* حوار فهد المطرفي:
تشكل الحرارة عارضاً لكثير من أمراض الأطفال معظمها من أمراض الالتهابات إلا ان هناك أسباباً أخرى للحرارة عند الأطفال والحرارة ليست مرضا بحد ذاته ولكنها وسيلة من وسائل دفاع الجسم ضد الالتهابات كما انها مصدر ازعاج كبير لأغلب من يعتني بالأطفال. فما هي الحرارة؟ وما هي أسبابها؟ وكيف يتعامل الأبوان معها؟ وهل لها ضرر على الطفل سواء عضويا او عصبياً؟
يجيب على هذه الأسئلة ل«الجزيرة» الدكتور محمد الشعلان استشاري الأطفال.
* ما هي الحرارة؟
هي عبارة عن ارتفاع درجة حرارة الجسم عن المعدل الطبيعي فالطفل يعتبر مصابا بالحرارة إذا:
كانت حرارة الجسم أكثر من 38ْ مئوية إذا قيست عن طريق فتحة الشرج.
كانت حرارة الجسم أكثر من 38ْ إذا قيست عن طريق الفم او الأذن.
كانت حرارة الجسم أكثر من 8.37ْ إذا قيست عن طريق الإبط.
وفي معظم الحالات فإن الارتفاع في درجة الحرارة لا يتجاوز درجتين من الحد الأعلى ومن النادر جدا ان تصل درجة الحرارة الى 41 درجة مئوية، ولم يذكر ان تجاوزت الحرارة 42ْ مئوية كما ان حرارة الجسم تتأثر قليلاً تبعا للمؤثرات الخارجية ولذلك يجب الانتباه حيث ان حرارة الجسم في الظهيرة وفي فصل الصيف قد تكون في الحد الأعلى أي ما يقارب 8.37ْ مئوية.
* كيف يستطيع الوالدان معرفة أن طفلهما يعاني من الحرارة؟
عندما يصاب الطفل بالحرارة فإنه يكون هناك تغيير في مزاجه تبعا للمرض الأساسي فهناك أمراض تسبب ارتفاعاً عالياً في الحرارة ولكنها لا تؤثر على مزاج الطفل أو حالته العامة وهناك أمراض تسبب ارتفاعاً بسيطاً للحرارة ومع ذلك يكون الطفل متعكر المزاج وتبدو عليه مظاهر الإعياء ولذلك فإن مقدار ارتفاع درجة الحرارة ليس مقياساً بحد ذاته لشدة المرض الأساسي.
ومعظم الوالدين يعرفون ان طفلهم يعاني من الحرارة عن طريق اللمس ولكن هذه الطريقة ليست دقيقة ولذلك فإن هناك طرق لقياس الحرارة إما:
عن طريق الأذن أو الفم.
عن طريق فتحة الشرج.
عن طريق الإبط.
ولكل طريقة جهاز خاص بها ولذلك يجب اتباع التعليمات المصاحبة للجهاز عند أخذ درجة الحرارة.
* ما هي أسباب الحرارة؟
الحرارة عرض وليس مرضا بحد ذاته وهنالك الكثير من الأمراض التي تسبب الحرارة إلا ان معظم أسباب الحرارة تتمثل في الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي او الجهاز الهضمي ومن هذه الأمراض:
الالتهابات الفيروسية للبلعوم والشعيبات الهوائية.
التهابات الأذن الوسطى.
النزلات المعوية.
كما ان الحرارة قد تكون عرضة لالتهابات خطيرة مثل الحمى الشوكية ووجود جرثومة في الدم والالتهابات الرئوية الحادة إلا ان هذه الأمراض لا تشكل إلا نسبة قليلة من الالتهابات.
وأسباب الحرارة لا تقتصر على الالتهابات وإنما تتعداها الى أمراض أخرى مثل:
الأمراض الروماتزمية.
أمراض السرطان والأورام.
ضربة الشمس.
* ما مدى ضرر الحرارة على الطفل؟
الحرار ليست مضرة بحد ذاتها ولكنها وسيلة دفاع للجسم ضد الالتهابات ويكمن الضرر الحقيقي في سبب الحرارة.
ولا توجد هناك أي علاقة بين ارتفاع درجة الحرارة وإصابة المخ بالتلف أو وفاة المريض ولكن هناك التشنج الحراري الذي قد يصاحب الحرارة ويحدث لدى 5% من الأطفال الذين ترتفع درجة حرارتهم إلا ان هذا التشنج غير مضر وفي العادة لا ينتج عنه أي ضرر للمخ والاعصاب ويختفي بعد بلوغ الطفل عمر الخمس سنوات.
* كيف يمكن التعامل مع الحرارة؟
إذا كانت الحرارة بسيطة وحالة الطفل جيدة فإنه يمكن التعامل مع الحرارة في المنزل وذلك بجعل الطفل يلبس ملابس خفيفة ووضعه في مكان بارد وإذا كانت الحرارة مصحوبة برعشة فإنه يجب عدم لف الطفل بشرشف او غطاء ثقيل لأن ذلك قد يؤدي الى زيادة ارتفاع درجة الحرارة ويمكن في هذه الحالات استخدام مركبات الاسيتامينونين المهبطة للحرارة مثل الفيفادول والتايلنول حسب الارشادات المبينة على النشرة المصاحبة للدواء إلا انه ينصح بعدم أخذ هذه الأدوية أكثر من خمس مرات في اليوم كما ينصح بعدم استخدام الاسبرين أو أي من المركبات المحتوية على اسبرين الأطفال.
إذا ارتفعت درجة الحرارة الى 39ْ مئوية او كانت حالة الطفل غير مطمئنة فإنه يجب مراجعة الطبيب للقيام بمعاينة الطفل وإبداء التشخيص والعلاج.
* متى يجب مراجعة الطبيب؟
إذا كان مزاج الطفل متعكراً.
إذا كان الطفل ينام لفترات أكثر من المعتاد أو كان خاملاً أو يصعب ايقاظه.
في حالة الأطفال الذين يعانون من الحرارة وأعمارهم أقل من ستة أشهر.
إذا كانت درجة حرارة الجسم أكثر من 39ْ مئوية.
اذا كانت الحرارة مصحوبة بطفح جلدي أو أي عرض آخر يزعجك.
|