editorial picture

رسالة سلام من القمة لإسرائيل والعالم

وضع سمو ولي العهد العالم أجمع واسرائيل خصوصا أمام مسؤولياتهم تجاه السلام، مشيراً سموه في كلمته أمام القمة أمس إن إلى إسرائيل لا تستطيع فرض سلام ظالم، كما أن العرب عندما قرروا قبول السلام لم يفعلوا ذلك عن عجز.
والسلام، كما قال الأمير عبدالله يعبر عن اتفاق بين طرفين متساويين وبالتالي فلا سلام يقوم على القمع حسبما تتصور إسرائيل.
إن الشعب الإسرائيلي الذي خاطبه سمو ولي العهد وبطريقة مباشرة من على منبر القمة مذكراً إياه بأن خمسين عاماً من القمع لم تجلب له السلام، عليه أن يتفكر بإمعان في يد السلام الممدودة إليه ويبادر إلى تبصير قادته بمزايا السلام الذي يمكن أن يتحقق في مقابل العنف الذي لم يجلب سوى الدمار.
والمبادرة التي تقدم بها سمو ولي العهد إلى القمة أمس هي العنصر الأبرز في هذا اللقاء العربي الهام.
صحيح إن الغياب كان كبيراً في هذه القمة العربية لكن الصحيح أيضا إن ذلك لا يبنغي أن يحد من اغتنام هذه الفرصة التي يوفرها مثل هذا اللقاء الهام لدفع ما تتواضع عليه الأمة العربية إلى الأمام بما في ذلك توافقها الكبير على مبادرة الأمير عبدالله.
وقد بدا واضحاً في الجلسة الافتتاحية للقمة أن المبادرة تحظى بتأييد واسع ودعوات قوية لكي تتبناها القمة، وعلى هامش القمة، فإن الذين غابوا عنها زودوا وفودهم الممثلة لهم بضرورة مساندة هذه الخطوة الجريئة نحو السلام، فقد أوضح وزير الخارجية المصري في تصريحات له هذا الأمر، وفي داخل القمة جدد العاهل الأردني في كلمة تلاها نيابة عنه رئيس الوزراء الأردني التأييد للمبادرة مشيراً إلى أنها ركيزة أساسية للسلام الشامل.
تجديد التأييد للمبادرة جاء أيضا في كلمات المنظمات الدولية التي حضرت القمة.. بل إنها شكلت المحور الرئيسي لكلمات الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الأفريقية.
إن التحديات أمام الأمة تستوجب الخروج بأقصى ما يمكن من هذا اللقاء وبالطريقة التي تعزز القناعة الدولية، بأن العرب جادون فعلاً في المضي على طريق السلام إلى نهايته، فقد أفلحت المبادرة السعودية في بعث تلك القناعات، ويبقى على القادة العرب تفعيل كل ما يتصل بهذه المبادرة لكي تخرج من القمة كمشروع عربي للسلام.


jazirah logo