مرحباً يا رياض جئت أُحيي
بعد طول الفراق عن أوفياء
مرحباً مرحباً أتعرف شخصاً
حرمته الأيام بعض الهناء
صبغ الشيب لمّتي مع رأسي
والبقايا تجاوبت للعَناء
من ليالٍ تمرُّ بي هالكاتٍ
ومآسٍ تبث عبر الهواء
قدسي اليوم شاكياً يتلظى
مات أهلي وما بقى من نسائي
ووعود العدو محضُ خداعٍ
منذ خمسين مُرْهقاً بالبلاء
سكن الوغد والخنازير قدسي
وأنا تائهٌ سُلبت خِبائي
أنا جرح يسيل منذ سنين
راعف النزف مستديم الإباء
فجراح الشآم بعض جراحي
وبصدري مآسي الشعراء
لفَّني الحزن ما عرفت طريقي
فتعثرت في طريق رجائي
مرحباً يا رياض كيف الثقافات
وكيف العكاظ بالندماء
مرحباً يارياض هل نسيَتْني
بعد طول الفراق أُمّ الإباء
مرحباً يا نسور يا حفل يا شعر
وأهلاً بقاصد الأمراء
كيف أحبابنا بخيمة نجدٍ
ثم كيف السرور بالنُجباء
كان لي هاهنا قصيدة فخرٍ
ضاع فيها العرار وقت المساء
وخيولي تسابقت لطموحٍ
في ضحى العيد أُحذيت ببهاء
وجرير شدا بعذب القوافي
وعكاظ تموج بالأدباء
وخناس تحبِّر الشعر غضّاً
والفُريزيق حاملاً للواء
وجموع الوفود تطلق شَدْواً
شق ترنيمهوا عنان السماء
وأنا واجمٌ أجرُّ المآسي
أمتي عيدت فهل من رجاء
سكن الحزن في حشاشة قلبي
وتنهدتُ طامعاً في الهواء
وتفاءلتُ راجياً أن أرى لي
إخوةً في عكاظ زاحت بلائي
أمة الخير يا أسوداً ضواري
وثبة منكموا تُزيل عنائي
إن في داخلي عصور ظلامٍ
مطبقاتٍ تلفعت بالبكاء
لا لنرضى لإخوةٍ في شرودٍ
لا لنهنا وإخوةٌ في العراء