Saturday 23rd February,200210740العددالسبت 11 ,ذو الحجة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أحواله لاتسر البالأحواله لاتسر البال
أسعفوا مستشفى بريدة المركزي

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
إنه من المؤسف حقاً ان تكون المستشفيات في بلادنا بهذا المستوى المتدني من الاهتمام والرعاية خاصة ونحن من أكبر الدول ذروة اقتصادية وكنا بالأمس مضرباً للمثل في فخامة المستشفيات والقدرات الطبية الفائقة حتى أجبرنا العالم ان يحضر إلينا لكي يتعالج بين أحضان ا لرعاية والاهتمام الطبي الذي توليه حكومتنا الرشيدة حفظها الله.
حقيقة لم يدر بخلدي في يوم من الأيام انني سأطلع على هذه الحقيقة المرّة والواقع المؤسف للحال المتردي الذي تعيشه مستشفياتنا... وعندما أراد الله سبحانه وتعالى ان أتعرض لوعكة صحية أجبرتني ان أنوّم في المستشفى فوجئت بهذه الحال التي لاتسر صديقا ولا أدري من هو المقصر في هذا الموضوع، وحقيقة إنني متأكد ان الدولة حفظها الله لن تقصر في توفير العلاج المناسب للمواطن ولكن ممن التقصير أرجو من المسؤولين في وزارة الصحة تتبع حالات التقصير ومعرفة الجوانب المسببة لهذا النقص.
فقد أدخلت للمستشفى المركزي بمدينة بريدة بمنطقة القصيم وشاهدت العجب العجاب من الإهمال والتردي والفوضى وعدم الترتيب والنظافة.. حتى تحول المستشفى إلى مكان لبث الحزن وزيادة الحرص على المرضى من الموجودين في داخل المستشفى.
وبدلا من كون المستشفى مكاناً جميلاً لراحة المرضى تحول للأسف إلى مكان مسبب للألم والحزن والكآبة وقد قلت في نفسي.. هل يعقل ان يترك المسؤولون هذا المستشفى بهذه الصورة السيئة والمتردية؟.. ثمة سؤال آخر.. هل يعقل ان جميع المرضى المنومين لم يذهب أحدهم إلى الشؤون الصحية ليشكي الحال؟! وبماذا عساها الشؤون الصحية بالقصيم ان ترد؟!.. كما أن هناك تساؤلاً: هل الوزارة لا تعلم شيئاً عن ما يدور في هذه الأقسام التي هي أشبه بالخرابات؟!. والحقيقة انني ومن غيرة وطنية ومن حرص على هؤلاء المرضى.. أبيت إلا أن أكتب هذا الموضوع ليرى ا لمسؤولون المعاناة التي تعتصر قلوب كل الذين يدخلون إلى هذا المستشفى وقد دونت بعض الملاحظات العابرة لعلها تجد الأذن الصاغية وتحل هذه المشاكل التي قد تسبب زيادة في المرض عند الذين يدخلون أو ينومون في هذه المستشفيات... وهذه الملاحظات ترتكز على ا لآتي:
أولاً: عدم حضور الطبيب المعالج إلى المريض بصورة دورية فالمريض قد ينسى شكل الأطباء فمن الصعب جداً ان تجد طبيباً جاء لينظر إلى المرضى.. وإذا حضر الطبيب فإنه بالكاد يجلس دقائق معدودة ثم يترك المرضى ويذهب دون أن يعود مرة أخرى لمتابعة حالة مرضاه!!
ثانياً: عدم تأهيل الممرضات بالمستشفى بالصورة العلمية والفنية والتقنية.. بل يلاحظ عدم إجادتهن للتمريض والتخبط في المعالجة.. وقد تم استقطاب ممرضات للأسف الشديد من دولة آسيوية حتى يكنّ أقل تكلفة.
ولهذا فالممرضة تجدها لا تجيد اللغة العربية ولا الإنجليزية وهذا يصعب مهمة التفاهم بينها وبين المرضى.
حتى ان بعض هذه الممرضات لاتجيد عمل (الغيار) للمريض ولا تعرف استخدام الابرة... حتى انني في كثير من المواقف أقوم بالعمل عنها لأنها لاتجيد ذلك خاصة في إبرة المغذي!!
ثالثاً: المريض يعيش وضعاً نفسياً صعباً لأنه لايوجد شخص يتبادل معه الكلام ويتفاهم معه لكي يعرف نوعية الإبرة المقدمة له... وهذا يسبب له قلقاً شديداً فالممرضة تضع الحقنة ولاتجيد التفاهم!!
رابعاً: المرضى المنومون بسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم يعانون من تجاهل الطبيبة الخاصة وعدم تكليف نفسها في المرور على المرضى ومعرفة طلباتهم واحتياجاتهم والإجابة على استفساراتهم وهذا يسبب عبئاً ثقيلاً عليهم!!
خامساً: التغذية تتم بطريقة عشوائية وبدائية جداً حيث لايمكن تنظيم الغذاء حسب احتياج كل مريض... فمريض السكر مثلاً من الممكن أن يأكل أكلاً يوجد فيه مايضره وغيره من عدم التنظيم الغذائي فهم لايمنعون عن المريض مايمكن ان يضره وهذا من آثار عدم اهتمام الأطباء وزيارة المرضى المتكررة!!
سادساً: تصنيف المرضى في التنويم بالغرف جاء عشوائياً فكبار السن مثلا يمكن ان يوضعوا مع الشباب وهذا لايساعد المرضى على التأقلم مع بعضهم البعض..
وهناك أمر مهم جداً وخطير وهو ان بعض الحالات للمرضى صعبة جداً لأنها جاءت من آثار حوادث وغيرها ثم توضع مع مرضى آخرين وهذا طبعاً يسبب كثيراً من الألم والضيق للمرضى الآخرين!!
سابعاً: عدم تهيئة الأجواء المناسبة في المستشفى لراحة المرضى والمنومين حيث الإزعاج المتكرر وعدم قدرة المريض على أخذ كفايته من النوم بسبب عدم وجود الراحة النفسية وعدم وجود الهدوء المناسب كما ان اختيار المواعيد الضيقة في وقت النوم لمتابعة المريض من قبل الممرضات يجعل المريض لايجد الفرصة في النوم!!
ثامناً: المبنى للأسف الشديد قديم ويحتاج إلى اهتمام وترميم وتجديد في غرفه وأيضاً في الأسرة والمفارش والبطانيات..
حتى البطانيات للأسف لاتتوفر بصورة مناسبة جداً فيتعرض المرضى للبرد.. كذلك عدم وجود وسائل ترفيه في الغرف مثل التلفزيون وغيرها...
هذه هي بعض الملاحظات التي خرجت بها من خلال الفترة التي قضيتها في المستشفى وكلي أمل ان ينظر المسؤولون إلى هذه الملاحظات.. على الرغم من الشكاوى الكثيرة من بعض المواطنين على الإهمال الكبير الذي تجده الصحة في القصيم من قبل المديرية العامة للشؤون الصحية بالقصيم فهل نجد من خلال منبر الجزيرة العزيزة طريقاً لحل هذه المشاكل؟!.

ابراهيم حمد الجمعة
بريدة

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved