Sunday 3rd February,200210720العددالأحد 20 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

جداول
«سنافى» و«الفياجرا» والرجولة المحلية!
حمد القاضي

** توقفت كما توقف كثيرون لدى الخبر الذي نشرته الصحف مؤخراً حول توصّل الشركة السعودية للصناعات الدوائية إلى تركيب علاج منافس «للفياجرا» أطلقوا عليه اسم «سنافى»، «وما فيه حد أحسن من حد.!».
لقد توقفت أولاً عند اسم هذا العلاج النفسي السحري المحلي ألا وهو الاسم «سنافى» وقد قال رئيس الشركة: إن سبب تسميته بهذا الاسم أن «سنافى» تعني باللهجة المحلية «المكتمل الرجولة» وهذا التعبير ليس دقيقاً جداً وإن كان الاسم قريباً من هذا المعنى ولو رجعنا إلى المراجع لوجدنا لسان العرب يقول:
«السناف» خيط يشد من حقب البعير إلى تصديره، والجمع سنف وهو الحزام، و«السناف» سير يجعل من وراء اللبب وخيل.
ويقول الباحث الأستاذ أحمد الدامغ: «إن السناف عند العامة هو تجبير الكسر بأعواد، يقولون سنف فلان وهو الطبيب من الكسر، ويجمعونها سنايف، يقولون فلان انكسرت ساقه، وسنفت بالسنايف».
والمعنى كما ترون ليس بعيداً عما قصدت إليه شركة الأدوية السعودية لكن ليس ذلك بالتحديد فلا يعني أن مكتمل الرجولة مكتمل الفحولة، «فالرجولة» معنى يتجه إلى الامور المعنوية من شهامة وبسالة، «والفحولة» تعني الأمور الجسدية من قوة وقدرة وان كانت قاصرة على قدرة الليل.!
ثانياً تذكرت عندما قرأت هذا الخبر قصيدة د/ القصيبي أول ما ظهر دواء «الفياجرا» فاستنجدت بالاستاذ الصديق فهيد الشريف وكيل محافظ الهيئة العامة للاستثمار الذي بحكم معاشرته وعلاقته القوية والمستمرة بأبي سهيل القصيبي أصبح «غاويا» للشعر وربما قائلاً له، رغم أن حياته كلها في «دنيا الكهرباء والصناعة والاستثمار»، ومن حب الصديق أ. فهيد للشعر وبخاصة شعر د/ غازي صارت أية قصيدة للقصيبي لم تنشر في ديوان له نجدها لديه في حرز أمين.. ولهذا عندما لم أجد قصيدة «الفياجرا» الشهيرة للقصيبي طلبتها من العزيز فهيد.. وهذه بعض أبياتها الجميلة:


«يا سيدي المخترع العظيم!
يا باعث الفرحة
في المخادع المهجورة
ومُرسل الرعشة
في الأضالع المنخورة
يا سيدي المخترع العظيم!
يا من صنعت بلسماً
قضى على مواجع الكهولة
وأيقظ الفحولة
أما لديك بلسمٌ
يعيد في أمتنا الرجولة؟!»

ثالثاً: تشير تسمية الشركة «سنافى» إلى أنه لا يصلح إلا للرجال السنافيين.. «أما السنافيات فما لهن طاري» مع أن الشركة الأجنبية بدأت تكتشف لهن أدوية مقوية مثل اخوانهن السنافيين.!
أما أخيراً: فلا «الفياجرا» أو «السنافى» ولا «الجرجير» الذي كان البعض يشيع أن له مفعول الفياجرا فقد شاع مَثَل بهذا الخصوص نهايته كلمة «السرير»، وأما أول المَثَل فلعل الكثيرين يعرفونه.
أما بعد:
فالله وضع لكل إنسان قدرات وعمراً معيناً.. وأي خروج على ذلك بدواء أو غيره قد يكون ضرره على الانسان أكثر من نفعه.. ومن لم يكن لديه «فياجرا» أو «سنافى» داخل جسده فمثل هذه الأدوية إنما سلبياتها على صحته أكثر من جدواها وإن أجمل وأصدق تعليق قرأته عندما ظهرت «الفياجرا» هو ذلك التعليق الذي أطلقته زوجة عربية ضمن تحقيق في إحدى المجلات عندما قالت: «إن زوجي لا يحتاج إلى فياجرا فأنا فياجراه..!».
عشتم أيها السنافيون والسنافيات سالمين غانمين.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved