* كتب سالم الدبيبي:
يتحدد عصر اليوم الطرف الثاني لنهائي مسابقة كأس ولي العهد للموسم الرياضي الحالي خلال مباراة الدور نصف النهائي الثانية التي ستجمع الانصار بالاتحاد على ملعب مدينة الأمير محمد بن عبدالعزيز الرياضية بالمدينة المنورة.. وهو اللقاء الذي تميل فيه كفة الترشيحات لصالح حامل اللقب وثاني اكبر الابطال للبطولات المحلية الطرف الضيف فريق نادي الاتحاد بمواجهة تطلعات طموحة وآمال كبرى لصاحب الارض والجمهور فريق الانصار المضيف.. ولعل مسابقة الكأس التي تجرى بطريقة الموت المفاجئ «خروج المغلوب من مرة واحدة» تذوب في منافساتها التباينات الفنية وتنفتح بها ابواب المنافسات لجميع الفرق دون حساب للاسماء والاوزان تمنح الانصاريين التفكير الطموح بالوصول الى انجاز فريد حسب تاريخ النادي حتى ولو كان الخصم بمستوى الاتحاد.
عراقة ماضٍ
وحاضر مشرق
يعتبر الاتحاد اقدم الاندية السعودية قاطبة وهو ما جعل العميد لقبه الذي تتغنى به دائما جماهيره العريضة وتحصل الفريق على العديد من الالقاب لبطولات متنوعة داخليا وخارجيا في فترتين بينهما زمن طويل.. حيث كانت البداية قوية على المستوى المحلي قبل ان يبتعد لمدة ليست بالقصيرة الا انه عاد بنهم يلتهم البطولات محليا وخارجيا بكثافة ليرسم صورته الطبيعية التي تناسب عراقته وشعبيته الجماهيرية.. ويعتبر الاتحاد صاحب الرصيد الاكبر في هذه المسابقة كما يحتفظ بكأسها الموسم الماضي حينما فاز نهائياً على الاتفاق بثلاثة اهداف دون رد.. فلذلك سيعمل الاتحاديين على اكمال المشوار الى النهاية وتحقيق رغبة تراود جميع المنتمين للاصفر وعدم التعرض للخسارة التي اصبحت في قاموس الاتي مشكلة يطول علاجها نظراً للحماس الكبير الذي ينتاب عشاقه وخصوصاً اذا ما كان الخصم بمستوى وحجم الانصار.
ولم يعترض طريق الاتحاد في استعداده لهذه المباراة مشاكل تذكر بل على العكس تماماً زادت عوامل الفريق القوية قوة اخرى باضافة لاعبيه الدوليين الذين عادوا لهذا اللقاء مع تواجد الجهاز الفني الذي نجح الموسم الماضي في قيادة الفريق الى الفوز بثلاثة القاب متتالية يترأسه البرازيلي «اوسكار» الذي يتوجب عليه اليوم الاستفادة من المعطيات العناصرية الكثيفة والمميزة لكي يبدأ مشوار اعادة الكرة وتقديم نفس الصورة الزاهية التي عكسها الموسم الماضي.
ولن تتغير طريقة الاداء الاتحادية حيث لم تنجح محاولات تغيير النهج من 5/3/2 ومشتقاتها الفرعية الى طريقة اخرى بعدما حفظها نجوم الفريق طوال السنوات الفائتة والتي حققوا من خلالهات جملة من الانتصارات..
وبالنظر الى الصفوف الاتحادية سنجد زحمة من الاسماء المؤهلة لدخول التشكيل المعتمد للمباراة مع بروز واضح للخط الدفاعي المنتظم اضافة الى قوة هجومية لايستهان بها مع تراجع ادائي يحيط خط الوسط الذي يفتقد للانسجام لكثرة التغييرات التي طالته مؤخراً ولوجود لاعبيه البرازيليين اللذين لم يرتقيا حتى الآن الى مستوى التطلعات الاتحادية..
الفارق الفني
يعوضه الحماس
لن يراهن الانصاريون اليوم بشيء آخر سوى الحماس والروح العالية التي تدفع لاعبي الفريق دائما الى تحقيق نتائج مذهلة معاكسة لكل التوقعات التي تسبق مبارياتهم امام الفرق الكبيرة.. فالانصار الذي لم يحسم حتى الآن مسألة بقائه للموسم الثاني على التوالي في الدوري الممتاز ويحتل موقعاً متأخراً في دائرة الخطر لا تنقصه المزايا الفنية للظهور بمستوى يتلاءم مع الحدث متى تفاعل لاعبوه لكسب الفرصة التاريخية التي نادراً ما تحصل.
ولكن يجب تغيير التشكيلة التي كان عليها الاداء في آخر مبارياتهم امام الهلال بغض النظر عن النتيجة الكبيرة التي خرج بها متصدر الدوري رغم غياب مجموعة من لاعبيه يتجاوز عددها فريقه الاساسي ولم يجد حينه صعوبة تذكر نظراً للحالة التي كان عليها الانصار الذي ربما انشغل لاعبوه بالتفكير في لقاء هذا المساء.. ولم يخسر ابناء المدينة المستوى فقط بل غياب الثنائي عمر عزيز وزميله غازي الفريدي عن مباراة الليلة بسبب البطاقات الحمراء وهو ما سيقلل من فاعلية الفريق نظراً لما يشكله الفريدي وعزيز من اهمية.. كما رددت بعض الاخبار معاناة الفريق من إصابات مختلفة تفشت بين لاعبيه من ابرزهم حمزة صالح الذي يعتبر محور العطاء والقائد الحقيقي داخل الملعب وهي ان صحت ستكون ضربة يتلقاها المدرب «كارلوس» الذي يطمح بتحقيق انجاز مهم يرفع به اسهمه المنخفضة سواء بالمحيط الانصاري او سوق المدربين عموماً في حال انفصاله عن الفريق نظراً لما يشوب العلاقة بين الطرفين حالياً..
مشوار الفريقين
كان وصول الانصار والاتحاد اسهل نسبياً من بقية فرق هذا الدور بالنظر الى اسماء الفرق المواجهة لهما.. ولكن النتائج تمنح تصوراً آخر حيث بذل الانصار مجهوداً كبيراً قبل ان يجتاز اولاً فريق نجران بهدفين مقابل هدف ومن ثم الطائي بالمدينة بنتيجة «1/0».. فيما بذل الاتحاد في مقابل تسهيل مهمته مبالغ طائلة وذلك لنقل مباراتيه الى جدة حيث لم يواجه صعوبة في الاولى امام ابها حينما دك مرماه بستة اهداف تناوب لاعبو العميد في تسجيلها.. في حين كاد ان يتعرض لمفاجأة عريضة بعدما اضاع تقدمه الثلاثي النظيف بالتعادل الذي سجله ببراعة لاعبو الشعلة مما مدد المباراة الى زمن اضافي تمكن العميد من استدراك الموقف خلاله بتسجيل الهدف الذهبي..
|