أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 11th January,2002 العدد:10697الطبعةالاولـي الجمعة 27 ,شوال 1422

أفاق اسلامية

قراءة في كتاب
الشيخ وليد الرشودي في كتابه
«من أخلاق المحتسبين»:
* إن الاحتساب (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) سمة أهل الإسلام وعنوان الخيرية لهذه الأمة (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) وإزالة المنكر واجب على كل من رآه حسب التدرج الوارد في الحديث (اليد، اللسان، القلب) وإن الأخلاق سمة أهل العقل ولا يحسن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا بالعقل، فمن لا عقل له لا دين له، ومن لا دين له لا يصلح أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وأفضل مواهب الله لعباده العقل.
بهذه الجمل ابتدأ فضيلة الشيخ وليد بن عثمان الرشودي المحاضر في كلية اعداد المعلمين بالرياض كتابه الموسوم ب«من أخلاق المحتسبين» حيث تحدث فيه عن أهم الأخلاق الواجب على المحتسب ترسمها.
الخلق الأول
وقد جاء الكتاب في (76) صفحة من القطع الصغير وبدأه المؤلف بشرح هذه الأخلاق المطلوبة من المحتسب بالخلق الأول ألا وهو الإخلاص وقال: إن أعظم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المحتسبون هي صفة الاخلاص لله تعالى وذلك بلزوم اصلاح السريرة، وبين أن الواجب على العاقل الحازم أن يعلم أن للعقل شعباً من المأمورات والمزجورات لابد له من معرفتها واستعمالها في أوقاتها لمباينة العامة بها، مشيراً إلى أن أول شعب العقل هو لزوم تقوى الله واصلاح السريرة لأن من صلح جوانبه أصلح الله برانيه، ومن فسد جوانبه أفسد الله برانيه.
ودعا العبد المسلم والمحتسب بالخصوص إلى الاحتساب فعلياً بأن يجعل أجره كله عند ربه لا يريد جزاءً ولا شكورا: (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا، انا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريرا) فمن كان هذا عمله وكان الهدي الصالح سمته ودينه وجب عليه اخلاص عمله لله وألا يشوبه شائبة ولا يخالطه كدر بل يصفى قلبه لله.
خلق المتابعة
ثم تناول المؤلف الخلق الثاني بالشرح وعنونه بالمتابعة، حيث قال: إن الله عز وجل قد من علينا نحن أمة محمد عليه الصلاة والسلام بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث اصطفاه الله من سائر خلقه ومن الله علينا أن اصطفانا فجعلنا أتباعاً له بمنته وكرمه جل شأنه. وإن هذه نعمة عظمى ومنحة كبرى كان لزاماً علينا شكرها ومن أعظم الشكر متابعة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ذات الأثر العظيم والمنهج القويم والأجر العظيم في الآخرة حيث علق دخول الجنة بطاعته. قال عليه الصلاة والسلام: «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قالوا: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى».
وبين المؤلف أن العمل لا يقبل ولا يلج ملكوت السماء إلا بتحقيقه لشرطين اثنين الاخلاص والمتبعة وإن على العبد كما يخلص دينه لله أن يخلص متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
خلق الصدق
وفي الخلق الثالث «الصدق» قال المؤلف إن الصدق ليس محصوراً فقط في اللسان والمنطق، بل إن الصدق كلمة أوسع عن أن تقترن باللسان فقط، بل هي كلمة جامعة تدخل في جميع مناحي الحياة المتعلقة بالإنسان وعليه فلابد من الصدق مع الله ورسوله وخلقه ونفس الإنسان.
خلق السماحة
والخلق الرابع كما عرضه المؤلف هو «السماحة» التي تتجلى في كل أمر من أوامر الإسلام ونواهيه دقها وجلها، فكانت بحق بعثاً جديداً للقيم في جوهرها، وكل مسالكها ودروبها ونظمها.
وأضاف إن السماحة في الإسلام أكبر من مفهوم الإنسانية الذي رفعته مؤسسات وجمعيات جاهلية معاصرة وخدعت ببهرج القول وزخرفه شعوباً وقبائل، لأن السماحة في الإسلام تتسع حتى تشمل الحيوان والنبات وتقرر علاقة المسلم بغيره من الخلق والمودة والرحمة حتى في القتل والذبح.
وأورد المؤلف عدة مفاهيم للسماحة منها: أنها طيب في النفس عن كرم وسخاء، وانشراح في الصدر عن نقاء وتقى.
حسن الخلق
وفي الخلق الخامس وجه المؤلف رسالة إلى المحتسب الكريم قال فيها: اعلم علمت الخير أن الإسلام يدور على أمور أربعة:
عقيدة ومنهاج وشريعة وأخلاق أما الشريعة والمناهج فيقول تعالى: «لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا» وأما العقيدة: «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون» أما الخلق فلقوله عليه الصلاة والسلام: «إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه».
إن من أعظم أسباب قوة الإسلام قوة أخلاق أتباعه وتربية الإسلام لهم تربية مثالية، وبالمقابل فإن سوء الخلق مداره على أربعة أمور:
1 الجهل: يريك الحسن في صورة القبيح والعكس يريك صورة القبيح في صورة الحسن والكمال نقصاً والنقص كمالاً.
2 الظلم: يحمله على وضع الشيء في غير موضعه.
3 الشهوة: تحمله على الحرص والشح والبخل وعدم العفة والنهمة والجشع والذل والدناءات كلها.
4 الغضب: يحمله على الكبر والحقد والحسد والعدوان والسفه.
وقال المؤلف وبالجملة فإن النفس تنكشف بين أمرين بين افراط وتفريط والسنة في الوسط .
فعلى سبيل المثال إذا انحرفت عن خلق الرحمة انحرفت إما إلى قسوة وإما إلى ضعف قلب وجبن كمن لا يقدم على ذبح شاة ولا إقامة حد.
الجهاد
وتناول في الخلق السادس الجهاد حيث إن المسلم مطالب به في شتى أنواعه وهو من التعاقد مع الله: «ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم».
فليتأمل العاقد مع ربه هذه الصفة ما أعظم خطرها، وما أجل امرها، فإن الله جل وعز هو الذي اشترى، والثمن جنات النعيم، والفوز المقيم، والذي جرى على يده هذا العقد: أشرف رسله، وأكرمهم عليه من الملائكة والبشر، وان سلعة هذا شأنها لقد هيئت لأمر عظيم، وخطب جسيم.
ثم ختم المؤلف كتابه بنداءات قيمة نذكر عناوينها خشية الاطالة:
1 المحتسب لا تقنط من رحمة الله.
2 عظم جرم القول على الله بغير علم.
3 زاد المحتسبين.
4 صور من ابتلاءات من قبلنا.
5 وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved