* رام الله من محمد السعدي رويترز:
حولت طبيبة فلسطينية المنزل الذي تعيش فيه ببلدة في الضفة الغربية إلى وحدة للولادة بعد ان احتل جنود اسرائيليون مدينة رام الله المجاورة وقطعوا سبل الوصول إلى المستشفيات.
وقالت الدكتورة شفاء الجوهري «40 عاما» انه منذ ان توغلت الدبابات الاسرائيلية في رام الله واقتحمت مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات يوم الجمعة الماضي وطوقت مكتبه فيما تصفه اسرائيل بأنه حملة ضد «الارهاب» وضعت اربع فلسطينيات بمنزلها الذي حولته إلى وحدة طبية وانهن والمواليد الاربعة في صحة جيدة.
وقالت طبيبة الولادة «الحوامل لا يستطعن السفر إلى رام الله ودائما تتأخر عربات الاسعاف أو ترد على اعقابها، لذا تطرق كثير من النساء باب منزلي طلبا للمساعدة».
وأضافت شفاء لرويترز عبر الهاتف من منزلها بعد ان انتهت لتوها من توليد فلسطينية جاءت إلى الدنيا المضطربة حولها بمولودة «لم أود أبدا العمل من المنزل ولم اتصور ان الامر سينتهي إلى هذا الحد». قضت الدبابات الاسرائيلية التي اقتحمت رام الله على مظاهر الحياة لحوالي 210 الف فلسطيني برام الله وبلدة البيرة المجاورة.
وتقول جمعية الهلال الاحمر الفلسطينية ان الجنود الاسرائيليين يعترضون دائما طريق رجال الاسعاف ويشهرون بنادقهم في وجوههم ويرغمونهم على الاستلقاء ارضا ثم يأمرونهم بالعودة ادراجهم.
وتنفي اسرائيل انها تعطل عمل الخدمات الطبية الفلسطينية.
ويقول فلسطينيون انهم ارغموا على التكيف مع الوضع وان كثيرات اضطررن إلى الولادة بالمنزل رغم الاخطار المحتملة.
وتقول سلوى النجيب وهي ايضا طبيبة ولادة محاصرة بمنزلها بضاحية في رام الله انها في احدى الحالات اضطرت إلى ارشاد نسوة عبر الهاتف إلى ما ينبغي ان يفعلنه لمساعدة فلسطينية في حالة وضع بعد ان تعذر على عربات الاسعاف الوصول إلى منزلها.
وقالت شفاء ان سناء عبدالوهاب «22 عاما» وهي من سكان بيتونيا الواقعة على بعد كيلومتر من رام الله لجأت اليها بمنزلها بعد ان فقدت الأمل في وصول عربة الاسعاف.
وأضافت «بفضل الله وحده انقذت حياة سناء ومولودتها بعد ان ظلت الأم تعاني آلام المخاض لأكثر من عشر ساعات».
واردفت قائلة ان ظروف الحصار اضطرتها لأن تلف المولودة في ملابس طفل عمره عامان.
تعمل شفاء تقريبا بلا اجهزة طبية وتستخدم احد اسرة بناتها والمتعلقات الشخصية لعائلتها في تأدية عملها.
وقالت ان «مستشفاها المنزلي» يفتقر إلى الادوية والامصال الضرورية التي عادة ما تعطى للمولود والام بعد الوضع للوقاية من الامراض، كما ان احتمال النزيف قائم.
وأضافت «تعرف ان في معظم المستشفيات المتقدمة قد تتعرض الام لمضاعفات ما بعد الولادة، لك ان تتخيل ما يمكن ان يحدث داخل بيتي المتواضع».
ومضت شفاء قائلة «في احيان لا يستجيب جسم المريض لعقاقير بعينها.. في مثل هذه الحالة ما عساي ان افعل».
وقالت شفاء ان العمل في المنزل أثر على حياتها الأسرية، فأمس الاثنين على سبيل المثال اضطر اولادها الخمسة إلى تناول الغداء عند الجيران لأنها كانت مشغولة بتوليد سناء بالمنزل لفترة تجاوزت عشر ساعات.
وأضافت في تخوف «لا يمكنني الاستمرار بهذا الشكل.» لكنها استدركت قائلة ان شعورا كبيرا بالرضا يعتريها بعد كل عملية ولادة ناجحة.
وقالت «انها عملية محفوفة بالمخاطر ولكن لا يمكنك ان تتخيل مقدار سعادتي عندما يسير كل شيء على ما يرام.»
|