Thursday 28th March,200210773العددالخميس 14 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الأفغان يوفرون لهم الحماية والإمدادتالأفغان يوفرون لهم الحماية والإمدادت
بن لادن لا يزال في أفغانستان والظواهري يتنقل على جواد
معلومات عن هجوم وشيك على القوات الأمريكية قرب خوست

  * أفغانستان خدمة الجزيرة الإلكترونية:
صرح مسئول عسكري أفغاني يعمل مع القوات الأمريكية في خوست أن زعيمي القاعدةأسامة بن لادن وأيمن الظواهري قد شوهدا في المنطقة في الأيام الثمانية الماضية.
وتعد هذه هي المرة الثانية التي شوهد فيها الساعد الأيمن ل «ابن لادن» في هذه المنطقة في خلال شهر. وربما يكون للقوات المحلية دوافعهم الخاصة للإبلاغ عن رؤيتهم ل «ابن لادن». ولكن إذا كان ذلك صحيحا فسوف يكون هذا هو أول دليل على أن ابن لادن لا يزال موجودا في أفغانستان منذ أن شوهد لآخر مرة في تورابورا في نوفمبر الماضي.
وقال نائب الرئيس الأمريكي دك تشيني الأحد الماضي في أحد برامج «السي إن إن» أن ابن لادن «لا يزال في منطقة أفغانستان. ربما عبر الحدود إلى باكستان في مكان ما. ولكني أظن أنه لا يزال طليقا في المنطقة ككل».
وقد أفادت تقارير من المخابرات المحلية أن الهاربين من القاعدة وطالبان بدأوا في إعادة تجميع صفوفهم في الجبال في جنوب وفي شمال شرقي مدينة خوست. ويحصلون على جانب من المساعدات والمؤن من المتعاطفين معهم من الأفغان. والذين يستطيعون أن يندسوا بسهولة بين سكان المدن ويمدوهم بالمعلومات.
وقد حاورت جريدة كريستيان ساينس مونيتور أحد الجواسيس الثلاثة الذين رأوا «أسامه ابن لادن» وأبلغوا كمال خان زدران القائد العسكري ونائب حاكم إقليم خوست. وقال بأن الظواهري شوهد منذ أربعة أيام ممتطيا صهوة جواده مع مجموعة من حوالي 25 رجلا تجاه المنطقة القبلية الباكستانية في جنوب وزيريستان.
وقال زدران بأنه قد تسلم تقريرا يفيد بأن بن لادن قد شوهد في منطقة خوست منذ حوالي ثمانية أيام. وأنه ربما يكون مختبئا في القرية الجبلية مير شابار.جنوب شرقي خوست. بالقرب من الحدود الباكستانية.
وأضاف زدران أن هناك مجموعة من القرويين أخبروه أنهم قد رأوا مجموعة مكونةمن حوالي 80 رجلا. أربعة منهم يمتطون ظهور الخيل. والباقون يمشون سيراعلى الأقدام متجهين ناحية جنوب شرقي خوست. وكان واضحا من زيهم أنهم عرب.وأكدوا على أن أحدهم كان أسامة بن لادن.
وقد تأكدنا كريستيان ساينس مونيتور من صحة هذه الأقاويل من خلال اللقاءات التي أجريناها مع الشهود بتسهيلات من القائد زدران. في الوقت الذي يؤكد فيه القادة المتصارعون في هذه المنطقة والتي غالبيتها من البشتون على تنامي قوة تنظيم القاعدة والقوات المتعاطفة معها في جنوب شرقي أفغانستان.
والتقارير التي أفادت بظهور الظواهري في المنطقة يعززها العديد من الحوارات التي أجرتها جريدة كريستيان ساينس مونيتور في الأسبوع الماضي مع القرويين الأفغان في شرق شاهي كوت التي جرت فيها أحداث العملية أنا كوندا التي قادتها الولايات المتحدة. وقال القرويون الذين قاموا بحفر كهوف جديدة في تلك المنطقة أن الطبيب المصري أيمن الظواهري كان هو الذي يتولى تنسيق عملية الحفر بنفسه.
ومن الصعب التحقق من دقة المعلومات والدلائل التي قدمها السيد زدران. فهو قائد القوات الخاصة التي يبلغ قوامها 600 جندي والذين يطلق عليهم «قوات الحملة» والذين دربتهم الولايات المتحدة للتركيز على اصطياد أفراد القاعدة وطالبان الهاربين. وذلك لأنه هو وأخاه بادشا خان الذي يقود قوة من 3000 جندي ويعتبرأقوى قائد عسكري في المنطقة لا يزالان في مواجهات مع الزعماء الآخرين الذين يتنازعون لنيل رضا الولايات المتحدة.
