* لا أذهب بعيداً، إذا قلت: إن الذين يشغلون وظائف عامة، يسعى إليها الناس لقضاء حوائجهم، يستحقون المزيد من الرعاية والتقدير.. ومن خلال تجاربي ورؤياي من سعيي إلى المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، إن أشق وظيفة، تلك التي يقصدها الجمهور، لأن من في هذه الوظائف، يواجهون أنماطاً شتى من الناس، وكل مراجع يريد أن تقضى حاجته وبسرعة، ولا يعنيه، إن كانت أوراقه مستكملة، أو أن التعليمات تتعارض مع بعض الرغبات، وكل إنسان من هذا القبيل، يحتاج إلى أسلوب هيّن لإفهامه، وإن كان في كثير من الأحيان لا يقتنع بما يقال له.. والعمل ديمومة، وبعض الأعمال مثل «إدارة الأحوال» هذه، تعمل فترة مسائية، وإن ما ينال من فيها من أجر لقاء جهدهم، أقل مما يُستحق، زمن عمل وجهداً، فما أجدر العاملين الجادين بالتقدير المعنوي والمادي!
* سعيت إلى إدارة الأحوال، في الأسبوعين الماضيين، لاستخراج بطاقات لبعض أهلي من النسوة، كما سعيت إليها في شهر شوال للحال نفسها، وتعودت أن أقصد مديري المؤسسات والدواوين، حتى إذا واجهت شيئاً من تعطيل لدى بعض الموظفين، أعود إلى المدير أو مساعده ليسهل أو يُفضل بإنجاز معاملتي، وأحرص أن تكون أوراقي مستكملة، لتنتهي الاجراءات الرسمية.
* وما زلنا في بعض إجراءات، مقيدين بتعليمات قديمة، لم تذلل، ولم تطور، مثل الإتيان بشاهدين، إذا أردت الحصول على بدل فاقد لحفيظة نفوس، مع حضور المرأة إلى إدارة الأحوال لتوقع.. وأرى أن هذا التطويل عرقلة وتعطيل، ما دام ثمة ملفات، فيها كل البيانات، وهي قد تحولت إلى رصد في جهاز الكمبيوتر وهذا التسهيل غير المخل، تيسير على الناس، وكسب وقت، من هذا الدوران، الذي يشغل مدير المصلحة ومساعديه والموظفين، بترداد ذوي الحاجة مرات ومرات، بدون طائل، كما يقال!
* وبعد الدخول في دائرة الكمبيوتر، ورصد المعلومات، وصدور بطاقة العائلة فإنك تصادف، وهذا ليس تعميماً تصادف وأنت تطلب إصدار بطاقة ، لزوجتك مثلاً وقد كانت تحمل حفيظة نفوس مستقلة، يقال لك إن «المعلومات» التي في الكمبيوتر، تفيد أن الحفيظة لم تسترد.. ويأخذ مراجع مثلي يقول: «إن الحفيظة سلمت يوم التقدم بطلب إصدار بطاقة العائلة! فيقول لك موظف من باب التخمين، على نحو تأكيد، بلا دليل إن بعض المواطنين يحتفظون بالحفيظة، وعليك يا مواطن أن تقدم «سنداً» يفيد أن الحفيظة استرجعت! ونقول ليس لدينا سندات، ولكنا قدمنا حفائظ النفوس يوم تقدمنا إلى طلب بطاقة العائلة .. وندور مع الموظف في حلقة مفرغة هو يقول: على لسان الكمبيوتر: إن الحفيظة لم تستلم، ونحن نقول: ليس عندنا منها شيء، وقد أعدنا تلك الوثيقة إلخ.. ولا يحل هذه المعضلة إلا المدير، أعانه الله.. ولا أريد الإطالة في هذا الحديث، بأن الملفات عبر سنين طويلة، وكذلك السجلات، من كثرة تقليبها، واختلاف أيادي الموظفين، تتمزق، وتتفكك، وتضيع بعض السندات، لكن يظل الكمبيوتر وحده، المصدق، والخصم والحكم!
* إن رجلا مثل مدير الأحوال بجدة الأستاذ أحمد عبدالله الحوالي ومساعديه: الأستاذين غازي البشري، عبدالمنعم الجهني، يلاقون خلال دوام العمل اليومي الكثير من العناء والعنت، وهم صابرون ويحاولون بذل كل جهد، لإرضاء المراجعين، ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا..! وقد رأيت خلال تردادي، ثلاث مرات متتابعة، كثرة ما يلاقي مدير الأحوال الأستاذ الحوالي ورأيت عنده من الصبر ما نعجز عنه.. وإنه ليستحق التقدير الجم، وخليق أن يقدر، وكذلك مساعداه الفاضلان، فهم من الصابرين.
* ورأيت أن هذه الإدارة في جدة البلد العريض تصدر في بعض الأيام نحو «350» بطاقة، من القسم النسائي، وحينما قلت له: ألا تحددون سقفاً للإنتاج اليومي مثلاً مئتا بطاقة يومياً، كحد أقصى؟ قال: لا نستطيع لأن الناس لا يصبرون.. وأنا أرجو وكالة الوزارة الموقرة في وزارة الداخلية، أن تضع سقفاً لذلك، لأنه شيء ضروري، وذلك لإتقان العمل، والتخفيف من زحام لا يطاق، والله سبحانه وتعالى القادر، قد خلق السموات والأرض في ستة أيام، ويقول للشيء: كن فيكون. تحية تقدير جم لإدارة أحوالنا بجدة، إدارة وموظفين، اعترافاً بجهودهم المشكورة، وجدهم، الذي نقدره ونشكره، وهذا أقل ما ينبغي أن يقال، أعانهم الله.
|