Tuesday 19th February,200210736العددالثلاثاء 7 ,ذو الحجة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المعنىالمعنى
قال حكيم!!
سلمان بن محمد العُمري

نسمع هذه العبارة كثيراً، والحكيم هو من وصل درجة من المعرفة تسمح له باطلاق أحكام وآراء تتسم بالحكمة، ويعمل بها الناس، والحكماء كثر، وبالتأكيد ليس كلهم مسلمين او مؤمنين، ولكنهم ينطقون بجزء كبير من الحقيقة.
أعجبني قول أحدهم:
ذقت المرارة كلها فلم أجد أمر من الحاجة الى الناس.
ذقت الطيبات كلها فلم أجد أطيب من العافية.
حملت الحديد والصخر فلم أجد اثقل من الدَين.
وبالتأكيد كلنا يعرف طعم المرارة لظروف مختلفة، وقد يكون بعضنا قد عانى من مرارة الحاجة للناس، وترجيهم، وطلب العون منهم، فالناس انواع واشكال، فمنهم الطيب الزكي، ومنهم غير ذلك، وعندما يضطر الانسان لمد يده، او للطلب بلسانه فإن هذا الامر كبير، لأنه قد يوصله لأناس يركلونه وينبذونه، او لأناس لا يحترمون حاجته، او يأخذونها بالسخرية والاستهزاء، والهمز واللمز.
مرارة الحاجة كبيرة، وندعو الله ان يبعدها عن الجميع، قد ورد في الأثر «لو كان الفقر رجلاً لقتلته».
اما الطيبات فهي نِعم، وهي عديدة وكثيرة، والعافية من قمم الطيبات، وكما يقال الصحة تاج على رؤوس الاصحاء لا يراه الا المرضى، ولكن لصديقي رأي آخر أوافقه عليه بمواجهة قول الحكيم، يقول صديقي: ان اطيب الطيبات هو الايمان، فحلاوة الايمان هي اقصى درجات الحلاوة، وطعمها هو قمة الطيبات، ونعمة الايمان هي أقصى ما يحلم به الإنسان، لأنه بها وحدها يصل للسعادة الحقيقية، غير مجزوءة ولا منقوصة، وكم من مريض يعيش سعيداً رغم السقم والمرض والعلل، وسبب سعادته هو حلاوة الايمان التي تعمر قلبه، ويشعرها بكل اجزاء جسمه.
أما الدَين يا إخوتي فهو ثقيل كالجبال، وذل الملاحقة من قبل الاشخاص الذي لهم دَين على شخص خطير وكبير، والمديون يشعر بالإهانة والضعف والذل أينما حل، وحيثما توجه ليل نهار، والدَين قد يكون لضرورة، وبهذه الحالة يجب معونة صاحبه، أما إن كان لتغطية المصاريف والتبذير والإسراف فإن صاحبه بحاجة لمن يحجزه عن عمله وتبذيره، والله من وراء القصد.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved