Friday 25th January,200210711العددالجمعة 11 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

فاضل في ملحمة العشرين

انتهى الشاعر المعروف فاضل الغشم من كتابة آخر بيت في ملحمة شعرية بمناسبة مرور عشرين عاماً على تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم وتتكون الملحمة من «120» مائة وعشرين بيتاً.
وقد اطلع على الملحمة عدد من النقاد وحظيت منهم بالاشادة حيث قال عنها الدكتور سعد الصويان:
وتمضي عشرون عاماً مجيدة على تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم في البلاد العربية السعودية ويقفز بها قفزات نوعية لا تقاس بالاعوام والسنين، وانما بالمنجزات الحضارية التي تحار في عظمتها العقول ويعجز عن عدها الحاسبون. وحينما تقرر هذه الحقيقة الساطعة ينبغي ألا يغيب عن اذهاننا حقيقة أخرى زاهية ناصعة وهي أنه حفظه الله ساهم وبفعالية في جهود البناء والتعمير منذ نعومة اظفاره وقبل توليه الحكم بعقود من الزمن. المهام التي اضطلع بها على الساحتين الداخلية والخارجية والمناصب التي تولاها قبل اعتلائه سدة الحكم تشهد على حكمته وحنكته وبعد بصيرته. إنها ملحمة من الاعمال العظيمة والمآثر الحميدة التي يسجل بعض مشاهدها فاضل الغشم في هذا العمل الشعري المتميز. متميز في ان قاموسه ومفرداته نبطية لكن روحه ورؤيته ومعالجته عصرية مثقفة، إنه السهل الممتنع. اختفت مواضيع الشعر النبطي التقليدية وصوره القديمة وأخيلته البالية في هذا العمل الشعري لتحل محلها مواضيع الساعة وتقنيات الحداثة وحلت قضايا السياسة الدولية محل الهموم القبلية والاقليمية.


نكبة زلازل تركيا وسيل طهران
وزلزا مصر اللي به البعض غادين
وسنة بها السودان بالسيل غرقان
ومساعداته لليمن قبل عامين
وكم فزعة ساعد بها وضع عمان
يوم اشتكى من قل مونه وتخزين
أرخص بمال شيدوا فيه عمران
وعمر ديار هدها قصف رابين
خيره شمل شيب وثكالى ويتمان
والقدس اهلها في جهوده مشيدين

هذه خمسة ابيات من ملحمة شعرية تستغرق روايتها مائة وعشرين بيتاً، كل بيت منها قنديل يلقي بشعاعه المضيء على انجاز من انجازات الفهد الباهرة، أو قل مفخرة من مفاخر هذه البلاد. انها ليست قصيدة مدح، بل وثيقة شعرية تنأى بنفسها عن المبالغة والتزلف والاستجداء وتكتفي بتسجيل حقائق تاريخية لا يرقى إليها الشك، ولكن بأسلوب أدبي ومعالجة فنية تصقل حقائق التاريخ لتجعلها أبهى وأجمل.
وليس غريبا أن يحلق فاضل الغشم ويجيد في هذه الملحمة، فهو رجل غزير الثقافة له اطلاع واسع في شؤون التاريخ والادب وباع طويل في مجال النقد والكتابة وشاعر عربي ونبطي له صوته المسموع وحضوره المشهود ومشاركاته التي يحرص المهتمون على متابعتها.
إنجازات خارقة وشاعر مبدع. هذه هي كيمياء الشعر ومادة الفن. كيف لا ينطلق اللسان ويصدح البيان اذا كان الموضوع هو الفهد وانجازات الفهد! ويبقى ان نقول: ان حسنا الوطني يملي علينا ألا نقرأ هذه الملحمة على أنها مجرد اشادة بأعمال ملك وإنما هي ايضا قصيدة وطنية تسجل مرحلة من أكثر المراحل اشراقا في تاريخ هذا الوطن لكل واحد منا الحق في أن يعتز بها ويفخر بأنه معايش لها وشاهد عليها ومساهم فيها، مثل ما ساهم فيها فاضل الغشم في هذه الملحمة التي بين يدي القارئ.
أمَّا الناقد والصحفي الزميل عبدالله الزازان فقال:
تعد (ملحمة الفهد) للشاعر الفاضل الغشم من الملاحم الشعرية الراقية، ورقي هذه الملحمة يجيء في الكيفية الشعرية التي اخذ بها الشاعر في ملحمته ذلك أن الشاعر استند إلى التاريخ في صياغة الملحمة وفاضل الغشم شاعر معروف على مستوى الخليج وُهِب معرفة التاريخ والشعر ولذلك أدخل التاريخ في الملحمة.
واذا ما تأملنا ابيات الملحمة وجدنا أنها تعبير صادق وأمين عن العشرين عاماً التي مرت، وعن بلادنا كيف كانت وكيف صارت وعن الرجل العظيم رائد المسيرة وباني نهضتنا الحديثة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله.
وفاضل شاعر ادخل التاريخ على الشعر أو نقول ادخل الشعر على التاريخ وخصوصاً في (ملحمة الفهد) والملاحم الشعرية التاريخية لها أثر عظيم على الحضارات الانسانية ولقد وجد على مر التاريخ الانساني ملاحم تركت اثرا عظيماً على الانسانية (كالشهانامه)، (والمهابهارتا) (والمعلقات).
والشاعر فاضل الغشم اقتنى اثر تلك الملاحم الشعرية الرائعة ومن القراءة الاولى ل(ملحمة الفهد) يتبين لنا أن الشاعر جاد على ما كان من شواهد حضارية وما سوف يكون ففي الملحمة ولاء، وفخر، وانتماء، وفي الملحمة فعل وتنمية، وحقائق وفي الملحمة احتفاء بعطاءات رجل عظيم وفي الملحمة احترام للتاريخ واعتزاز بالهوية تكمن عظمة هذه الملحمة في التذكير بالمعاني والقيم والتأكيد على الولاء الراسخ لهذا الوطن العظيم.
في الملحمة احترام للزمن وتطلع إلى الغد وهي تذكار لابناء الوطن بذاتيتهم وحشد للطاقات للمزيد من الفعل واذكاء لمشاعر الولاء وتأكيد حقيقي على الاصالة والانتماء ودور التنمية في حياتنا الروحية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتعليمية والزراعية والنفسية ومن هنا جاء احتفاؤنا بهذه الملحمة التي نستخلص منها صورة الوطن وهذا المجد الذي يسمو كل يوم.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved