Tuesday 19th February,200210736العددالثلاثاء 7 ,ذو الحجة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بلا ترددبلا تردد
جلد المعاكسين..!!
هدى بنت فهد المعجل

إطلاق الأحكام على عواهنها عندما تصدر من عامة الناس قد تمر دون أن يلتفت لها.. في حين أنه عند صدورها من كاتب صحفي.. فإنها تترك أثراً، وتسجل لصالح ذلك الكاتب أو ضده.. حينما تأتي منه لحظة عشوائية.. دون آلية يعتمد عليها.. أو منطق يحتكم إليه.. وذلك ما حدا بكاتبة صحفية عندما وصمت الجلد في حق المعاكسين بأنه تصرف غير حضاري، ولا أدري ما هو مفهوم الحضارة في نظرها.. وكيف يتم ممارسته في حق فتية لم يعطوا الطريق حقه.. ولم يحترموا أماكن ما خصصت إلا لتحقيق الاستفادة منها والحاجة المرجوة من وجودها.. كالمتنزهات.. والأسواق.. والمجمعات.. والمدارس.. وما عداها.. وقد حرصت إمارة كل منطقة على أن يسود تلك الأماكن جو من الأمن والاطمئنان والراحة والاستقرار.. وقد تعكر جوها ولم تتوفر فيها تلك الحاجات في ظل فتية اتخذوا من المعاكسة مسلكاً لهم في ظل غياب الوازع الديني.
والكاتبة الصحفية عندما تكتب فإن صدى ما تكتبه واسع النطاق وسريع الانتشار.. وكذلك الكاتب الصحفي على حد سواء.. لذا فهو مطالب بأن يزن الفكرة التي ينوي التطرق لها في ميزان العقل، والاتزان، والصحة، والمنطق، حتى لا يقع فريسة للعجلة والكتابة لمجرد تحبير الزوايا.. ولفت الأنظار من باب خالف تعرف فيتحمل تبعات ما خطت يده.
لذا عندما تعرضت إحدى كاتباتنا الصحفيات إلى الجلد الممارس في حق المعاكسين ووصفته بأنه أسلوب غير حضاري.. تكون بذلك أخطأت دون أن تعلم.. لأن الجلد ورد ذكره في القرآن الكريم كحكم شرعي وقصاص يطبّق في حق فئة أقدمت على اقتراف ذنب ما وضحته «سورة النور».. أضف إلى ذلك أن إمارة أية منطقة في المملكة لا تمارس الجلد علناً في حق المعاكس إلا بعد عدة إجراءات تتخذها معه هو وولي أمره من خلال لجنة مكوّنة من ممثلين عن إمارة المنطقة، وهيئة التحقيق والادعاء العام، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وشرطة المنطقة.. وتطبق إجراءات المعالجة لتلك السلوكيات بالتدرج.. آخرها التأديب بالجلد أمام ملأ من الناس واستدعاء ولي الأمر وليس كما ذكرت تلك الكاتبة.. وقد وضحت ذلك إمارة منطقة الرياض وفنّدت ما ادّعته.
ثم من قال إن البطالة هي ما أوصل شبابنا إلى الهاوية فسدوا أوقات فراغهم بالمعاكسات.. وعلى أي أساس كان هذا التبرير الخالي من المنطق.. لمَ لم تدرج من ضمن الاسباب ضعف الوازع الديني لديهم والذي هو العمود الفقري لانغماسهم في رزية المعاكسة.. أيضاً بماذا نصف عبارتها التي تقول فيها:
«من الطبيعي أن يكون أفراد اللجنة التي شكلت لتنفيذ عقوبات الجلد كانوا قبل ذلك دون وظائف.. فهل حين فعلوا بهم خيراً وأوجدوا لهم عملاً لم يجدوا لهم عملاً غير معاقبة من كان يشاركهم نفس هم وألم الحرمان من العمل وضيقة البال وإلا المسألة العوض ولا القطيعة».
هل هذا هو الأسلوب الذي تعالج به كاتبة صحفية ظاهرة غير حضارية تفشت في المجتمع..؟!
في أسلوبها تقوية لشوكة المعاكسين.. وعدم تفهم لدور اللجنة المنوط بها مهمة معاقبتهم.. ومثل هذه الأقلام يجب ألا يسمح لها بالخوض فيما يمس مصالح الناس.. والصالح العام.. وأمنهم.. لأنها إن خاضت أفسدت.. فحري بالمسؤول أن يلجمها!!

فاكس 8435344 03
ص.ب 10919 الدمام 31443

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved