Saturday 23rd February,200210740العددالسبت 11 ,ذو الحجة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

يارايارا
هل يعلمون أن اليوم عيد؟
عبدالله بن بخيت

كل عام وأنتم بخير.. اليوم هو ثاني أيام العيد وأكيد أن بعضكم في هذه اللحظة يدبغ في اللحم او على الاقل في الكبدة. بالعافية ولكني ارجو ان تكون الكمية مناسبة للعمر والصحة. صحيح لا الدجاج ولا البقر ولا حتى لحمة الحاشي تعوّض عن لحم الغنم لا في الشوي ولا مع الكبسة. لكن الانسان لا بد ان يراعي المسائل الصحية. أتذكر قبل أكثر من ثلاثين سنة كان عندنا قطوة رومية من تلك القطط الجميلة. ومن باب الود والمحبة قمت في إحدى الضحيات بسرقة لحمة وقدمتها لها. قطعة لحمة تكفي ثلاثة رجال من موديل الملاكم الامريكي تايسون. تركتها عندها لتأكل منها ما تريد وتؤجل الباقي لوجبات اخرى. وعندما عدت لها بعد ساعة تقريبا لأسمع منها كلمات الشكر والعرفان وجدتها تجاهد كي تتنفس. وبعد صراع مرير مع الجشع نفقت. فاكتشفت منذ ذلك الحين ان القط مثل الانسان لا يعرف حدودا لشبعه. وأنا على ثقة لو ان قطة اخرى حاولت الاقتراب من تلك اللحمة العظيمة «التي تكفي عشر قطط» لقامت معركة لا تنتهي إلا بمقتل احداهما. وهذه هي حال الانسان. فهناك بشر يملكون بلايين لو اقترب منها احد لقتله. لم أسمع في حياتي ان تاجرا سعوديا قدم ربع ثروته او حتى خمسها او حتى جزءاً بسيطا منها للأطفال اليتامى او لمؤسسة انسانية خيرية. واذا سمعنا مثل ذلك نسمع ان ابناءه حجروا عليه على اساس ان الرجّال خرّف. عندما تتوسع نزعة الخير او عندما يصحو ضمير الفرد فجأة نعدها نوعاً من الخراف. لا اريد ان انزلق في النصائح التي تسمعونها كل يوم وطفشتوا من ابو أمها. ولكن الواحد لازم يستغرب خصوصا اذا سمعنا ان بعض التجار الغربيين يصحو ضميرهم في بعض الاحيان ويقدمون ملايين لاطفال العالم او لجياع العالم ولم يحجر عليهم احد. اذا كان الرجل يريد ان يقدم ثلث ثروته لعمل خيري يجب تشجيعه حتى ولو كان مخرفاً. لكن اذا جاء يقدم امواله لرقاصة عشقها في احدى المواخير فمثل هذا يحجر عليه حتى لو ثبت سلامة عقله. في نظري فإن سلامة دين المرء وضميره أهم من سلامة عقله. فاذا كان سيقدم امواله في طريق الخير يجب ألا نسأل عن سلامة عقله والا ننصت لأبنائه ودعواهم للاحتفاظ بكل الثروة.
أكيد قرأتم ان بل غيتس اغنى رجل في العالم وزوجته قدما مليارات من ثروتهما للاطفال الجياع في العالم ولم يحجر عليهما احد يدافع البعض ان غيتس والتجار الامريكان يقدمون هذه الصدقات لأنها تساعدهم في مسألة الضرائب. ربما يكون هذا صحيحا وهذا شيء طيب. يعني ان هناك نظاما يفرضه المجتمع على الاغنياء ليتبرعوا ويتصدقوا، لكن هناك احداث لا تقبل التأويل. في منتصف الثمانينات قرر المطرب الامريكي بوب جيلدوف على غير عادته ان يمضي ليلته في البيت، فشاهد فيلما وثائقيا عن الجياع في اثيوبيا. صدم ولكنه لم يكتف بالتحسر كما نفعل مع اخواننا في فلسطين، بل اطلق اغنية تعبر عن المشهد من تأليفه بعنوان «هل يعلمون ان اليوم عيد» حققت هذه الاغنية مبيعات بلغت احد عشر مليون دولار خصص كل المبلغ للجياع في اثيوبيا.. كما اسس على الفور منظمة لجمع التبرعات للجياع في العالم جمعت ملايين اخرى. ولم يبق بوب وحده فقد انضم اليه معظم مشاهير الغناء في الغرب مثل بوب ديلن، ميك جاجر، فل كولنز، تينا تيرنر، مادونا، قدم هؤلاء حفلتين من اكبر الحفلات التي تقام في الغرب في عقد الثمانينات واحدة في استاد كندي في فيلادلفيا واخرى في استاد ويمبلي بلندن اقيمت الحفلتان في نفس الوقت فشاهدها اكثر من بليون شخص عبر العالم. بلغ دخل الحفلتين ستين مليون دولار ذهبت كلها لجياع العالم. ولم نسمع ان احدا ادعى ان ايا منهم اصابه الخراف.
ما علينا من ها الأجانب. المهم لا تنسوا تنظفون الكرشة زين.

فاكس 4702164

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved