Monday 21st January,200210707العددالأثنين 7 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

منكوبو بركان الكونجو يهجرون مخيمات اللاجئين

* جوما الكونجو الديموقراطية (رويترز):
شق آلاف المواطنين الذين شردتهم ثورة بركان بالكونغو طريقهم عبر حقل شاسع ما زالت الحمم الملتهبة تغطي مساحات كبيرة منه أمس الأحد مفضلين العودةلبلدتهم المدمرة على الاقامة في مخيمات الايواء التي اعدها عمال الاغاثة.
ولم يأبه الرجال والنساء والاطفال بهزات الارض تحت اقدامهم وحملوا معهم كل شيء من الرضع وحتى الدراجات واضطروا احيانا للركض فرارا من الحرارة التي ما زالت تنبعث من بقايا الحمم التي نفثها جبل نيراجونجو قبل ايام.
وكان من المستحيل تحديد عدد العائدين من حوالي نصف مليون شخص فروا من جوما يومي الخميس والجمعة لكن لم يكن هناك شك في قوة تصميم العائدين على الرجوع لبلدتهم على أمل الا تجتاحها الحمم مرة أخرى.
وقال واموس موبيبيا وهو طالب يدرس ادارة الفنادق أفضل ان اموت هنا على ان أعيش لاجئا هناك.
وكان الاجهاد باديا على العائدين من بلدة جيسني الرواندية الوجهة الاصلية لاغلب من فروا من بركان نيراجونجو. وكانوا يعانون من الجوع والعطش والهزال تماما مثل من اختاروا البقاء في رواندا بانتظار المساعدات الاجنبية.
وتناثر حطام السيارات واطلال المنازل وبقايا الاشجار على امتداد اميالاجتاحتها الحمم المنصهرة، ولا توجد كهرباء ولا ماء في جوما الواقعة على شاطيء بحيرة كيفو لكن الاهالي قالوا انه لا يوجد ما يدفعهم للبقاء في رواندا.
وقال العائدون انهم مصرون على المحاولة والبدء من جديد.
ودعت هيئات الاغاثة المنكوبين للتجمع في مكانين على بعد نحو 20 كيلومترا من جسيني وقالت: إن ذلك سيسهل عملها في تقديم المأوى والامدادات بمجرد وصول المساعدات التي وعد بها المجتمع الدولي.
ويقدر مسؤولو الامم المتحدة ان 45 شخصا قتلوا عندما اندلعت ثورة نيراجونجوفجأة يوم الخميس لكن عمال الاغاثة يؤكدون ان تحديد عدد القتلى بدقة قد يستغرق وقتا طويلا.
وتلوثت مياه بحيرة كيفو بالرماد البركاني السام وتثور المخاوف من ان يؤدي نقص المياه النقية إلى امراض مثل الدوسنتاريا والكوليرا اللذين قتلاما يصل إلى 50 ألف لاجيء رواندي من الهوتو في جوما عام 1994 حين فروا اليها هربا من عمليات الابادة في رواندا.
وأوضح مسؤولون من الامم المتحدة انهم وزعوا البسكويت والمياه على ما يقدر بنحو 300 ألف لاجيء على الجانب الرواندي من الحدود.
وتوجه عمال اغاثة بريطانيون إلى رواندا في وقت متأخر يوم السبت الماضي ومعهم أغطية وملابس وغيرها من مواد الاغاثة بينما قالت الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا ان أموالا وامدادات في طريقها للمنكوبين.
إلا ان كل تلك الجهود تبدو متواضعة في ضوء حجم المشكلة واعترف مسؤولون بان اغلب المنكوبين سيمضون ليلة رابعة في العراء. ولم يجزم الخبراء بزوال الخطر بعد رغم تراجع حدة تدفق الحمم إلى جوما وبحيرة كيفو من بركان نيراجونجو الذي يعد من اخطر براكين افريقيا.
وقال خبير البراكين الرواندي ديودون وافولا الذي حلق فوق البركان يوم السبت الماضي لم يتلاش الخطر تماما بعد إلا انه لا يوجد احتمال لثورة وشيكة.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved