن وبرك خاصة للاستمتاع بشربها حيث العذوبة والصفاء وعن أشهر هذه المواقع العذبة أضاف:
أشهرها غدران أعيوج، وروضة نقذة، ومنطقة السهلة وخصوصا شعيب فيحان، وأيضا البرك الأثرية القريبة من رفحاء مثل برك درب زبيدة الأثري المشهور ومنها بركة الجميماء والثليماء وأيضا منطقة زبالا الأثرية بآبارها وبركها الكثيرة ومعظم هذه البرك سورتها وزارة الزراعة والمياه مشكورة وسمحت لأهالي البادية بالتزود منها ونحن نستفيد منها طوال الموسم ولله الحمد، وهناك منطقة أخرى تشتهر بمياهها العذبة وهي الشيميات وبصراحة المنطقة عموما تمتاز بكثرة أماكن التجمعات المائية النظيفة.
* صاحب وايت آخر هو فايز فهد التويمي يقول عن زبائنه: أكثرهم من محافظة رفحاء «البدو والحضر على حد سواء» ، فالبدو وخصوصا كبار السن يفضلون مياه الأمطار لأنهم اعتادوا على شربها في سنينهم الخوالي، وأيضا سكان المدينة الذين يجدون في مياه الأمطار متعة ولذة فريدة الطعم والأهالي عموماً يستخدمون خزانات أرضية تحتضن هذه المياه إلى فصل الصيف. وأكد أنه سبق أن جلب مياه الأمطار للقرى والهجر القريبة من المحافظة مثل طلعة التمياط وهجرة ابن شريم ولكن في حالة تعطل مولدات الماء عندهم فقط!!
* كيف تتعرف على المياه العذبة من غيرها خصوصا وأن الرياض متشابهة؟!
أجاب على هذا السؤال فايز بن خلف الشمري صاحب وايت قائلاً: أول مطرة. لا يشتري الناس منها الماء لأن الأرض غالباً ما تكون متسخة واحتمال التلوث فيها وارد جداً، والمخلفات التي فيها تكون عبارة عن بواقي الماشية ومخلفات أهالي البادية ولكن عند معاودة نزول المطر مرة ومرتين فإن الأمطار كفيلة بإزالة الأوساخ، والمخلفات من الأرض وبالتالي تصبح المياه نظيفة وعذبة ونقية، ويمكن الحكم عليها بالعين المجردة من خلال صفاء الماء وخلوه من الشوائب، وعموماً الأودية والشعاب متحركة والماء فيها في جريان مستمر في حال تواصل هطول المطر وهذا يدعو الجميع إلى الاطمئنان بعكس المياه الراكدة.
وأمر آخر يتعرف الناس من خلاله على نوعية مياه المطر من حيث الجودة وهو الطعم بحيث يكون عذباً ومميزا وخاليا من المذاق المر والرائحة الكريهة. وأضاف: ونحن أصحاب السيارات «الوايتات» معروفون في المحافظة والناس تثق بنا، وحتى نستمر على كسب ثقتهم لا نغامر بجلب مياه رديئة من أجل الكسب فالفياض مليئة والأودية خيراتها كثيرة ولله الحمد، والطمع والجشع ليسا مبررين لأن نخسر زبائن اعتادوا علينا منذ سنوات عديدة.. وبعض المواطنين زيادة في الحرص يطلب منا الذهاب معه إلى غدير معين لنأخذ الماء منه وطبعا لا نمانع في ذلك ونذهب معه بناء على طلبه ولكل شيء ثمنه!!
وعند سؤاله عن السعر في هذه الحالة؟! أجاب : طبعا يختلف بحسب المسافة.
في الصيف للماء العادي والشتاء لماء المطر
* وعن أي الأوقات صيفا أم شتاء يكثر الطلب عليهم أجاب فواز بن فهد الشمري «صاحب وايت » فقال : طبعاً في الصيف للماء العادي «ماء التحلية أو التنقية» وخصوصا لبعض الأحياء الجديدة التي لم يشملها مشروع شبكة المياه، ولكن في الشتاء يكثر الطلب على مياه الأمطار فقط مما دعا بعضنا إلى تخزين هذه المياه في برك خاصة إلى فصل الصيف القادم وبيعها بسعر أكثر!!
* أحد الزبائين علي بن إبراهيم المنديل التويجري قال: أنا لا أبحث إلا عن مياه الأمطار لأن منزلي يقع في حي مشمول ولله الحمد بمشروع المياه، ولكن لدي بركة في منزل العائلة استخدمها لتخزين مياه المطر والتي أجلبها بنفسي من أماكن معروفة بعذوبتها وصفاء ونظافة المياه فيها ولكن بحسب ما أشاهد في السوق أن فصل الشتاء هو الموسم المفضل لشراء ماء المطر، فالناس عموما تفضل مياه المطر حديثة الهطول، وأعرف أشخاصاً يتخلصون من الماء المخزن من شتاء العام الماضي من أجل الحديث خوفاً من تغير طعمه أو تلوثه، ولكن بعض الأصدقاء وهو من كبار السن صمم سطح منزله بحيث يحتفظ بمياه المطر الذي ينحدر بزاوية ميول معينة ليصب في أنابيب بلاستيكية نظيفة في خزان المياه الأرضي وبالتالي يضمن نظافة الماء ويوفر على نفسه الجهد والمال والوقت بحثا عن أماكن وبائعين يثق فيهم. وبالطبع أول مطرة يكون المجلى باتجاه الشارع ولا يحوله للخزان الأرضي إلا بعد ثالث مطرة حتى يكون السطح والأنابيب نظيفة!!
أسعارنا مناسبة!!
وعن الأسعار قال فواز الشمري أسعارنا محددة من قبل وزارة الزراعة والمياه، ومن يخالفها يعرض نفسه للعقوبة، والموقع عموماً يحظى بمتابعة الوزارة والبلدية أيضاً، والأسعار تختلف باختلاف الماء فمثلاً السيارة الكبيرة «سعتها 100 برميل» سعر الماء العادي 80 ريالا، أما ماء المطر فيتراوح سعره من «150 ريالا إلى 200 ريالا»، والسيارة العادية «سعة 60 برميلا» سعرها 60 ريالا أما ماء المطر فسعره 120 ريالا، أما السيارة الصغيرة فسعرها 40 ريالا، هذه الأسعار طبعاً مقارنة في أوقات الذروة يعني في الصيف للماء العادي وفي الشتاء لماء المطر أما الماء العادي «ماء التحلية» فينخفض سعره في الشتاء إلى 50 ريالا للكبيرة، والسيارة الوسط 30 ريالا والصغيرة من 20 25 ريالا.
* عن الأسعار قال أحد الزبائين فهد بن حمد الأحمد في رأيي أنها مناسبة نوعا ما وأنا بصراحة لا أعرف تماما أسعار مياه المطر لأننا نجليها بمعرفتنا، ولكن أعتقد أن الأهالي لهم اليد الطولى في تحديد هذه الأسعار لأنهم المحرك الأساسي في سوق العرض والطلب.
وأضاف: ولكن بعض أصحاب الوايتات هداهم الله يبالغون في السعر حينما تطلب منهم الذهاب معك لموقع يتميز بطيب الماء.
ويشترط لذلك مبلغا مبالغاً فيه، فلو تم تحديد السعر بالمسافة لكان ذلك أفضل من وجهة نظري وأذكر أن بعض السائقين إذا لم يعجبه العرض المقدم منك يقول لك: تبي ولا بكيفك؟!!
* فياض سعدون قال: بالعكس أسعارنا مناسبة جدا وهي تخضع لمراقبة وزارة الزراعة ونحن عموما مرنون جدا مع الزبائين الدائمين «ونديّن بعد!!.. يضحك» ولكن إذا فكرنا بالجهد الذي نبذله من أجل الحصول على مياه الأمطار وكذلك مصاريف المحروقات يبدو السعر معقولاً وإلا انصرف عنا الزبائن.
أما عن وجود بعض العمالة التي تبيع الماء فقال: هؤلاء يعملون عند مواطنين يملكون غالباً أكثر من سيارة لكثرة الطلب على مياه المطر ونحن ننظم أنفسنا في الوقوف في الساحة بطريقة نتفق عليها ولا علاقة لذلك بالسعر فالزبون أحيانا يريد سيارة كبيرة مثلا والدور ينتظر السيارة الصغيرة فلا مانع عندنا من تجاوزها إلى غيرها، وكذلك بعض الزبائن يشترط بائعاً معيناً يعرفه ويثق فيه وكل ذلك لا يمثل مشكلة لدينا فالأرزاق على الله!!
نفضل مياه المطر ونخشى من التلوث
* علي المنديل التويجري يقول: نعم أفضل مياه الأمطار واستخدمها للشرب فقط ولا أصنع منها لا شاي ولا قهوة ولا نستخدمها للطهي فمياه التنقية في رفحاء على درجة عالية من الجودة وتستخدم الوزارة أحدث طرق تنقية المياه العالمية، وفعلاً كنت أصمم خزاناً في منزل العائلة خصيصا لمياه الأمطار، ولكن كنت ألحظ تغير الماء بعد فترة طويلة من التخزين وكثيرا ما يراودني الشك بتغير الطعم رغم أنني أضع الكلور المعقم ولكن لا أخفيكم فأنا أضعه مثل كل الناس بطريقة عشوائية غير علمية، ولو تولت الوزارة التوعية الإعلامية لكان ذلك أفضل مثلا لماذا لا تطبع فروع الوزارة توجيهات تتعلق بكيفية تخزين ماء المطر وتعقيمه بأن تحدد الكمية المناسبة من الكلور المعقم لمساحة كل خزان ويؤكد التويجري أن فرع الزراعة حقيقة لم يقصر وله جهود توعوية رائعة في مجال البيطرة والزراعة ولكن لخدمة المواطنين يجب أن تكون الجهود أشمل وأوسع فليس كل المواطنين متعلمين!!
* وعن شبح التلوث قال مرزوق بن محمد المطيري من منسوبي الحرس الوطني برفحاء فعلاً أعتبره شبحاً خصوصا وأن أطفالنا يشاركون في الشرب معنا. وأنا بصراحة حينما انتقلت إلى منزلي الجديد لم أصنع خزاناً أرضياً لمياه المطر بعد موقف حصل لي قبل أعوام حيث ذهبت في موسم سابق اشتهر بكثرة الأمطار وقصدت موقعا معينا في روضة «الزبنية» وهو عبارة عن تجويف أرضي يحتفظ بالماء يسميه بعض الناس «خليقة» فأحضرت سيارة الماء المزودة بمولدات سحب المياه من هذا التجويف. وبعد أن قمت بالتمديدات اللازمة ووضعت خرطوم المياه في فوهة الخليقة جاءني أحد سكان البادية وقال لي: أنصحك بعدم أخذ الماء من هنا.
فسألت : لماذا؟! قال: أمس سقط حمار «أعزكم الله» هنا. ومات في الداخل، وأشار لي بتغيّر شكل الماء ورائحته.. ومن وقتها تركت مياه الأمطار خوفا من احتمال عدم نظافتها.
من على الطريق
* لا تثقوا في السيارات التي تقودها العمالة الوافدة هكذا بدأ مستاء فهد بن حمد الأحمر مضيفا أنه شاهد أحد «الوايتات» وقد وقف صاحبه بجانب الطريق، وأخذ يشفط المياه القليلة الباقية على جنبات الطريق وطبعاً المياه راكدة أولا ولا شك أنها مليئة بالوحل ثانياً وقد يكون هذا التصرف ناتجا عن جهل هؤلاء بمياه الأمطار وأماكن وجودها، وقد يكون السبب هو الطمع والكسل في آن واحد. وعلى الكفيل السعودي مراقبة هؤلاء العمال لعدم تعريض حياة الناس للتلوث.
وعن فكرة تعقيم المياه في خزانات المنازل قال الأحمد: الفكرة معمول بها عند الكثير بفضل تطور الوعي لدى الناس. وسمعت من كبار السن أنهم كانوا يأخذون مادة كيميائية من شركة التابلاين «خط الأنابيب» وكانت الشركة أيضا تتطوع لتقدير نسب احتياج برك المنازل من هذه المادة. والآن فرع وزارة الزراعة برفحاء يزود الأهالي بمادة الكلور المعقمة وبحمد الله لم أسمع أن أحدا أصيب بأذى أو تلوث، فالطبيعة عموما فيها وسائل تقليدية للتنقية وبعضها يستخدم حالياً في أعرق الدول حضارة، وعموماً فمياه الأمطار لها وقت محدد للشرب حتى يتجنب الإنسان العوالق والشوائب التي تعلق بالماء، وأضاف: وأنا شخصيات أفضل المياه التي تسقط في منتصف أو أواخر فصل الشتاء وخصوصا في «المربعانية» لأنها حسب ما سمعت تكون خالية من الجراثيم والميكروبات لانخفاض درجات الحرارة وبرودة الجو.
لم يشتكوا من التلوث
*فواز فهد أكد أنه لم يسمع بأن أحداً من الناس اشتكى من التلوث من مياه الأمطار التي نجلبها للأهالي مضيفا أن الأهالي حتى البادية أصبح لديهم وعي وجميعهم يستخدمون أساليب التعقيم.
وفرع الزراعة يشرف بنفسه علينا، وأحياناً يأخذون عينات من الماء لفحصها، والحمد لله المياه التي نحضرها نظيفة وخالية من أي تلوث، وقد جربت وضع مياه الأمطار في براميل «حديد» لمدة خمس سنوات وفوجئنا بأن البرميل لم يصدأ والماء لم يتغير طعمه عكس الماء العادي!!
* المواطن ناصر الوطبان «مدير مدرسة» يقول: إنه صمم خزان منزله الأرضي بعد أن قسمه لقسمين وخصص قسما معينا لمياه الأمطار بعد أن تأكد من مختصين في وزارة الزراعة والمياه بأن مياه الأمطار أفضل من المياه الجوفية التي تختزن في باطن الأرض في طبقة صخرية ملحية تحتاج لمعالجة كيميائية شديدة حتى تكون صالحة للشرب، وهذه المواد الكيميائية الكثيرة لا شك أنها تؤثر على صحة الفرد، ومياه الأمطار تفضلها لأنها عذبة 100%، وقد تلتصق بها بعض العوالق وهي تحتاج لجزء بسيط من الكلور لترسيب هذه الشوائب والعوالق، وأنا صممت خزان المياه في منزلي بمشاورة مهندسين مختصين. وعن الأماكن الشهيرة بالمياه العذبة أضاف: كثيرة جدا في رفحاء ولله الحمد فبالإضافة لما ذكر سابقاً هناك مكان اسمه «الكبَّة» ويقع على حدود منطقة الجوف وتربته من رمال النقود، ولكنه بعيد نوعا ما، وهناك روضة «نقذة» وهي شهيرة بمائها، ويقال إن سبب تسميتها أنها أنقذت الناس في صيف سنة قاحلة بهطول المطر واجتماعه فيها، وعند العامة هي شهيرة لذلك، كذلك لا تنسى أن من أفضل الأماكن لاجتلاب الماء البرك والآبار الأثرية مثل درب السيدة زبيدة الشهير والذي تحتضن رفحاء معظمه.
* حينما كنا صغاراً كنا نذهب مع والدي إلى بركة الجميماء الأثرية «إحدى برك درب زبيدة» وكانت ممتلئة بالمياه العذبة وكنا نشاهد «الوايتات» تأخذ الماء منها، كان منظرا رائعاً هكذا تعود به الذاكرة.
مرزوق بن محمد المطيري مضيفا : أنه يجلب الماء مع عائلته بواسطة حافظات بلاستيكية «جراكن» وكان طعمه رائعاً، ونصنع منه الشاي والقهوة ونرسل لجيراننا منه كهدية.
وأكد بأنه لا يعرف وقتها التلوث ولم يسمع بعد ذلك بأحد تلوث من ماء المطر، فمياه الأمطار في نظره نظيفة جدا وصحية أيضاً.
والزراعة لها رأي
أما فرع وزارة الزراعة والمياه في المنطقة فيؤكد أن مياه الأمطار تمتاز عن المياه الجوفية والسطحية بأنها أقرب ما تكون إلى المياه المقطرة شريطة أن تجمع بطريقة سليمة تمنع وصول التلوث إليها، إلا أن هذا لا يعني أنها كاملة النقاء، فالبخار المتصاعد من الأرض عندما يتكثف إلى قطرات ماء، فإنه يمتص بعض الغازات الموجودة في الهواء ويعلق على سطحها بعض ذرات التراب الدقيقة وكذلك بعض البكتريا السابحة في الجو، ومع كل هذا فالتلوث لا أهمية له من الناحية الصحية، ويمكن جمع المياه «مياه المطر» لاستعمالها للأغراض المنزلية وذلك في الأماكن المنعزلة إذا توافرت كمياتها وتوافرت طرق وقايتها من التلوث أثناء جمعها وأثناء تخزينها وتوزيعها.
ومياه الأمطار تتكون من مواد عالقة وهي بعض الشوائب التي قد تتواجد في الجو عند نزول المطر ومن مواد ذائبة مثل الأكسجين والأوزون وثاني أكسيد الكربون وبعض الأملاح.
وعلى هذا نطمئن الجميع بأن مياه الأمطار صالحة للشرب والاستعمالات اليومية بعد إجراء عملية التعقيم وهي إضافة مادة الكلور بنسبة معينة تحدد حسب كمية الماء بشرط خلو الماء من الأتربة. والوزارة في كافة فروعها تقدم خدماتها في هذا المجال والناس عادة يلجأون إليها لطلب المواد والمشورة.
|
|
|
|
|