Friday 26th April,200210802العددالجمعة 13 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

قصة الأسبوع قصة الأسبوع

من قصص الشجاعة
نومان الحسيني من الظفير نشأ شاباً قوياً شجاعاً ذهب الى آل عريعر في الاحساء إبان سلطتهم وقوتهم وزعامتهم وذلك عام 1135ه تقريباً كان الشيخ آنذاك منيع، طلب نومان من الشيخ ان يصير من رجاله فصار عند الشيخ أظهر فروسيته وشجاعته أثناء الحفلات واللعب على الخيل وبالسيوف والرماح. غار منه شباب آل عريعر وشباب النزل وحسدوه لكن الشيخ أخذ يقربه اليه لأنه رأى فيه الشجاعة والاقدام التي لم يرها في أبناء عشيرته وأخذوا يكيدون له الحيل.
في يوم من الأيام وهو لا يعرف النزل وأهله لأنه غريب قال لبعض الفرسان أريد أن أضع على رمحي «زراجة» والزراجة هي ريش النعام توضع بشكل خاص على رأس الرمح ولها شخص «امرأة» متخصصة تضع هذا الريش وهي علامة الشجاعة والاقدام والتحدي من الفارس أشاروا على بيت صغير. فقالوا: اذهب الى ذلك الحذر وقل يا أم فلان اخرجي وإذا خرجت أعطها الرمح وأخبرها بحاجتك فهي عجوز تعمل «الزراجة» ذهب الى الخدر ولم يعلم أنهم أرسلوه الى زوجة الشيخ أحسن وأجمل فتيات الحي التي لم يمض على زواجها شهر واحد وهم يريدون من ذلك السوء والشر لعل الشيخ يمسكه عندها وهذا طبعا من حقدهم وغيرتهم. ذهب نومان الحسيني الظفيري ووقف أمام الخدر وأخذ ينادي يا أم فلان اخرجي. خرجت الفتاة وإذا هي أجمل ما خلق الله فقالت: ماذا تريد؟! ظن أنها ابنتها. فقال: أريد أمك العجوز أم فلان. قالت: وماذا تريد منها؟ طبعا ليست أمها لكنها أرادت أن تعرف الحقيقة قال: أريدها أن تعمل لي زراجة على رمحي. قالت: ومن دلك عليها؟ قال: فرسان الحي. علمت زوجة الشيخ القصد وأخبرته أنها زوجة ابن عريعر وأنها سوف تعملها هي بنفسها وتخبر الشيخ وقالت: لا تخف ولكن بشرط أن تعمل عملا بطوليا يكيد هؤلاء الفرسان ويبيض وجهي عند الشيخ ثمنا لعمل الزراجة. فقال: أبشري. عملت له «الزراجة» الريش على الرمح ثم أخبرت الشيخ بكامل القصة فزاده تقديراً وحباً واكراماً عند الشيخ. أما أولئك الفرسان فهم يتمنون أن تحصل معركة دامية لعل نومان يقتل أو يهزم فيها فيشفي غليلهم، وكان هناك موعد لقاء بين الجربان وبين منيع بن عريعر تجهز فرسان آل عريعر ومن معهم من عربهم وعلى رأسهم نومان الذي أراد في هذه المعركة تقرير مصيره واظهار شجاعته ووفائه بعهده لزوجة الشيخ وأن يكون عند حسن ظن الشيخ، وفي ليلة الحرب وعندما قربوا من مكان المعركة والمكان «لينه» كانت في ذلك الوقت آباراً يقطن عليها الجربان من شمر وغيرهم.
أخذ نومان الحسيني ينامي فرسه ويخاطبها وهو متأهب للأمر الواقع فيقول:


يا سابقي ليلة قربنا اللينه
يا واهج بالصدر لوعنه تدرين
أوحط لك ذوب العسل ما تبينه
وباكر على حوض المنايا اتساقين
يسهج قطاتك كل شلفاء سنينه
عساك منها يا جوادي تعتقين
حمراء لنومان الحسيني ضنينه
تسوي امطارد تالي النوم بالعين

وفعلا حصل في الصباح ما حصل وأظهر شجاعة أذهلت القوم وأخذ قلائع من الخيل وقد توافقا هو وفارس من شمر يقال له ابن جدي وكل واحد رفض الاستسلام وبينهما ذود من الإبل اتفقا على قسمة الابل بالنصيفة طبعا وهما على فرسيهما فقال ابن جدي وبينهما أبرق ضربوها الأبرق والأبرق هو عبارة عن مرتفع من الحجارة الصغيرة ثم انقسمت الابل الى نصفين تفرقت عن الأبرق فقال الشمري «قسمها أبرقها» تخير يا جنوبي فصارت مثلا وانتهت المعركة وعاد آل عريعر وفرسانهم وعاد نومان ومعه أعنه الخيل التي قلعها ثم سلمها لزوجة الشيخ أشعلت النار واجتمع الفرسان وسادات العشيرة وكل أخذ يتشدق بالقول والفعل لكن نومان لم يتكلم أحضر الشيخ أعنة الخيل وقال: اللي فعل نومان وهذه قلائع خيله عندها عاد الغضب والغيرة اليهم ثم قالوا الكلمة التي أصبحت مثلا (عزمت به فرسه وإذا عزمتبك إنتخ)، فرد عليهم بالأبيات التالية:


قالوا عزوم وقالت سووا سواتي
أرخو لهن يا كار بين المصاريع
قلايعي عشر وهن مقفياتي
بالنافعي قطعت روس المداريع
وليا رضي مضنون عيني شفاتي
ذرنوح للرديان ذبابه الريع

زاد تقديري وتكريم الشاعر الفارس الحسيني الظفيري عند منيع بن عريعر.. رحمهم الله جميعا واستودعكم الله الى أسبوع مقبل وقصة جديدة.
ناصر المسيميري - الرس

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved