تعول أطراف عديدة ومؤثرة الكثير على أفكار سمو ولي العهد بشأن السلام في المنطقة باعتبارها واقعية وأنها الأقرب إلى حمل الأطراف على مباشرة مسؤوليات السلام. وبهذا الصدد دعا أمين عام الأمم المتحدة كوفي عنان إلى تنفيذ أفكار سموه فيما دعت صحيفة نيويورك تايمز سمو ولي العهد إلى طرح هذه الفكرة رسمياً على القمة العربية المقبلة.
ومنذ تصريحات سمو ولي العهد عن هذه الأفكار يتزايد التأييد لها حيث شمل هذا التأييد العواصم الكبرى والمؤثرة في العالم إلى جانب الاطراف المعنية مباشرة بالصراع.
لقد أدركت الجهات المهتمة بهذا النزاع ومنها كوفي عنان خطورة الوضع خصوصاً في ظل تزايد حدة القمع الإسرائيلي الذي يتطور إلى حرب شعواء ضد الفلسطينيين، ففي غضون أيام قليلة استشهد العشرات من الفلسطينيين ودمرت آلة الحرب الإسرائيلية الكثير من المنشآت في الضفة وغزة وفرضت حكومة شارون القيود على تحركات الفلسطينيين وقطعت أوصال قطاع غزة حيث قسمته إلى ثلاثة أجزاء يستحيل التنقل بينها دون المرور على الحواجز العسكرية التي تستهدف إذلال الفلسطينيين داخل أرضهم.
وفي هذه الأجواء الشديدة التعقيد مثلت مبادرة سمو ولي العهد خطوة لا غنى عنها باتجاه السلام باعتبارها نهجاً صريحاً وواضحا وواقعياً للبحث عن السلام الحقيقي العادل والشامل الذي يتطلع إليه الحادبون على مصير المنطقة ومستقبلها.
لقد دفعت هذه المبادرة بالكرة إلى الجانب الآخر وبالذات الولايات المتحدة التي تملك كل أدوات التأثير على إسرائيل، وذلك بعد أن أوضح سمو ولي العهد دون أي لبس أو تشكك سعي الجانب العربي للسلام.
كما أن التأييد الواسع النطاق على الجانب العربي لهذه الخطوة أكد مجددا المكانة الرفيعة التي تجدها هذه البلاد لدى الأشقاء العرب وثقتهم في أهمية ما تقوم به تجاه القضية الفلسطينية وقناعتهم الكاملة بأن أي تحرك سعودي يستصحب معه أسس الحل العادل والشامل دون انتقاص لأي من المطالب الفلسطينية.
إن أمين عام الأمم المتحدة الذي رأى في هذه الأفكار ما يرقى بها إلى مستوى المنقذ العملي لعملية السلام مطالب من جانبه بإعطاء المزيد من الزخم لها انطلاقاً من دوره كرئيس لأكبر منظمة دولية معنية في المقام الأول باستتباب الأمن والسلام في العالم.
 |