وقد صرح متحدث باسم البنتاجون الكولونيل ديف لابان بأن مشاهدة ابن لادن «لا تعتبر بعيدة الاحتمال»، ولكنه أضاف: «إن من سياستنا ألا ننشر تقاريرنا عن مكانه. ولكن عندما يتوفر لدينا معلومات كافية عن ذلك فسوف نتخذ الإجراء المناسب للقبض عليه ومحاكمته».
ويقول زدران ونوابه أنه لا يزال هناك تمركز مقلق من قوات القاعدة في جبلين في المنطقة وهما باشو غار والذي يعني «جبل القطط» والذي يقع حوالي 20 كم شمال شرق المدينة. وجبال بيل. والتي تبعد حوالي 25 كم ناحية الجنوب.
ومن داخل مقر القيادة في قبيلته التي تحرسها حراسة مشددة قدم زدران أدلةتفيد بأن القاعدة لها تنظيمات داخل المدينة. فقد عرض علينا خطابا مزورا من مؤسسة خيرية إسلامية وهمية. والتي تقوم بنقل حمولات خاصة بها إلى المدينة.ويديرها رجل من الإمارات مهمته الوحيدة أن يجمع الأموال لصالح مسلمي البوسنة.وقال زدران أن الخطاب الممزق الذي يحمل صورة رجل بغطاء رأس خليجي ويقول أن اسمه فهد محمد عبد الله تم اكتشافه في المدينة في نفس المكان الذي وجد فيه بعض المواد الكيميائية المخبأة والذي يقول زدران أنه أرشد القوات الأمريكية بالأمس عن مكانها.
وقال زدران أن الخطاب والأواني التي كانت تحوي مواد كيميائية لصنع القنابل والمتفجرات تعد إشارات بسيطة تؤكد أن مسئولي القاعدة متغلغلون في هذه المنطقة. ويعملون في الجبال في الوقت الذي يقوم فيه حلفاؤهم من الأفغان بالدخول والخروج من المدينة بدون أن يلاحظهم أحد. وينقلون إليهم الهاربين من العرب والباكستانيين والشيشانيين ويمدونهم بالمؤمن والمعلومات.
وقال زدران: «للأسف أن معظم كبار أفراد القاعدة من كل أفغانستان قد تجمعوا في منطقتي. والمشكلة تكمن في عناصر طالبان من الأفغان. فبدونهم لن يستطيع أفراد القاعدة الأجانب أن يعيشوا هنا. فهم يأتون إلى المدينة ليشتروا لهم الطعام ويرسلوه إليهم».
وقال القائد زدران الذي تظهر على عينيه الخضراوين مظاهر الإرهاق من العمل والذي يقول أنه يعمل ليل نهار وينام ثلاث أو أربع ساعات فقط إن مقاتلي القاعدة يحاولون أن يتجمعوا ضد القوات الأمريكية. وأضاف: «نحن في ورطة كبيرة. وهناك احتمال بأن يكون هناك هجوم كبير من أطراف المدينة الأربعة. وهناك احتمال أنهم ربما يحاولون أن ينصبوا فخا. وهم مهتمون فقط بقتل الأمريكان وليس القوات الأفغانية».
وقال زدران أنه يشعر بأن هناك احتمال هجوم وشيك على القوات الأمريكية. وسوف تكون هناك عملية كبيرة ضدهم. وقال إن أفراد القاعدة متمركزون في هذه المنطقة ولن يرحلوا. وهناك البعض من عناصر القاعدة يقومون بعمل الترتيبات اللازمة من أجل ذلك.
وهذا هو الأسبوع الثاني على التوالي الذي تحذر فيه قوات قبيلة بادشا خان من أن الهاربين من معركة شاهي كوت التي كانت مسرحا لعملية أنا كوندا قد تمركزوا في أماكن جديدة ويخططون للهجوم على القوات الأمريكية. وفي مساء الأحد تلقى زدران معلومات تفيد بأنه ما بين 200 إلى 300 من قوات القاعدة وطالبان تعسكرفي جبال القطط التي تسمى بذلك لأن تلك الجبال عادة ما تكون مليئة بالقطط.وهذا الجبل. مثله مثل الجبال الأخرى التي لجأ إليها أفراد القاعدة. مليئة بشبكات من الأنفاق والتي تم حفرها منذ أيام حرب السوفيت عام 1979 عندما قامت روسيا بغزو أفغانستان.
وأخرج زدران خريطة طبوغرافية للمنطقة وأشار إلى سلسلة جبال نائية وقال أن القوات الأمريكية لابد أن تقوم بالهجوم عليها في الحال. وقد تأكد زدران من وجودهم بعد أن قام أفراد من رجال القاعدة الذين أتوا من الجبال بزيارة أحد المساجد في المنطقة ومدرسة قديمة تسمى مدرسة الخليفة. وقال بأنهم بحضورهم إلى الصلاة في المسجد يحاولون أن يقيموا علاقات جيدة مع القرويين المحليين ويظهروا أنفسهم كمسلمين صالحين يقاتلون قوى أجنبية كافرة.
وقال زدران: «لقد ظللت أقول للولايات المتحدة بأننا يجب أن نقطع طريق المؤن والتموين على القاعدة وذلك لدفع القوات الأمريكية للإحاطة بالمنطقتين اللتين يتمركز فيهما أفراد القاعدة الهاربين. ولكن المعارضة الشمالية قالت لهم بأننا نحاول أن ندفع الولايات المتحدة لتقاتل أعداءنا نحن من قادة القبائل. ولكن ذلك غير صحيح على الإطلاق»، ومن المعروف أنه توجد أزمة ثقة في تلك المنطقة التي غالبيتها من البشتون وتحكمها قوات المعارضة الشمالية التي غالبيتها العظمى من الطاجيك.
والتقارير التي وصفت كيفية مرور أسامة بن لادن والظواهري في تلك المنطقة تؤكد على أن المسئولين الأفغان أنفسهم يواجهون مشاكل في التغلب على العادات الثقافية والعلاقات القبلية المعقدة والتي يبدو أنها جاءت في مصلحة تنظيم القاعدة. فطبقا لأحد التقارير. كان الظواهري مضطرا إلى أن يمر عبر إحدى نقاط التفتيش التي يحكمها زكيم خان. وهو أحد قادة الحرب الذي من المفترض أنه يعمل لصالح القوات الأمريكية. ولكن كما يقول أحد جواسيس زدران كان الظواهري يمر في حماية أحد أفراد نفس قبيلة زكيم خان. فلذلك أجبر زكيم خان على السماح لموكب الظواهري أن يمر في سلام.
وقال أحد القادة المحليين واسمه جولا جان أنه بينما كان مسافرا خارج قريته منذ أربعة أيام شاهد مجموعة من الناس يمرون عبر مدينة ساروزا في إقليم باكتيكا.وقال أنه وقتها كان يرتدي عمامة كبيرة سوداء وكانت لحيته سوداء كثة. ولذلك لم يفطنوا إليه وظنوه أنه من أحد المتعاطفين مع حركة طالبان وتنظيم القاعدة.
وبعد ذلك بنصف ساعة مرت مجموعة أخرى كان بينها رجل ضخم على جواد ويرتدي نظارة غامقة اللون وعمامة بيضاء. وكانوا يخاطبونه كما لو كان أفغانيا. ولكنه كان يرتدي معطفا جميلا. وكان برفقته اثنان من العرب الملثمين.
وقال جولا جان أنه نزل من على جواده وكان يمزح معه وتصرف معه بغاية الأدب.وقال ثم بعد ذلك قام ذلك الرجل ذو العمامة البيضاء بالتحدث إلى رفقاء جان باللغة العربية.
وسأل أحد أصدقائي قائلا: «أين مكان الأعداء؟ إنهم شنوا حربا لاستئصال الإسلام من على ظهر الأرض. إنها حرب صليبية من النصارى ضد الإسلام». وقال أن ذلك الرجل سألهم عن قوات المعارضة الشمالية والقوات الأمريكية. فقال له الآخرون:«نحن نخشى أننا ربما نواجههم قريبا. فدلنا كيف نتعامل معهم».
وفي أثناء حوارهم مع أهل القرية استطاع جان أن يختلس نظرة إلى صورة المطلوبين التي تتضمن صورة الظواهري. والتي كانت ألقتها الطائرات الأمريكية على المنطقة.وقد أكدت شكوكه فقد كان ذلك الرجل هو أيمن الظواهري نفسه.
وقال جان: «لم يكن معي هاتف وقتها. وإلا بدلا من ذهابي للتأكد من الصورة.كان يمكنني أن اتصل بقيادتي وأخبرهم عن مكانه". ولكنه أبلغ تلك المعلومات بعد ذلك بساعتين عندما رجع إلى خوست.
وعندما كان يتحدث مع الظواهري قال له: «نسأل الله أن يبارك فيكم وأن يحفظكم من أعداء الإسلام. لا تخبر أحدا عن المكان الذي أتينا منه أو المكان الذي نحن ذاهبون إليه».

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved