Tuesday 14th May,200210820العددالثلاثاء 2 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

شدو شدو
في الكبسة والكوابيس ..!
فارس محمد الغزي

كلنا في الأحلام «شرق» أيها الأخ الذي لقب نفسه ب «مدمن الأحلام!» ، فأنى لي يا هداك الله أن «استكثر!» على الناس أحلامهم كما تقول في رسالتك. فإن تكن قد أدمنت الأحلام فإن «أخاك!» قد تخرج من كليات الكوابيس الليلية بمؤهل «روعات!» تنقصه الروعة، جنبا إلى جنب مع انخراطه بدورات نهارية من أحلام اليقظة كل صباح.
ففي المقالة التي أشرت إليها دعوت بالأحرى «وبعبارة واحدة فقط» إلى تقنين التكالب على تأويل الأحلام خوفا من أن تتحول أضغاثها في الأذهان إلى حقائق.
فالإنسان لا سيما في خضم ضغوط الحياة المعاصرة عرضة للسقوط في براثن الوهم الذي قال عنه اليونانيون القدامى «لولا الوهم لما عاش الأطباء».
فالتأويل غوص في التفاصيل، وتصديق الشيء تصديق لتبعاته، وهذا ما يعرف علميا ب «التنبوء المحقق لذاته Self Fulfilling Prophecy .عليه فليس من الضرورة أن كل حلم يراه الإنسان يسعى إلى تأويله، فصدق قاعدة «ما كل ما يعلم يقال» ينسحب كذلك على عبارة ما كل ما يحلم به يتم تأويله.
أما تمثلك بالقول العامي الذي نصه: «قال وش حدَّك على المر قال اللي أمَر منه» فصدقني إنني أفهم المضامين المقصودة بذلك، فالواقع قد يجبر أحيانا الفرد على الركون إلى أحلامه، فيستنسخ منها حينئذ واقعا غير واقعي، ولهذا فهناك معضلات لا يعالجها مثل تجاهلها واعتبارها جزءا مما أطلق عليه ابن خلدون وصف «الجهل غير المضر».
بالمناسبة هناك أحلام نموذجية مألوفة: Typical dreams والنموذجي هنا يعني المكرور والمعتاد، وفي هذا المنحى يقول العلم إن أحلام الفرد تقررها ثقافته التي هي طبيعة وطرائق فكره وسلوكه، إذن فقل لي ما هي «جنسيتك» أقول لك ما نوع أحلامك: على سبيل المثال فمن ضمن الأحلام المعتادة في الغرب ما يتمثل في رؤية الفرد لنفسه في الحلم «عاريا» ، بينما في المجتمعات الفقيرة التي تعتمد على رعي البقر كما في غانا على سبيل المثال ينتشر هناك الحلم الذي يجد الفرد نفسه فيه تطارده «الأبقار»، في حين أن المجتمعات التي تكثر فيها النميمة والخداع عرضة لأن تشيع فيها أحلام مطاردة الثعابين والقطط المتوحشة، ومما يبدو فلنا في هذا الحلم نصيب وإيما نصيب.
أما في المجتمعات البدائية فتنتشر فيها أحلام «السعالوة جمع سعلو» مثل أن يحلم الفرد بوجبة قوامها رأس إنسان «ولا أشهى!» ، جدير بالذكر أن هذه المعلومات موثوقة وموثقة علميا كذلك، وقد قرأتها مؤخرا في كتاب باللغة الإنجليزية يبحث في آفاق الأنثروبولوجيا النفسية..

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved