|
|
|
نشرت صحفنا اليومية مقتطفات من الكلمة الواعية التي ألقاها معالي وزير المعارف أثناء اجتماعه بزملائه مسؤولي التربية والتعليم في وزارة المعارف وأشار في ثناياها إلى أهمية السعي لتطوير الحركة التعليمية والتربوية في البلاد انطلاقاً من قناعته بأن وراء كل أمة عظيمة تربية عظيمة. كما أشار أيضاً إلى ضرورة الابتعاد عن منهج التلقين الذي لا يتناسب مع متطلبات التنمية ولايوردنا سوى الحنظل على حد تعبير معالي الوزير داعياً القيادات التربوية لبذل المزيد من الجهد لتحقيق الطموح الوطني الساعي إلى منهج تربوي يقود إلى خلق أمة عظيمة بمقوماتها الثقافية والفكرية والتنموية. ولقد واجه تصريح معالي الوزير هجوماً قاسياً من بعض المهتمين بالقضايا التربوية انطلاقاً من التساؤل الذي يقول بأنه إذا كان المسؤول الأول في الوزارة يعلم حقيقة الواقع ويعلم النتائج السلبية المترتبة على هذا الواقع ولايتخذ الإجراءات اللازمة لتصحيح الخلل فمن ذا الذي سينقذنا من ويلات هذا الواقع؟ ولعلي أجد العذر لمن ساق اللوم لمعالي الوزير يكمن في وطنيتهم الصادقة وحرصهم الشديد على حماية هذا المجتمع من نوافذ التخلف المترتبة على أسلوب التلقين الأعمى الذي ناشد معالي الوزير مسؤولي الوزارة بالعمل على التخلص منه، ولكنني في نفس الوقت أرى أن أسلوب معالي وزير المعارف في التعبير عن المشكلة يعتبر أنموذجاً راقياً في مجال العمل الإداري ودليلاً صادقاً على علو مهارته المهنية كخبير تربوي يقف على رأس مصنع التربية في هذه البلاد. فمن جهة نجد أنه قد قال كلمة الحق كما يراها وكما شخصها خبراء التربية دون أن يخشى في الحق لومة لائم ودون ان يخاف من تبعات الاعتراف بموطن المشكلة وفي اعتقادي ان هذا الأسلوب يمثل درجة عالية من الشجاعة الإدارية التي ظلت مفقودة لدى بعض المسؤولين وظلت سبباً رئيساً في بروز الكثير من المشاكل الوطنية التي حاول ويحاول البعض إخفاءها خوفاً من تحمل المسؤولية الإدارية وحرصاً على تلميع الذات بغض النظر عن المصلحة العامة. ومن جهة ثانية فإن المقدرة على تشخيص المشكلة تعتبر الخطوة الرئيسة باتجاه الحل السليم القادر على التعامل مع معطياتها ومكوناتها المختلفة وبالتالي فإنني أرى ان وزارة المعارف بقيادة الخبير التربوي استطاعت ان تحدد الوجهة المستقبلية والطريق السليم لتحقيق تربية عظيمة وأمة عظيمة. |
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
|