* كابول واشنطن الوكالات:
تجمع رجال شرطة المرور والحرس الليلي أمام البنك المركزي الأفغاني أمس الجمعة لصرف أجورهم لأول مرة منذ شهور.
وفتح البنك المركزي أبوابه في عطلة عيد الأضحى لدفع رواتب عشرات الألوف من العاملين بالدولة من تمويل قدمته الأمم المتحدة بقيمة 20 مليون دولار بهدف دعم الحكومة الأفغانية الجديدة برئاسة حامد قرضاي.
وقال غلام فاروق الذي ينظم المرور في شوارع كابول منذ ست سنوات «لم نتقاض أجورنا منذ ثمانية أشهر... العيد مبعث سعادة غامرة اليوم وكذلك حصولنا على رواتبنا».
وقال عبد القادر فيترات القائم بأعمال محافظ البنك المركزي إن البنك سيدفع نحو خمسة ملايين دولار للموظفين الأفغان.
وأضاف «هذه مناسبة خاصة .. لقد تحررنا لتونا من طغيان طالبان لذلك ضحينا بعطلتنا لدفع الرواتب، كل إدارة في كل وزارة في البلاد ستصرف مرتباتها».
وتوجه بعض العاملين في الحكومة بأنفسهم لتقاضي رواتبهم في حين أرسلت بعض الوزارات مندوبين لتحصيل رواتب العاملين بها من أوراق نقدية طبعت حديثاً لتوزع على العاملين.
ويقدر البنك المركزي عدد العاملين في الجهاز الحكومي بنحو 219 ألف أفغاني.
ولم تكن الأجور تدفع بانتظام في عهد حكم طالبان أو في المناطق التي كان يسيطر عليها التحالف الشمالي.
وسحبت ميليشيا طالبان كل ما كان في البنك المركزي من أموال قبل مغادرتها العاصمة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تاركة الحكومة المؤقتة الجديدة التي تشكلت بمقتضى اتفاق توسطت الأمم المتحدة في التوصل إليه مفلسة منذ اليوم الأول لتوليها السلطة.
وتعهدت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان ودول أخرى بدفع 5.4 مليارات دولار لإعادة إعمار أفغانستان.
وقال فيترات إن التمويل الذي قدمته الأمم المتحدة لبدء تشغيل الحكومة أنفق بالكامل تقريبا.
وأضاف «نحن ندفع هذه الأجور مما تبقى من هذا المبلغ لكنه على وشك النفاد... وبعد ذلك لا ندري ماذا سنفعل».
ومن جانب آخر تتردد إدارة بوش ما بين الاستعانة بشكل أوسع بالقوة الدولية في أفغانستان (ايساف) أو تأهيل جيش وطني أفغاني لإرساء الاستقرار في البلاد، حسب ما أعلن مسؤولون أمريكيون رفيعون الخميس.
وقال وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفلد «إن الأسلحة التي ترسل إلى أفغانستان من إيران والتوتر بين زعماء الحرب خلق وضعا خطيرا على الأرض»، على حد قوله.
ويبدو أن البنتاغون ووزارة الخارجية ليسا على اتفاق حول طريقة معالجة المشكلة.
وقال رامسفلد للصحافيين إنه يفضل التركيز على تشكيل جيش وطني أفغاني في حين أعلن مسؤول رفيع في وزارة الخارجية لوكالة فرانس برس أن قوة ايساف الموجودة حاليا في كابول يجب أن تنشر في العديد من مناطق البلاد.
وأقر بوجود عدة خيارات تبحث في الإدارة ومع المسؤولين الأفغان ولم يتقرر أي شيء حتى الآن.
وقال «نستطيع أن نوجه جهودنا ووقتنا ومالنا لتأسيس هيئة قابلة للاستمرار عوضا عن هيئة مؤقتة يتم سحبها في مرحلة ما إن هذا أفضل».
وأضاف «إذا تبين أن الأمر لا يمكن أن يحصل بسرعة أو فاعلية أو بكلفة معقولة سنعتمد عندها خيارا آخر».
ومن بين الخيارات الأخرى التي يتم مناقشتها، توسيع ايساف التي تعد حاليا حوالي أربعة آلاف عنصر إلى 25 ألف رجل بحسب رامسفلد، كما يمكن تعزيز القوات الأمريكية خلال إعداد الجيش الأفغاني.
وقد أوفد جنرال أمريكي على رأس وفد من 15 شخصا إلى كابول حاليا لتقويم الوسائل الضرورية لتنظيم وتدريب وتجهيز جيش وطني أفغاني.
|