كم مرة وجدت نفسك تسير بكل طواعية وانشراح في طريق لم تخطط للسير فيها مسبقاً.. وكم مرة وجدت نفسك قيد ظروف لا تناسبك باسم الحب أيضاً!
يحدث ذلك أحياناً ولا بد أنك فكرت في كل مرة أن تكون أكثر موضوعية وعقلانية في المرة القادمة في الإعلان عن رغباتك الخاصة وإن لم تعجب من معك وأنك لن تجامل كثيراً على حساب وقتك!
يتطلب التعامل مع الآخرين حداً أدنى من المرونة عند تمثيل الأدوار المتبادلة أخذاً وعطاءً.. وذلك كي يستمر ذلك الخيط المضيء المتين بينك وبينهم.. فأنت تعطي بالقدر الذي يسعد الطرف الآخر وتأخذ بالقدر الذي يحفظ كينونتك الذاتية واستقلال شخصيتك بحيث تكون دائماً قادراً على الوقوف بكل مودة وصلابة في تلك المنطقة الوسطى التي تشكل مسافة غير مرئية لا يمكن تخطيها بينك وبين الآخر.
ونظراً لطبيعتنا الإنسانية فنحن لا نستطيع التحرك دائماً بشكل آلي ثابت دونما حياد عن صراط المفروض والواجب!
أنت تحاول الآن استعادة ذكريات ماضية وتتساءل كم مرة قلت «نعم» في الوقت الذي كان ينبغي أن تقول فيه «لا» ولعلك تورطت في ذلك الوقت لكنك وصلت إلى نقطة اللا تراجع.. أي لم تعد تستطيع العودة عن وعدك لالتزامك أمام نفسك وأمام الآخرين ولعدم رغبتك في فقدان مصداقيتك بكل ما تحمله الكلمة من معنى..!
حين قلت «نعم» قلتها بكل قناعة.. بكل رضا وارتياح ولكن الأمر لا يخلو من هفوة صغيرة! حين كان ذلك القرار كنت مأسوراً بحنان ومودة من أمامك، لم تكن تريد خذلانه أو الامتناع عن تقديم شيء ما كان يأمل فيه.. لكنك بعد انتهاء الحديث وجدت نفسك في مأزق.. فهل تعود إليه لنقض كلامك أم تصمت على مضض؟!
من هنا كان ينبغي لك منذ البدء أن تفكر كثيراً قبل ان تتفوَّه ب (نعم) ثم إن من يحمل لك مودة صادقة لا بد أن يكون أكثر عدالة بالصورة التي تجعله لا يصر على مطالبه دائما ويتذكر أن ثمة اتجاهات والتزامات لك لا بد من إتمامها..
وحين أقول التزامات فأنا أقصد ذلك الكائن الذي لا يمكن تعويضه وهو الوقت.. فثمة وقت لك لا بد لك أن تحرص على عدم إهداره.. وقت لنفسك.. وقت للالتزامات وقت للصداقات.
|