لم يمر أسبوع على قراءتي لمقال في جريدة الجزيرة في عددها رقم 10713 في يوم الأحد الموافق 13/ذي القعدة عام 1422ه بقلم محمد بن غازي العنزي من منطقة الرياض تحت عنوان (حتى في الأحلام يطاردنا.. الطريق الغول شبع من فواجعنا) وهو يتحدث من خلال مقاله عن طريق الشمال (طريق الموت) والمآسي الكثيرة والعديدة التي سبَّبها لعابري هذا الطريق حتى يأتيني خبر مفجع وهو وفاة المقدم/ فايز بن سالم الوقيد مدير مباحث محافظة رفحاء يوم الثلاثاء 15/11/1422ه على نفس هذا الطريق اثر حادث تصادم شنيع مع سيارة أخرى وجهاً لوجه غرب محافظة رفحاء بحوالي (80) كيلومترا ها هو الطريق المعروف باسم (طريق التابلاين) في شمال المملكة أو حصاد الأرواح أو طريق الموت أو الطريق الدولي الذي ليس له من سمات الوجاهة التي يوحي بها اسمه شيء يذكر فهو قديم يعود إلى الزمن البعيد شهد بدايات تصدير النفط السعودي الخام إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط وحتى انشاؤه كان للحاجة وليس بالتخطيط المسبق. في ذلك الزمن جرى تعبيد الطريق بشكل غير منظم وذلك لخدمة أعمال صيانة انبوب النفط ولكن عموم الناس في المنطقة الشمالية امتطوا سياراتهم واستخدموا هذا الطريق إلى جانب سيارات شركة التابلاين ولم يجدوا طريقا آخر بديلاً عنه ونظراً لما يسببه منذ سنوات من مآس وفواجع تحل بعابريه سواء أكانوا مواطنين أو مسافرين على هذا الطريق وقد تقع حوادث وبشكل متكرر يومياً وخاصة خلال فصل الصيف لكثرة المسافرين عليه..
فقد أصبح كابوساً مزعجاً كما ذكر العنزي في مقاله السابق لعموم المسافرين على هذا الطريق وكثيراً منهم يردد قول الشاعر:
سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاوي الردى |
لقد تعاطف أكثر من مسؤول لحل هذه المشكلة وعلى رأسهم معالي وزير المواصلات الدكتور/ ناصر ا لسلوم الذي زار الطريق ووقف بنفسه ورأى بعينه المنظر الذي يتقطع له القلب حرقة وحسرة ثم رأى مناظر لكثرة هياكل المركبات المتناثرة على جانبي الطريق أو عند مقر مراكز الشرطة وأقول هل يتوقف هذا النزيف الجائر على سالكي هذا الطريق الهام ويتوقف الفتك بأرواح الأبرياء والمسافرين وانتشار اشلائهم على جانبي هذا الطريق.أما بنسبة لكثرة وقوع الحوادث وبشكل يومي فهي تقع في الجزء الواقع غربي محافظة رفحاء حتى منطقة عرعر وهي الوصلة المميتة الي يجب ان تعطى الاهتمام والعناية بها.ولقد ظلت الصحافة المحلية تسلط الضوء بشدة على مشاكل هذا الطريق القديم وحاجته الماسة إلى الاصلاح. والمحرج في الأمر هو ان الكثير ممن يسلكونه هم من الأجانب المسافرين الذين لايعرفون عن طرق المملكة الأخرى أي شيء سوى أنها قد تكون نسخة بالكربون من هذا الطريق المتهالك الذي لايمثل في الحقيقة النهضة التي شهدتها شبكة الطرق في مملكتنا الغالية في الآونة الأخيرة على سبيل المثال.كما ان وقوع حوادث كثيرة لغير السعوديين وخصوصاً أثناء مرور سيارات (الترانزيت) على هذا الطريق قد يعطي انطباعاً غير مرغوب فيه من الناحية الإعلامية مما يحتم أخذ هذا الأمر في الاعتبار كما أن الأهالي في المنطقة الشمالية ينتظرون الفرج في كل يوم ويحلمون في تنفيذه فوراً وبدون تأخير لأننا لاندري من يكون من ضحاياه في الأيام القادمة الغريبة.
حماد بن رهيمان الشمري محافظة رفحاء |