Friday 12th April,200210788العددالجمعة 29 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

في وقت صار المعروف منكراً والمنكر معروفاً بين بعض الجيران في وقت صار المعروف منكراً والمنكر معروفاً بين بعض الجيران
جيران ينعمون بلا منكرات

*تحقيق: يوسف بن ناصر البواردي
لعلك تجلس في مجلس يجمع لفيفاً من الشباب وكبار السن يتبادلون الاحاديث الودية ويتسامرون فيما بينهم ثم فجأة تلحظ أن كبار السن تتعكر أمزجتهم وتتكدر افئدتهم إذا طرحت مواضيع الجيران والفرق بين جار اليوم وجار الامس، بل وبعضهم تدمع عيناه في المجلس حينما يتذكر تلك الايام بحلوها ومرها.. ولعل السبب معروف لدى القاصي والداني..فموضوع الجيران في وقتنا هذا من المواضيع الاجتماعية التي بدأت تفقد اهميتها وبدأت تفقد جوهرها الذي كان ملحوظاً في الماضي فهناك كان الجار يحرص على جاره ويأمره وينهاه ويعوده ويشيعه ويتألم لمصابه ويفرح لفرحه.. واما اليوم فللاسف الشديد الكثير من الجيران لا يعرف جاره الذي بجانبه ويتحاشى الدخول معه لأعذار واهية..
طرحنا موضوع الجار على بعض النخبة من أهل الرأي وفي زاوية تدور حول أمر الجار بالمعروف ونهيه عن المنكر وهل هذا الجانب مهم في حياة الجيران وما هو أثره وما هي عوائقه عند كثير من الناس حيث قمت في البداية بأخذ آراء بعض الجيران حول هذا الجانب فقد ذكر الشاب خالد الفرحان أن هذا الجانب مهم للغاية ويدل على حرص الانسان على توعية جاره وتنبيهه لاخطائه واذكر أن جاراً لنا سكن بجوارنا وجلس ما يقرب عشر سنوات لا نراه في المسجد ولا نرى إلا أبناءه في المسجد وكنا نناصحه وكان لا يستجيب وحينما توفي لم نفتقده إلا حينما رأينا الوضع عندهم مضطرباً فسألنا فقيل لقد مات!
أبو محمد التويم أيد وأكد على أهمية مناصحة الجار الذي لا يشهد الصلاة مع جماعة المسلمين مشيراً إلى فوائد الصلاة مع الجماعة حيث أنها تؤلف بين قلوب الجيران وتجعلهم يرون بعضهم البعض ويسأل بعضهم عن الآخر وإذا افتقد أحد الجيران تجد أن الجيران يهرعون إلى السؤال عنه ولربما وجدوه مريضاً فاطمأنوا على حاله.
أما الأخ محمد العلي فيؤكد على مسألة حسن الخلق بين الجيران موضحاً أن لها دوراً كبيراً في دعوة الجار وأمره ونهيه حيث أن الاخلاق الحميدة تكسب قلوب الناس فما بالك بجارك الذي يراك غالب الوقت..
أم عمر مديرة مدرسة تحفيظ نسائية لفتت الانظار إلى جانب الجارة لجارتها ومدى أهميته موضحة أننا في وقت لوحظ فيه تفكك الكثير من هذه الصلات فالجارة مشغولة باستمرار وربما تمر الشهور والأعوام ولا تزور جارتها بل ربما بعض النساء حينما تنصح في هذا الجانب ترد وتبين أنها ليست اجتماعية ولا تحب الدخول مع الناس، وبعض الجارات قد يجتمعن ويتزاورن وهذا أمر محمود ولكن المؤسف هو أن مجالسهن تصبح مجالس غيبة ونميمة وتفكه في اعراض المسلمات فتصبح هذه المنكرات هي ديدنهن ولو جلست في بيتها لكان خيراً لها.
الشيخ أبو سعد رجل كبير في السن ومؤذن أحد المساجد القديمة قال لنا كلاماً ملؤه الحزن حول وضع الجيران تجاه الصلاة في الوقت الحالي مشيراً أن الجيران في السابق كانوا يتعاهدون الجار الذي لا يصلي بالنصيحة والتوجيه والزيارة وكانوا يعدون الاسماء في صلاة الفجر نظراً لأهمية الصلاة في قلوبهم فكانوا يعطونهم كل اهتماماتهم ولذلك قلما تجد من يتخلف عن الصلاة فكانت هذه الصلاة ناهية عن الفحشاء والمنكر.
الأخ أبو اسلام نبه إلى مسألة ملحوظة وهي العداء بين الجيران وهو من المنكر المنهي عنه فبعض الجيران يحرص على أذية جاره ولربما حث أبناءه على ذلك معللاً أن ابناء جاره يؤذونه فتصدر منه التصرفات الهوجاء ولربما صفع أحد ابناء جاره وصارت المشاكل بل وأذكر أن جاراً دخل السجن بسبب ذلك.
والجار ذي القربى
وبعد هذه اللقاءات علق وتحدث فضيلة الشيخ عبدالله بن أحمد السلمان رئيس هيئة الزلفي حول الروابط والصلة بين الناس بكافة طبقاتهم حيث أنها كثيرة ومتعددة فهناك رابطة النسب والمصاهرة والقرابة وسائر اشكالها وانواعها ورابطة الزمالة والصداقة ثم رابطة المجاورة في المسكن والمتجر والعمل، مؤكداً أن الإسلام أوصى بالجار ورفع من قدره وأولاه عناية كريمة وعظيمة وحقوق الجار على جاره ليست باليسيرة ولذلك ربنا سبحانه وتعالى من عظيم حق الجار على جاره قرن حق الجار بعبادته وتوحيده سبحانه وتعالى فقال:(واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين احساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل) وكذلك نبينا عليه الصلاة والسلام اوصى بالجار في حديث عائشة وابن عمر رضي الله عنهما حيث قال: (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورّثه) ومن أهم وأعظم واجبات الجار على جاره نصحه وتوجيهه واسداء النصيحة إليه ومحبة الخير له على حد قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) فما بالك بالجار. مبيناً السلمان أن المشاهد تقصير كثير من الجيران بحقوق مجاوريهم وبخاصة ما تمت الاشارة إليه فلو أن كل جار قام بما يجب عليه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع جاره لاستقامت حال الناس جميعاً بإذن الله جل وعلا ولصلح كثير من فسادهم، وما فشو هذه المنكرات والتخلف عن صلاة الجمعة والجماعات إلا بسبب اهمال هذا الجانب، فالنصيحة واجبة للعموم وبالنسبة للجار فهي أوجب وآكد ومع ذلك قلَّ من يحرص عليها فتجد بعضهم له دور بارز وطيب في النصح والتوجيه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع أنه يوجد من جيرانه من يتعاطى المسكرات ويعلم بذلك ومنهم من لا يشهد الصلاة مع الجماعة اطلاقاً ومنهم من يتكاسل أحياناً ومنهم من يضع آلات الفساد والرذيلة في منزله وبين ابنائه ومنهم من يعق والديه أو يهجرهما والعياذ بالله أو يكون بينه وبين اقاربه شحناء وعداوة ومتلبس بكثير من المنكرات ومع ذلك لم يكن لجاره معه أي دور وكأنه لا يرى شيئاً وليس لهذا الجار أي حلق عليه وكأنه مستثنى من الأمر والنهي، موضحاً أن من هذا المنطلق تتزايد الشرور وتنتشر وتتفشى بين الناس ويستمرئها العامة بسبب اهمال هذا الجانب.
عوائق واسباب
الشيخ سليمان بن عبدالله الرضيمان مدير عام فرع الرئاسة العامة بمنطقة حائل تحدث عن أهم العوائق في امر الجار ونهيه مشيراً إلى انشغال الناس بأمور الدنيا في معظم الاوقات الأمر الذي ترتب عليه عدم معرفة الجار لجاره فضلاً عن أمره ونهيه وكذلك يرى بعض الناس أن امر الجار ونهيه هو تدخل في الأمور الشخصية وفي حريات الآخرين ومنها أيضاً كما يذكر الرضيمان أن بعض الناس يمنعه من أمر الجار ونهيه الخجل والحياء (وهذا من الحياء المذموم) والبعض الآخر يمنعه تقصيره في تطبيق المستحبات وفعله بعض المكروهات وقد يرى في نفسه أنه غير مؤهل لنصح الآخرين ونرد على ذلك بتطبيق قوله تعالى :(واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين احساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت ايمانكم) الآيه، وبقوله صلى الله عليه وسلم (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه) متفق عليه، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (قلت يا رسول الله لي جارين فإلى أيهما أهدي؟ قال: إلى اقربهما منك باباً) رواه الترمذي، وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) متفق عليه، وعن جرير بن عبدالله رضي الله عنه (بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على اقامة الصلاة وايتاء الزكاة والنصح لكل مسلم) متفق عليه مؤكداً فضيلته أننا لو عملنا بهذه الآيات الكريمة والاحاديث الشريفة وادركنا فضلها لانتفت هذه العوائق واصبح المجتمع مجتمعاً مترابطاً ومتماسكاً.
مجلس الحي
وحول الحلول المناسبة لبث واحياء هذه الشعيرة المباركة في قلوب الجيران يعود الشيخ السلمان ليؤكد على أن الواجب على الجيران أن يؤدوا واجب النصيحة بينهم وأن يكمل بعضهم الآخر وبإذن الله تشيع المحبة والخير بينهم وترتفع العقوبات والشرور عنهم وعليهم أن لا ييأسوا وأن يعددوا الأساليب واذا لم تجد النصيحة من شخص فلعل الله أن ينفع بالآخر وعليهم أن يستثمروا في هذا الجانب ولو أقل الاحوال اعذاراً إلى الله كما قال تعالى: (وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذاباً شديداً قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون) مؤكداً أن على المنصوح أن يتقبل النصيحة بصدر رحب وأن يحسن الظن بمن ينصحه له وأن يكافئه على هذه النصيحة بقبولها وتطبيقها وشكر مسديها وكذلك من الاحسن في هذا الجانب التعاون بين الجيران وتكوين مجلس للحي وقد طبق في بعض الاحياء ونفع الله به نفعاً عظيماً بحيث يجتمع أهل الحي ويتدارسون أمورهم وينصحون المقصر ويوجهون العاصي ويساعدون الضعيف وينتبهون لابناء الحي ويراقبون تصرفاتهم ويصلحون ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، ويحرصون على القضاء على المنكرات الموجودة في الحي من أهل البيوت والمحلات التي تبيع بعض الامور المحرمة وبالاهتمام بشأن نساء الحي بالطريقة التي يرونها مناسبة فلو أن كل حي قام بهذه المهمة وطبقها لحصل من الخير ما لا حد له ولا عد وعم الخير وانتشر وتوارى الباطل واختفى وما ذلك على الله بعزيز، مؤكداً كذلك الشيخ السلمان أن اعظم معين لذلك هو الاهتمام بشأن الجار وكسب وده وقلبه وذلك بأمور كثيرة منها اهداء الهدايا له واحسان جواره واجابة دعوته وحب الخير له والبشاشة في وجهه واطعامه من طعامك والسلام عليه بعد السفر وعيادته إذا مرض وتلمس احتياجاته ومتطلباته والذب عن عرضه والدعاء له والاحسان إلى أهله وابنائه وخدمتهم بما يستطاع واحتمال اذاهم وعدم تضخيم الاخطاء وتعظيمها وغض البصر عن المحارم وعدم الممانعة من احتياجاته والوفاء له ولو بعد رحيله وبذلك تصفو محبتهم وتقل عثراتهم وتحل محبتهم ويكثر خيرهم ويضمحل باطلهم وشرهم ومنكرهم وتنطوى عن المحاكم والهيئات والشرط قضايا كثيرة لا منشأ لها إلا عدم رعاية حق الجار.
الجار وحسن الخلق
الشيخ الداعية صالح بن محمد الحمودي أكد في مشاركته معنا على أهمية الاهتمام بجانبين مهمين ألا وهما الكرم مع الجار وحسن الخلق فهما الجسران اللذان يمهدان لكل نصيحة ولكل توجيه ونجد ذلك واضحاً جلياً في توجيه المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله (افشوا السلام واطعموا الطعام وصلوا الارحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام) فبعض الجيران نجد منه كرماً وتوجهاً لجاره قبل أن يسكن فنجد بعض الجيران يمد لجاره ما يحتاجه من الكهرباء والماء وغير ذلك وحينما يسكن جاره يدعوه لبيته ويكرمه ثم بعد هذه الاساليب الجميلة والدعوية نجد أن هذا الجار يتقبل من هذا الجار كل نصيحة وتوجيه في اي تقصير ملحوظ، وعلى العكس حينما نجد هذا الجار يسكن جاره بجانبه ولا يزوره ولا يسلم عليه ثم بعد ذلك يريد من هذا الجار أن يتقبل منه النصيحة والتوجيه.
المدرسة الأولى
وحول أهم الحلول العملية لربط الجيران بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتواصل مع فعل الخير والمسارعة إليه يشارك الشيخ عبدالله بن سليمان الوكيل إمام وخطيب جامع الشعيبة ورئيس مركز الهيئة بجلاجل ليحدثنا عن أهمية دور المسجد في هذا الجانب مؤكداً أن المسجد كان وما زال هو المحضن الأول الذي اعتنى به المصطفى صلى الله عليه وسلم وخرج منه أجيال الصدق رضوان الله عليهم (في بيوت الله أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال ü رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والابصار ليجزيهم الله احسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب) مشيراً الوكيل أن المسجد هو المحطة التي يستريح فيها المسلمون ويؤدون عبادة ربهم وما افترضه الله عليهم صغيرهم وكبيرهم فلقد كانت في العهد الأول معاهد للعلم ومنطلق المجاهدين والرابطة القوية بين المؤمنين، لا يتخلف عنها إلا معذور عن الحضور أو منافق معلوم النفاق، وفي الوقت الحاضر تغير حالها وساء تعامل الناس معها، مؤكداً الوكيل أنه ينبغي على إمام المسجد أن يقوم بدوره الاساسي في بيوت الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ودعوة جيران المسجد من المصلين وغيرهم بالحكمة والموعظة الحسنة والنزول لمستواهم جميعاً وخفض الجناح لهم مؤكداً كذلك أن تفعيل هذا الدور يدور حول بعض النقاط المهمة والتي من أبرزها قبل كل شيء أن يهيأ أئمة المساجد لهذا الدور العظيم فلا يتقدم أحد لإمامة المسجد إلا وقد عرف هذه المسؤولية التي ستلقى على عاتقه وذلك عن طريق وزارة الشؤون الإسلامية بالدرجة الأولى التي تعين الائمة بحثهم وتوجههم لعظم هذه المسؤولية وكيف ينبغي أن تستغل وحبذا لو أن الوزارة أقامت دورات لائمة المساجد في علاقتهم مع جيران المسجد وكيف ينبغي أن تكون وما هي الطرق التي يستطيع أن يسلكها الإمام لكسب مودة جيران المسجد ومحبتهم حتى يتسنى له دعوتهم والدخول لقلوبهم، ويستطرد الوكيل بقوله: وينبغي على الأئمة الذين منّ الله عليهم واصبحوا مؤثرين في مساجدهم وفي احيائهم ألا يبخلوا على الائمة الآخرين باللقاء بهم وتوجيههم واعطائهم الاساليب المناسبة التي سلكوها لدعوة المصلين من جيران المسجد وكسبهم، ويشير الوكيل بعد هذه الخطوة المهمة من تهيئة إمام المسجد لاداء مهمته إلى بعض الخطوات الضرورية المقترحة لاحياء شعيرة الأمر بالمعروف النهي عن المنكر في قلوب الجيران والتي منها اسغلال إمام المسجد للاوقات المناسبة للحديث على جماعة المسجد فيما ينفعهم من قضايا كثيرة ومتنوعة ومعاصرة ولعل افضل الاوقات بعد صلاة العصر وبعد صلاة العشاء، مشيراً الشيخ الوكيل كذلك لاستغلال المواسم لتوجيه المصلين كشهر رمضان مثلاً واذكر بهذه المناسبة ان امرأة كبيرة في السن اتصلت بي واخبرتني بأن ابناءها وهم جيران للمسجد اصبحوا يحافظون على الصلوات الخمس بسبب كلمة سمعوها في صلاة العشاء في رمضان حيث تذكر بأن الضرب لم يفد فيهم وكذلك تهديدهم إلى غير ذلك من الاساليب فبكلمة توجيهية من إمام المسجد لجماعة مسجده قد تؤثر فيهم ويصل صداها للبيوت ويستمعون لها فيتأثرون وبذلك يصبح إمام المسجد عوناً لرجال الهيئة وعوناً للآباء والامهات، وكذلك لابد لإمام المسجد أن يستغل ردة الفعل التي قد تحدث لبعض الناس من موت أب أو أم أو احد أفراد عائلته فنجده في الاصل لا يصلي ونصح قبل ذلك ومن نجده يصلي في وقت العزاء لأنه متأثر فلا بد أن يستغل إمام المسجد هذا الموقف للتذكير والموعظة والاعتبار.
المسابقات الاسرية
ويواصل الشيخ الوكيل بذكر الاساليب فيشير إلى اقامة المسابقات الاسرية للجيران باسم المسجد ومدى تأثيرها فنجدها تحتوي على مسابقة في العقيدة تارة وفي الصلاة واهميتها تارة وفي صلة الارحام وحقوق الجيران تارة اخرى وبذلك يلحظ من جرب من أئمة المساجد هذه الخطوة مدى تأثيرها على الاسر وربطهم بهذه الشعيرة العظيمة، وكذلك ينبغي على ائمة المساجد استغلال الدروس العلمية والاجتماعية وطرح الاسئلة على جماعة المسجد ومشاركتهم فيها وألا تكون جافة في طرحها بل محببة ومرغبة ويترك إمام المسجد المجال للصغير والكبير للمشاركة واعطاء الجوائز التشجيعية وبذلك يبادر الجيران للمسجد من أجل الاستفادة ويتنافسون من أجل الحضور، وينبه الوكيل في معرض حديثه إلى ملاحظة مهمة أن بعض المساجد يكون من بين المصلين ومن جيران المسجد من هو طبيب في مجال من المجالات ومن هو عالم في الشريعة ومن هو قاض فلماذا لا نفتح المجال لهم والاستئذان من وزارة الشؤون الإسلامية لكي يطرحوا كلمات في المسجد أو دروساً مستمرة لمن يستطيع منهم وهي فكرة طبقت في بعض المساجد ونجحت.
ويختتم الشيخ الوكيل ذكر الاساليب بالتنبيه لدور مركز هيئة جلاجل في هذا الجانب حيث يتم الالتقاء بأئمة المساجد لتفعيل هذا الجانب وكذلك يشير الوكيل لمسألة الهدايا فيشير إلى أن الهدية لها أثر بالغ في خدمة الدعوة وشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لدى الجيران موضحاً أن للمركز جهوداً في توزيع الهدايا المتنوعة والتي منها هدية المدرسة التي تعطى للطلاب باسم المسجد للعائلة وكذلك هدية العيد والتي تقدم في يوم العيد ابتهاجاً بهذه المناسبة.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved