وهو في عز شبابه لم يفتر لحظة إلا ويناجي ربه علّه يعينه لإكمال ركن دينه.. فالاستطاعة من عدمها عذر.. لكنه يستطيع.. تدور الأيام والاشهر والسنون وتأتي الفرصة وقد امتزجت مع كبر السن.. لكنها فرصة.. يحس ببرودة تصفعه من خلال تحقيق حلمه الذي يراوده منذ زمن.. يصل إلى المكان المقدس بقليل من الصعوبة وقد اضفى البياض على سترته مثلما تمكّن من شعره ولحيته.. يشعر برائحة الصفاء تنداح من خلال إطلالة نظراته الخجلة بلا ملل.. تتبادل النظرات مع المقدسات فتذوب أشياء كثيرة حيث لحظات استفهام.. هل تحقق الحلم فعلا؟؟.. يسير ويسير حسب خطوات منتظمة ليكمل اداء مناسكه.. السنون لا تساعد جسمه الهزيل فينهكه التعب ويقف لحظة ثم يتكئ على عصاه التي تساعده على الجلوس.. أحس بالهدوء يسود المكان، فانعكست أشعة الشمس تتراءى خلال نقط العرق التي تنساب بالقرب من اذنيه.. يتركها تنساب لأنه يعلم (انها غسيل ما مضى من سنين).
|