أعود مرة أخرى.. الى موطن المشاعر..
أعود إلى ذاك الموطن.. وبه العديد من الملامح المشاعرية.. والتقاسيم التفصيلية لأحاسيس بشرية!!
أعود إلى موطن المشاعر بعد ان تحول الى ببغاء جميل له ريش ملون يتباهى به..
(1)
ببغائية المشاعر.. طائر جميل!! يحلق في سماء مجتمعنا.. اكتسحت أعشاشه جميع الاشجار الا ما رحم ربي منها.
يا صاحبي.. اتذكر اني ذات يوم حدثتك عن كائن جميل يحمل بداخله مكنونات صادقة لمشاعر انسانية .. بارعة البوح.. بارعة في الحميمية!! حدثتك عنه فقلت لي «لو كان منه اثنان لاصبح العالم بخير» يا الله.. كانت جملتك بارعة حد المستحيل لأن الغالبية الآن.. اصبحت شرسة الانسانية.. واعطت او بالاصح رفعت مشاعرها وأحاسيسها على رفٍّ قريب.. ووقت الحاجة اليها تنزلها وتستخدمها لأغراض معينة.. ثم تعود للاحتفاظ بها.
ماذا يمكن لنا ان نطلق على هذه النوعية من البشر..؟! فببغائية المشاعر لم تعد تملك ذاك المدى الذي يحتويهم؟! فمداهم اتسع.
(2)
هناك يا صاحبي من يقول بأن تغليف المشاعر بأقنعة زائفة .. ليس ببغائية .. بل انه نوع من الذوق لابد منه أمام الآخرين بغض النظر عن نوعية علاقتك بالطرف الآخر أرأيت.
يقنعون أنفسهم بغير ذلك.. بغير الحقيقة الأساسية لتغليف المشاعر.. ويدعون بأنه لابد لك من ذلك حتى لو كان الطرف المقابل تحمل له كل الكره.. كل البغض!! انها مجاملة.. والمجاملة..!!
سيقولون يا صاحبي بأن تلك واجهتهم .. ولا بدلهم من تلميعها وتنظيمها وازالة الاتربة عنها لتظل براقة..
يا الله..يا الله..
يغدقون كرمهم الحاتمي في ببغائية المشاعر.. ويهدرون ذاك الكم من الأحاسيس مقابل ما يدعون بأنه «الذوق»..!!
(3)
أتذكر أني حدثتك عن أولئك «المتصاعدون» الذين يصعدون على أكتاف الآخرين عن طريق سلالم الببغائية..
لا لشيء.. صادق وحميمي يشعرون به بل ليصلوا لغاياتهم.. وأهدافهم الخاصة..
وما أكثرهم الآن..
وما أشد بأسهم..
لا تتعجب يا صاحبي.. فأولئك «المتصاعدون» يمتلكون كماً هائلاً من المشاعر والأحاسيس لكنها تفتقد الصدق.. وتفتقد الأمان معها!!
ترسم ملامح عديدة.. لتقاسيم وجه واحد.. وتسكن مواطن متعددة ولا يهمها موطنها الأصلي..!!
«المتصاعدون» يمتلكون (صفيحة) لمهملات المشاعر.. فما ينتهي من تلك المشاعر يُرمى به في تلك الصفيحة.. وينتج غيره لهدف جديد.. وغاية جديدة..
هذه هي ببغائيتهم!!!
يا الله ... يا الله..
ما أرخص المشاعر والأحاسيس لديهم!!!
(4)
أيها المتصاعدون.. أيها الببغائيون.. إلى متى وكرمكم الحاتمي يفتقد البراعة في الصدق يفتقد عمق الأمان..
إلى متى وتلك الأقنعة تغلف حياتنا.. وملامحها؟! إلى متى وطيور الحياة تهاجر عن موطنها الأصلي بعيداً..؟!!
إلى متى وأنتم كببغاء جميل في ريشه الملون..!! وكطاووس مختال مغرور في تبهج المشاعر إلى هذا الحد وصلت المشاعر والأحاسيس لديكم من العبثية بها..؟!
أصبحت ملامح الفهم تقف أمامكم وفوق رأسها مليون ألف استفهام وتعجب!؟!؟!
(5)
أعذرني يا صاحبي.. دائماً ما أدخلك في أعماق فلسفتي.. وأقحمك في مناقشاتي وجنوني..
دائماً ما أرمي بإرهاقاتي.. وتعبي.. ومشاكساتي عليك!!
صاحبي.. تظل أصدق الصدق.. وأعمق البوح.. وتزدحم كلماتي عندك..!! لكن ما يسكن بنا أعماق الحياة.. وما يكشفه «أشباه الإنسان» من ملامحه الملثمة رويداً رويداً.. يجعلني أسكن معك في أعماق الإنسان.. وأبحث بك ومن خلالك..!!
إلى لقاء جديد صاحبي.. مع فلسفة جديدة.. لأحداث «أشباه الإنسان» وما يتصرفه من غبائية.. وجمود.. ومهاترات..!!
(6)
من الأزرق المستحيل كل الشكر
الأستاذ/ حسن أحمد الصلهبي.. جازان:
شاكرة لك إهداءك لديوانك «عزف على أوتار مهترئه» وثق أن صداه سيكون رائعاً كروعة بوحه.
الأستاذ/ سعود بن عماش حائل:
كل الشكر والعرفان لك على المتابعة، وأشكرك بصدق على اهدائك لي المتمثل في ديوانك الشعري..
الأستاذ الفنان التشكيلي.. صالح الحربي الشرقية:
أشكر تواصلك، ومع الأسف المطبوعات التي اهديتني اياها عبر البريد العادي لم تصل.. !! اعتذر لك.
للتواصل: ص.ب. 56951 الرياض 11564 |