Tuesday 19th February,200210736العددالثلاثاء 7 ,ذو الحجة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

65% من تجارة العالم تتم من خلالها65% من تجارة العالم تتم من خلالها
متى تصل صناعة المعارض العربية إلى العالمية؟!
مطلوب جهة رقابية للشركات العاملة للرقابة والمتابعة وتقييم الأداء

* القاهرة مكتب الجزيرة محمد العجمي:
صناعة المعارض في الوطن العربي تعاني الكثير من المشاكل والمعوقات، رغم أهميتها في الترويج للمنتجات وخاصة أن ما يقرب من 65% من تجارة العالم تتم من خلالها. أكد الخبراء أنها وسيلة لزيادة الصادرات ودعم الثقة في المنتجات العربية والاحتكاك بالصناعات المتقدمة لنقل الخبرات والتكنولوجيا وأشاروا إلى ضرورة تطوير صناعة المعارض العربية بما يتلاءم مع ما وصلت إليه في البلدان المتقدمة وطالبوا بضرورة وجود جهة للمتابعة، والمراقبة، ومنع التراخيص للشركات العاملة حتى لا تتحول إلى مهنة من لا عمل له.
«الجزيرة» ناقشت القضية في هذا التحقيق:
سهير الركيب سيدة أعمال ترى أن المعارض لها أهمية كبيرة في عرض المنتجات، والاتصال المباشر بالمستهلك لمعرفة ذوقه، كما أنها تعطي فرصة كبيرة للصناع للاحتكاك بالصناعات الأخرى ومعرفة أحدث ما وصلت إليه من تكنولوجيا، وتضيف أن المعرض هو موطن المنافسة الحقيقي بين المنتجات المعروضة وخاصة أن المستهلك يصبح أمامه العديد من السلع والمنتجات وما يدفعه للشراء هو جودة المنتج إلى جانب السعر.
وعي عالمي بالصناعات العربية
وتقول إن الاهتمام بالمعارض العربية يتيح للمستهلك في جميع أنحاء العالم التعرف على الصناعات العربية، ومدى التقدم الذي وصلت إليه، ويمكن أن تغير هذه المعارض الفكرة المأخوذة من العرب بأنهم لا يعرفون شيئا وأننا ما زلنا نركب الجمل، فالاحتكاك يخلق انطباعاً جيداً، ووعياً عالمياً بأهمية وجودة الصناعات العربية.
وأشارت إلى ان رجال وسيدات الأعمال العرب يواجههم مشاكل عند مشاركتهم في المعارض الخارجية وتتمثل في رخص أسعار المنتجات المماثلة للمنتجات العربية، وذلك نتيجة لارتقاع تكاليف العرض في الخارج والمتمثل في تكاليف النقل وحجز مساحات العرض، وأيضا التكاليف التي تتحملها الصناعة العربية، إلى جانب نقص المعلومات والدراسات عن الأسواق الخارجية حتى معارضنا الداخلية فهي مرتفعة الأسعار وفي حاجة إلى تطوير بما يتناسب مع المعارض العالمية.
وتوضح سيدة الأعمال «سهير الركيب» أن الدولة عليها دور كبير في دعم المنتجين المحليين من خلال تسهيل انتقالهم، والحجز بأسعار مخفضة في المعارض المحلية والدولية، وتقليل نفقات الجمارك، والنقل بالإضافة إلى وضع الرقابة المشددة على المنتجات المعروضة بالخارج، فالمنتج السيء يفقد الثقة في المنتجات العربية.
بطون عمالقة الصناعة
نجوى خشاب أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة جامعة قناة السويس تنتقد العارضين العرب في المعارض الدولية فقد آن الأوان أن يفهموا أن المعارض العالمية غير مؤهلة لإقامة البازارات على أراضيها سواء من حيث سعر الاشتراك المرتفع فيها أو من حيث استعداد الزائر نفسه، فرجل الأعمال عندما يزور معرضا عالميا يتوقع إقامة اتفاقيات تجارية أو عقد صفقات بينما الزائر الذي تستهويه البازارات فهو الذي يهوى التعرف على حضارات البلاد وثقافاتها.
وتتعجب من إصرار الدول العربية على عرض منتجات البازارات فقط في المعارض الدولية فقد لاحظت في معرض بألمانيا مجموعة من الدول العربية تعرض منتجات البازارات والمنتجات التقليدية فقط. وتضيف أن محتكري الصناعة في العالم ينظرون إلى الدول النامية والعربية على أنها تستطيع أن تقدم لهم إنتاجين أولهما: المنتجات اليدوية، وثانيهما: الصناعات الصغيرة المغذية للصناعات الكبيرة، وقد استطاعت بهذا الأمر دول شرق آسيا أن تربط الدول الصناعية الكبرى بإنتاجها.
فلا يوجد جهاز كهربي يصنع في ألمانيا بنسبة 100%، وإنما به قطع مصنوعة في شرق آسيا رغم أنه يحمل علامة تجارية «صنع في ألمانيا» وبذلك انتعشت صناعات دول شرق آسيا. وتؤكد أستاذة الاقتصاد أنه حتى لا يتوه المنتج القادم من البلدان العربية في بطون عمالقة الصناعة في العالم، يجب على الصناع أن يقوموا بدراسة احتياجات الصناعة الكبيرة، وأن يتمحور دورهم حول الصناعات الصغيرة المغذية للصناعات الكبيرة، فاعتماد الكبار على الصغار سوف يصبح لا بديل له، وتظل حلقة العمل بشكل استمراري لا غنى عنها.
