Wednesday 8th May,200210814العددالاربعاء 25 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

أريد أن أقول! أريد أن أقول!

انتهت جامعة الدول العربية من إعداد ملف مجرمي الحرب الإسرائيليين، وتم تقديم هؤلاء السفاحين إلى محكمة العدل الدولية في «لاهاي» بينما العالم كله تابع وقائع الجلسات واستمع مندهشا إلى الأحكام الصادرة بحق القتلة الذين اغتالوا أبناء شعبنا الصامد في فلسطين طوال خمسين عاما من عمر الزمان.
وها هي بعض مشاهد المحاكمات تتداعى إلينا عبر شاشات التلفزيون من كل الأحجام والمقاسات.
ها هو «شارون» «البغل» يبكي وهو يسمع الحكم بإعدامه رجما بالحجارة في قلب مدينة القدس عقابا له لما ارتكبه من مجازر في حق أبناء المدينة المقدسة.
أما «باراك» فلم تقبل المحكمة استعطافه وتبريره لأخطائه بأنها تمت تحت تأثير الأمريكيين، أفرطوا في تدليله ثم خدعوه وانه كان يبغي عمل معروف للعرب بفرض السلام عليهم ولو بالظلام.
وكانت محاكمة «نتانياهو» هي فاكهة المحاكمات، فقد تبجح أمام هيئة المحكمة الموقرة وألقى باللوم على العرب لأنهم أهانوه وهو رئيس وزراء على سن ورمح ولم يتورعوا أي العرب عن تقطيع اسمه ليثير بين الناس العفن والقذارة فيكرهونه، ويدفعونه إلى الاستقالة قبل أن يحقق أحلامه في المنصب المغري لكل سفاح من بني إسرائيل.
ونتابع في نفس المشهد كيف تصل الوقاحة بالمجرم نتانياهو إلى المطالبة بتعويض يدفعه العرب جزاء ما فعلوه معه، وما ألحقوه به من ضرر يتضاءل أمامه ما ارتكبه من جرائم في حق أبناء فلسطين.
لكن المحكمة لم تأبه لتوسلاته وحججه وتبريراته فاتخذت قرارها وأنزلت به عقوبة الإعدام رميا في بالوعة البيت الأبيض الأمريكي.
أما رابين الذي لعب دوره في عملية تعزيز مسيرة القتل وصاحبه موشيه ديان الذي لم يتمكن سوى من مشاهدة نصف الجلسات ورفاق الدرب ذاته مناحيم بيجين وجولدا مائير وغيرهما، فقد حكمت المحكمة الجنائية الدولية بتوقيع عقوبات مشددة عليهم بنسفهم من سجلات التاريخ ومنعت ورود ذكرهم على أي لسان.
وبهذه الأحكام «العادلة» لم تعد هناك أي مجزرة جديدة في حق الشعب الفلسطيني وتوقفت كل المباركات المعلنة وغير المعلنة من واشنطن للعدوان وخرج اللسان العربي من صمته وأخذ «يلعلع» في كل الأوساط، وغابت عن الشاشات مواكب الشهداء، واستعاد الفلسطينيون أرضهم ووطنهم واسترد العرب كرامتهم وعزتهم.
ولم يعد بعد تلك المحاكمة ل«الفيتو» الأمريكي مفعول أكثر من فعالية الصابون في الماء المالح.
لكن الإرسال توقف فجأة وعلى هزة من حفيدي الصغير حسين يوقظني بعصبية طالبا البحث عن حقيبة كتبه كي يلحق بمدرسته.
عندها أدركت أن الحلم كان جميلاً رغم أنه كان مليئاً بالأكاذيب، وتيقنت أن الحلم كان يعيش في نفسي ووجداني فحدقت بسقف الغرفة وأنا أردد: ما أجمل ما شاهدته في الحلم من أكاذيب وسامحونا على هذه الأكاذيب، فنحن لا نكذب. بل نتمنى.. ونتجمل.
حقق الله آمال كل العرب.. والشعب الفلسطيني المناضل وقريباً لا محالة القدس لنا والله معكم.

مالك ناصر الدرار

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved