* تبوك عبدالرحمن العطوي:
أسدلت محكمة التمييز الاردنية الستار على قضية مقتل المواطنين السعوديين خضر الزراع ومهدي الزراع، وصادقت على حكم محكمة الجنايات الكبرى في عمان، بسجن المتهم الأول أيمن كريشان 20 عاما والآخر 15 عاما.
وكان أحد أشهر المحامين الأردنيين قد تقدم بالطعن في هذه المحكمة وقدم أسباب اعتراضه، إلا ان المحكمة لم تأخذ به، نظرا لبشاعة الطريقة التي تمت بها عملية القتل.
«الجزيرة» أجرت اتصالا هاتفيا بالمحامي الأردني هلال العبادي والذي أوضح استياءه الشديد من المصادقة على الحكم وقال ان الجريمة بشعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى كما أن المحكمة التي أصدرت الحكم كان قرارها ان القتل لم يكن عن سابق اصرار وترصد بل هو وليد الصدفة.
وبيّن المحامي العبادي ان مجريات التحقيق التي اطلع عليها تؤكد ان هناك سابق اصرار وترصد وقال: ولو فرضنا جدلا ان القتيل خضر الذي تم قتله أولاً كان قتله بدون سبق اصرار وترصد لكن القتيل الثاني مهدي تم مطاردته بعد قتل الأول على طريق معان المدورة واستيقافه واطلاق النار على رأسه وهذا يؤكد الاصرار والترصد والذي يوجب الحكم على المدعى عليهما بالقتل شنقا حسب الأنظمة في الأردن.
وأضاف ان هذا التمييز يعتبر قطعيا ونفاذ الحكم بالسجن وعدم قبول أي اعتراض آخر عليه.
وعن الأنظمة الخاصة بعقوبة السجن بحق مثل هذين المجرمين أوضح العبادي ان سنة السجن في الأردن تعتبر تسعة أشهر فقط وبذلك فإن بداية محكوميتهما منذ تاريخ ايقافهما قبل أكثر من عامين ونصف العام.
ولمعرفة وجهة نظر أسرة القتيلين السعوديين التقت «الجزيرة» بالوكيل الشرعي لورثة القتيلين والمتابع لهذه القضية منذ لحظة حدوثها حيث قال «حسبي الله ونعم الوكيل» لقد كنا متأملين بالله ثم بالتداعيات التي قدمها المحامي ولكن قرار التمييز نزل علينا كالصاعقة.
وأضاف الوكيل الشرعي لورثة القتيلين سليمان مسلم الزراع في حديثه للجزيرة كنا واثقين من ان الحكم الصادر من محكمة الجنايات سيطعن به في محكمة التمييز كما ان القتيل مهدي الزراع كان يعمل مفتشا جمركيا بمنفذ حالة عمار وضبط خلال عمله كمية كبيرة من المخدرات في سيارة شاحنة قادمة من الأردن مخبأ بها أكثر من مليون ونصف المليون حبة مخدرة ويقود هذه السيارة عم المدعى عليه محمد هاني الخطاب وأدى اكتشاف هذه الحبوب لوجود كمية أخرى مماثلة في السيارة القادمة خلفها وحسب ما علمته ان أصحاب المخدرات كانوا يبحثون عن أوصاف واسم من ضبط هذه المخدرات وهذا يؤكد ان القتل كان لغرض الانتقام من ضابط الكمية موظف الجمرك.
وقال ان كل الدلائل تؤكد ان القاتل أيمن ناصر كريشان من تجار المخدرات حتى ان رجال الأمن الأردنيين عندما داهموا منزله وجدوا مبالغ مالية كبيرة مخبأة في منزله ولهذه الأدلة فقد قررنا توكيل المحامي هلال العبادي وهو الذي سبق وان ترافع في قضية مقتل المواطنين السعوديين سعيد العطوي وابنه جمال اللذين قتلا في صيف عام 1417ه في أحد المنتزهات بعمان حتى تم القاء القبض على القتلة ومتابعته للقضية وما صدر من حكم بالسجن على القتلة حتى تم نقض الحكم والمصادقة بقتل المجرمين شنقا وبالفعل نفذ فيهما القتل وكنا ندعو الله ليل نهار ان يظهر الحق وان ينال القتلة جزاءهم الرادع لقاء ما اقترفوه بحق المغدورين خصوصا وان القتيل خضر الزراع ترك وراءه زوجتين واطفالا عددهم ثمانية ويعمل سائق تاكسي وليس لهم بعد الله من معيل إلا والدهم رحمه الله كما ان القتيل الثاني مهدي موظف الجمرك يبلغ من العمر 28 عاما هو زوج ابنة القتيل الأول خضر وتوفي وزوجته حامل في شهرها الثاني كما انه المعيل الوحيد لوالدته التي تبكيه ليل نهار خصوصا وان زوجته انجبت طفلة لها من العمر الآن أكثر من عامين وشقيقه توفي في حادث سيارة قبل عدة أعوام كما ان والده توفي فما أقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل، فالجناة اعترفوا اعترافا صريحا بقتلهما كما ان القتل والذي حدث في صيف عام 1420ه كان غيلة حيث اطلق الرصاص على رأسيهما من الخلف ورموا جثتيهما في الصحراء.
|