التكنولوجيا المتطورة لا تكفي
الدكتور صلاح الجندي أستاذ الاقتصاد بجامعة المنصورة يشير إلى أن العارض الأجنبي دائما ما يرغب في وجود شبكة اتصالات تربطه مع بلده، وتحافظ على استمرار مصالحه وأعماله، والتنظيم الجيد للمعارض لا يتطلب فقط البنية الأساسية والصالات وأجنحة العرض واستخدام التكنولوجيا المتطورة، وإنما يحتاج أيضا إلى إعداد برامج سياحية وترفيهية للعارضين والزائرين من بداية الوصول للمطار وحتى العودة. ويؤكد أستاذ الاقتصاد على أهمية الكوادر البشرية وقدرتها على حل المشاكل التي تواجه العارضين وإنهاء الإجراءات، والوعي التام بكيفية التعامل معهم، وتطوير المعارض بصفة دائمة، وأن يتم إعداد صالات وأجنحة العرض بما يتناسب مع طبيعة المنتجات المختلفة، ويضيف أنه مع تزايد التقدم في وسائل النقل والمواصلات والاتصالات وتزايد الانفتاح التجاري بين دول العالم، زاد تدفق رجال الأعمال للعرض في الأسواق العالمية لهذا يجب أن تعمل الدول العربية على جذب العارضين والاهتمام بصناعة المعرض، ففي ظل العولمة سيتجه رجال الأعمال إلى الدول الأكثر رقيا واستعدادا في مجال إقامة المعارض، فلن تقدم الشركات على عرض منتجاتها وسلعها وتكنولوجياتها وخبراتها في معارض دون المستوى في الإعداد والتنظيم لهذا يجب أن تركز البلدان العربية حول كيفية تطوير معارضها للوصول للعالمية.
توافر المعلومات والخدمات
ويجيب المهندس عبدالمجيد محمد رئيس شركة 6 أكتوبر للمعارض في أن تطوير المعارض العربية يجب أن يرتكز على النواحي التقنية والتكنولوجية، وأن تنتهي إلى ما انتهت إليه عند الدول المتقدمة في هذا المجال، فليس بالمباني والصالات فقط وإنما بجودة الخدمات ونظم المعلومات والاتصالات والإنترنت.
ويشير إلى أن ساحات العرض لا زالت غير كافية مما يتطلب إنشاء صالات جديدة لتلبية الاحتياجات المتزايدة للعارضين وأن تكون امكانياتها بنفس امكانيات معرض «هانوفر» بألمانيا والذي يضم 22 مبنى لا يمكن لأي رجل أعمال زيارتها أثناء فترة إقامة المعرض وتساعد هنا توافر المعلومات على تحديد جداول أعمال الزائرين، وتنظيم أوقاتهم لزيارة الأجنحة التي يرغبون فيها.
وأيضا توافر الكتالوجات التفصيلية عن الأجنحة والشركات المشاركة يزيد من فاعلية المعرض في عقد الصفقات ونقل الخبرات وزيادة الإقبال.
جهة للمتابعة والرقابة
ويتفق معه فوزي عبدالمقصود رئيس مركز القاهرة الدولي للمؤتمرات سابقا في أن تطوير المعارض لا يجب أن يعتمد فقط على إنشاء صالات جديدة أو تطوير الصالات القائمة، وإنما لا بد أن يسبقه خطوات أخرى بمعنى ألا تتحول إقامة المعارض إلى مهنة من لا مهنة لهم، وأن تكون هناك شروط في الشركات التي تقوم بتنظيم المعارض، وإبعاد العناصر التي تسيء إلى هذا النشاط. موضحا أن التطوير يتطلب وضع القواعد لمنع سرقة الأفكار والارتقاء بالعمل وذلك بأن تكون هناك جهة مسؤولة عن متابعة نشاط المعارض ومنحها السلطات والصلاحيات اللازمة لحماية هذه الصناعة فوجود عقوبات رادعة سيساعد على منع المخالفات أو التجاوزات من جانب شركات المعارض، وحماية الأفكار الجديدة والإبداع إلى جانب قيام هذه الجهة بتقييم الأداء ومنح المتميز تسهيلات لإقامة معارض داخل وخارج البلاد. وعقاب المخالفين أو سحب تراخيص مزاولة النشاط منهم باتباع سياسة الثواب والعقاب.
وأشار إلى ضرورة الارتقاء بصناعة المعارض لمواجهة المد المنتظر في نشاط المعارض خلال السنوات القادمة وخاصة أن نحو 65% من تجارة العالم تتم الآن من خلال المعارض.
المعارض دورها قليل
ويخالفهم الرأي الدكتور أحمد جلال المدير التنفيذي للمركز المصري للدراسات الاقتصادية موضحا أن الغرض الذي من أجله تقام المعارض هو تشجيع الصادرات، وأنه طالما تعاني الصادرات العربية من الكثير من المشاكل فلن تكون هناك أي أهمية لهذه المعارض، موضحا أن المعارض عليها دور قليل جدا في الترويج للمنتجات، وأن هناك الأهم لتشجيع الصادرات من خلال حزمة من السياسات تتمثل في سعر الصرف والضرائب على الأرباح، والجمارك، ومدى توافر العناصر الإنتاجية، و تكاليف النقل والتخزين، فمهما تم الإنفاق على المعارض وإقامة الصالات واستقدام التكنولوجيا الحديثة ووسائل الاتصالات، وشبكات الإنترنت، فلن تكون لها أهمية في ظل وجود أعباء كثيرة على المنتجات المحلية، ويضيف أنه لا بد أولا من تطوير المنتج العربي بما يستطيع المنافسة داخليا وخارجيا، وهنا فقط يمكن أن يكون للمعارض أهميتها ودورها.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved