* * يشهد العالم اليوم.. تحولات كثيرة على كافة الأصعدة.. وهي تحولات متسارعة كالتيار الجارف.. يبدو أنها لن تستأذن أحداً قبل أن تجرفه مع التيار أو مجابهته.. والتجديف ضده.
* * يبدو.. أن العالم كله.. ينقسم اتجاهه إلى ثلاثة أقسام..
* * قسم سيستسلم كامل الاستسلام.. وسيركب الموجة.. ولن يفكر ولن يخطط ولن يلتفت يميناً ولا شمالاً.. بل سيحرص على الركوب والاستسلام السريع..
* * ويبدو.. أن هذا القسم لن يتعب في المواجهة كثيراً.. بل لن يتعب أبداً.. بل سيتعب لاحقاً.. نتيجة هذا الاستسلام غير المدروس.. وغير المؤسس.. حيث سيجد نفسه في عالم عجيب غريب ليس له.. ولا من طبيعته.. وسيجد نفسه وسط أمواج متلاطمة تتقاذفه في كل اتجاه.. وهو لا يجيد السباحة ولا التجديف.. وعندها.. لاشك سيغرق..
* * وقسم سيواجه بكل قوة.. وسيرفض.. ولن يناقش.. ولن يحاور.. ولن يفكر.. ولن يعطي أي فرصة للتباحث والمقارنة.. بل سيقف بكل ما يملك من قوة.. وهذا الصنف سيتعب في البداية.. وربما وجد نفسه مرغماً على الاندماج ولو في بعض الأمور وليس كلها أو أكثرها.. لكنه سيصيبه «طراطيش» سواء رضي أم أبى.. وسيتعب في هذه المواجهة.. وسيجد نفسه لوحده.. وسيصنف ألف تصنيف.. وسينبذ.. ثم يحارب.. فهل يقدر على الحرب.. وهل سيقدر على الصمود.. وإلى متى سيصمد؟! وما نتيجة الصمود؟
* * والقسم الثالث.. سيفكر.. ويخطط.. ويناقش.. ويحاور.. ويناور.. ويقيم جسوراً مع الآخرين.. ويحاول إبقاء ما يمكن إبقاؤه.. وسيحاول الثبات والتشبث بكل أدواته.. ويبقى مبتسماً للآخرين.. لكنه يحمل في داخله قناعاته الشخصية.. لن يقبل بكل شيء.. ولن يرفض كل شيء..
* * سيبقى ممسكاً بأكبر قدر من ثوابته وقناعاته.. وسيعمل الدبلوماسية.. وسيعمل «شعرة معاوية» وسينطلق من المثل القائل «لا يموت الذئب ولا تِفْنى الغنم».
* * سيحاول البقاء بكل ما أوتي.. لكنه لن يغلق النوافذ كلها.. بل سيبقى بعضها مفتوحاً للحوار من خلالها..
* * هذه.. هي أقسام العالم تجاه التيارات الجارفة.. سياسياً واقتصادياً وإعلامياً.
* * هناك النظام العالمي الجديد..
* * وهناك اتفاقية الجات والتبادل التجاري الحر..
* * وهناك الغزو الفضائي والإنترنت.
* * وهناك ثورة المعلومات..
* * وهناك التحالفات الدولية الجديدة.. ضد الإرهاب..
* * وهناك وهناك الكثير من موجه وموجهة لهذا العالم شرقاً وغرباً..
* * العالم كله.. يشهد نقلة.. بل نقلات..
* * والعالم كله.. يرحل ويزحف نحو المجهول.. ولو سألت اليوم.. أي مفكر أو منظِّر أو مسؤول في هذا العالم كله.. إلى أين العالم اليوم سائر.. لقال.. لا أدري؟!
* * هذا.. هو العالم اليوم.
* * إلى أين يسير؟!.
* * الله وحده أعلم.
|