بوح
وحدة الإرشاد الاجتماعي والتوعية
إبراهيم الحميدان

تلطف سعادة الاستاذ عوض الردادي وكيل وزارة العمل للشؤون الاجتماعية بتزويدي بالدليل التعريفي للوحدة التي تم إنشاؤها مؤخراً لتعنى بدراسة المشكلات الاجتماعية من خلال الاحتكاك الفعلي والمساهمة عن طريق التليفون المجاني (800124505) في تقديم النصح والمشورة لحل ما يمكن المشاركة في تجاوزه وهي خطوة انتظرها الناس منذ زمن طويل لأن المشكلات الاجتماعية تتبدى عقب أو أثناء التغيرات الاجتماعية والبيئية عن طريق الاحتكاك وهو ما تعيشه مجتمعاتنا التي أصبحت تتخبط في مستنقع هذه الأساليب والعلاقات الوافدة التي نرفضها تارة ونجربها أخرى.
ولعل الراصد لما ينشر في صحفنا يستغرب عن هذه الحوادث التي تقع بأشكال وصور مختلفة بالرغم منا وهي ضريبة أي تغير اجتماعي وانفتاح على ثقافة الآخر. على ان الشرائح الشعبية التي تفتقر إلى الوعي والفهم هي أكثر الفئات ضرراً من هذه العلاقات التي أخذت تلتحم بعاداتنا وتقاليدنا المتوارثة وتقف منها موقف التصادم، والمطلوب من الجهات الواعية في المجتمع تذليل الصعوبات التي تواجهها الفئات متواضعة المستوى فكرياً عن طريق الشرح والإقناع بما لايتعارض مع جذورنا الدينية وهذا ما أحسبه مفهوماً لدى جهات التوعية ومن بينها وحدة الإرشاد التي أرى ان يضاف إلى مهامها عامل التوعية حتى يكون توجهها واضحاً فلا يأتي تدخلها عند الضرورة أو الحاجة إلى إرشادها فحسب وإنما تضع برنامجاً يتوخى نشر الوعي الاجتماعي والفكري حتى ترتبط بصورة أكثر التصاقاً بالأسرة السعودية التي تشكو من الضياع في المدى الذي يتسع ما بين وعيها المحدود وهذه المخترعات والوسائل الإعلامية المختلفة. ان الأسرة السعودية بحاجة إلى ملازمة فئات أكثر وعياً وأوسع أفقاً ترتبط معها بعلاقة حميمة بحيث تخوض معها في المشكلات الحياتية التي تتكاثر وتزداد يومياً ابتداء من التربية والترابط الأسري والخلافات الزوجية إلى جانب التغلب على مشكلات الفقر والدخل المحدود وكيفية مواجهة تذبذب العلاقات بين أفراد الأسرة لاسيما الشباب الذي يتأثر بهذه المغريات التي تهطل من كافة الجهات وبجميع اللغات.
أعرف ان هذه مهمة صعبة وتحتاج إلى جهاز ضخم يفوق مئات المرات ماهو متوفر خاصة وان الدليل يلمح إلى ان هناك من يعملون مع هذا الجهاز بصفة متعاونين بينما ندعو إلى إيجاد جهاز كامل متفرغ يستطيع ان يخترق هذا التعتيم على المشكلات الاجتماعية القائمة ترتكز عناصرها على النساء الواعيات بصفة خاصة للمهام التي تحتاجها الأسرة السعودية لتطوير وعيها ومواجهة المشكلات الاجتماعية لتبني حلها علمياً.
وما أطرحه هنا من رؤى يحتاج إلى دراسة على مستوى علمي أرجو ان تشارك به الفئات التي تهتم بالواقع الاجتماعي الذي نعيشه في ضوء هذه المتغيرات التي تقتحم مجتمعنا وتدق عليه الأبواب فتجعله يرتجف ويتعثر في استنباط الحل الأمثل لتلك المشكلات والله الموفق.