Tuesday 19th February,200210736العددالثلاثاء 7 ,ذو الحجة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الأمير الوليد بن طلال .... مثال يحتذى؟الأمير الوليد بن طلال .... مثال يحتذى؟
د. عبد العزيز إسماعيل داغستاني

لا مجال للسكوت.. لم يعد من المعقول أن يغيب الصوت السعودي عن الإعلام العالمي لينقل الرأي السعودي إلى كل آفاق الدنيا.. ليعلن الموقف السعودي من كل ما يثار علينا في الإعلام العالمي من أقوال واتهامات بعد أحداث نيويورك وواشنطن.. لا مجال للسكوت.. علينا أن نقتحم هذا الإعلام الغربي ونفك شفرته ونصل إليه برؤية موضوعية عقلانية بعيداً عن تشنجات الحوارات الساخنة في بعض الفضائيات العربية التي «تبيع الميَّة في حارة السقايين».. لغط وخواء وفوضى!
المواجهة الحقيقية مع الإعلام الغربي لا تكون في الفضائيات العربية بل هي مواجهة صريحة وجريئة وبنفس لغتهم وعلى قنواتهم لتقدم نموذجاً للإنسان العربي.. للإنسان المسلم.. بعيداً عن نموذج «القاعدة» الذي مرغ الإنسان العربي.. والإنسان المسلم في وحل الهمجية والضعف والاختباء والهروب.
لقد أعجبت بصراحة وجرأة وصدق وموضوعية الأمير الوليد بن طلال في حديثه مع مقدم برنامج هاردتوك في قناة البي بي سي البريطانية السيد سباستيان، كان الأمير الوليد مثالاً يحتذى به في مقارعة الحجة بالحجة الأقوى بأسلوب هادئ يعكس نموذجاً للإنسان السعودي الواعي الذي عايش الأحداث واستوعبها وأدرك واجبه في الدفاع عن كلمة الحق.
هذا هو النهج الذي نأمله من كل قادر على الوصول إلى هذه القنوات التلفزيونية الغربية يتحدث من خلالها إلى العالم الغربي بلغته وأسلوبه وطريقته يقدم من خلالها رؤية الإنسان السعودي لتداعيات أحداث نيويورك وواشنطن ويقدم من خلالها رؤية موضوعية للحياة السياسية والاجتماعية في المملكة العربية السعودية.
لقد كان الأمير الوليد مثالاً يحتذى لرجل الأعمال السعودي الذي يعبر عن نبض الشارع السعودي برؤية ثاقبة تجاوزت الطرح التقليدي الذي تمارسه بعض الفضائيات العربية في نقد الذات العربية والإسلامية ونبرة الاستحياء من الذات، كان الأمير الوليد موفقاً في رفضه لمبدأ غرس وفرض نموذج الديموقراطية الغربية على المجتمع السعودي مفتخراً بتجربة الشورى السعودية، وهي تجربة ثرية لا ترفض التطوير والانطلاق، وهي خطوة إيجابية تعكس نهجاً أصيلاً متميزاً يجدر بنا أن نؤازره وندفعه إلى الأمام، إلى الأفضل. والمسألة هنا هي مسألة ثقة في النفس وفي الأخذ بأسلوب أصيل لا تستهويه الشعارات البراقة.
لدينا الكثير مما يمكن أن نقدمه للعالم الغربي.. نحتاج فقط إلى خطوة مثل خطوة الأمير الوليد، وعلى كل قادر من أبناء هذه الأرض الطيبة أن يبادر إلى مثل هذه الخطوة.

رئيس دار الدراسات الاقتصادية الرياض

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved