** البطولات لا تأتي بالفوضى أو العناد .. إنما بالعمل الجاد والمنظم .. وإن حدث وجاءت بواسطة الأمرين الأوليين فهذا استثناء لا يمت للقاعدة بصلة .. وغالباً يحدث مرة واحدة لا يتكرر .. إني أقول الحقيقة ليس غير..!
***
** الهلال هذا النادي الكبير في كل شيء.. وهو رأس مال الكرة السعودية كما قلت سلفاً يعج بالأمور المتناقضة .. الغريبة تارة والعجيبة تارة أخرى .. خصوصاً فيما يتعلق بلعبة كرة القدم تحديداًَ.
سوف لن استعرض أمثلة عديدة تدعو إلى التشاؤم من المستقبل الكروي الهلالي .. بل ساكتفي بمثالين فقط وقعا مؤخرا .. أولهما قرار التعاقد مع الكولمبي الشهير ماثورانا.. والآخر الإبعاد القسري للمخلص عبد الله الشريدة.
***
** ففي الأول .. يقفز إلى الأذهان تساؤلات عدة .. طالما أنك غير مقتنع بقدرات مدرب بحجم الشاعر آرثر جورج لماذا تعاقدت معه في الأساس؟ .. وفي حال أنك اكتشفت بأنه مدرب غير كفء أو لا يصلح للزعيم لماذا لم تتخذ قرار إبعاده مبكرا وليس قبيل انطلاق منافسات البطولة العربية بأيام في وقت يفترض فيه أن يدخل الفريق واللاعبون البطولة وهم في غاية التركيز والانسجام والتوازن الذهني والبدني والفني ..
ليس هذا فحسب .. بل على أية أساس تم التعاقد مع ماثورانا طالما أنه سيجد من المعاملة والتدخل في شؤونه واختصاصاته ما وجده سافيت وآرثر جورج؟! .. بمعنى أوضح إلى متى تستمر محاولات من يهمه اتساع الهوة بين المدرب واللاعب لإملاء ما يريده على المدرب .. فهذا اللاعب لا يصلح والآخر يُهمش وثالثا تلفق عليه الأقاويل بتسلط عجيب وتجاوز للصلاحيات أشبه بالعبثية المضرّة والمهلكة .. دونما محاسبة أو مساءلة..!!؟
***
** أما فيما يتعلق ب «المخلص» شريدة .. فإن قرار إبعاده عن مباراتي البطل الطاجيكي يعد الأغرب من بين القرارات الإدارية الهلالية الغريبة..!
ولعل مثل هذه القرارات تكشف الحالة الإدارية المهترئة التي تحيط بالفريق وتزيد من أوجاعه .. وتواصل فضح نوايا أصحابها وتعريتهم أمام الملأ الهلالي ..
فمرة قالوا .. إن إبعاده لإتاحة الفرصة للمفرج كي ينال الكارت الأصفر وهذا يعكس ضيق أفقهم .. فالحكم بإمكانه أن ينذر لاعبا وهو في مقاعد الاحتياط..!
وأخرى قالوا .. إنه غير جاهز نفسياً .. وهذا ما نفاه اللاعب جملة وتفصيلا ..
وثالثة قالوا .. إنه مصاب .. لكن طبيب الفريق فضحهم وزاد من كشف تخبطاتهم ..!
نحن نقول .. أولا .. إن اللاعب عبد الله الشريدة منذ انتقاله للهلال وهو مثال حي للاعب الملتزم والمنضبط في تدريباته ومواعيدها بشكل جدي ولعل ذلك من أهم الأسباب التي فرضته على المدربين وأكسبته تعاطف الجماهير الهلالية قاطبة..
ونقول ثانيا .. أليس الشريدة لاعباً محترفاً يربطه عقد مع النادي يحكم وينظم هذه العلاقة.. فلو سلمنا جدلاً بأنه قد أخطأ .. فهناك لائحة تحدد العقوبة ونوعها .. بدلا من الارتجالية والتعامل معه بهذا الأسلوب الذي يفتقر لأدنى درجات العمل الإداري الجاد الذي يرتكز على الوضوح والشفافية وعدم تغييب المعلومة ..!
ونقول ثالثا .. أليس الشريدة أحد اللاعبين الذين بادروا إلى توقيع عقد جديد وعلى بياض .. فهل يكون ذلك الجزاء؟!
***
** من هنا .. فإن الأمور تزداد غموضا في الأفق الهلالية لأسباب إدارية بحتة لا تدعو إلى التفاؤل والفريق مقبل على بطولة يخوض غمارها للدفاع عن لقبه .. وهذا كله بسبب العناد .. المكابرة .. التسلط .. مصادرة الرأي الآخر.. غياب المحاسبة والتقييم للعمل الإداري ..!!
| 