Tuesday 14th May,200210820العددالثلاثاء 2 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

دفق قلم دفق قلم
بناتُ الوطن
عبدالرحمن صالح العشماوي

ماذا يريد الوطن من بناته؟ وماذا يريد المجتمع؟ وماذا تريد الأمة؟
ما الدور المنتظر من فتاة هذا العصر؟ وماذا يمكن أن تقدِّم؟
أسئلة كثيرة نقف عند واحد منها:
ماذا يريد الوطن من بناته.. وماذا يريد العالم الإسلامي من بنات الوطن؟
وما دور المرأة السعودية في هذه المرحلة؟
أسئلة مهمة.. في مرحلةٍ مهمة.. من حياة الأمة.
أسئلة تحتاج إلى إجابة واعية متزنة، منبثقة - بلا مجاملات - من شريعة الإسلام، منضبطة - بلا مسايرات ولا تجاوزات - بضوابط الشرع الحكيم.
أسئلة مهمة تحتاج إلى إجابة من العلماء الذين يعرفون أحكام شرع الله معرفة صحيحة، ويعرفون واقع العصر الذي نعيش فيه معرفة عميقة مستوعبة..
تحتاج إلى إجابة بعيدة عن الغَمْغَمات من أرباع المثقفين والمثقفات، وأثمان المفكرين والمفكرات، وأعشار الصحفيين والصحفيات..
ماذا يريد الوطن من بناته؟
هل يريد أن يراهن غاديات رائحات، لحضور المؤتمرات والندوات، بلا ضوابط شرعية، ولا آداب مرعيَّة؟
هل يريد أن يراهن في هولندا، أو غير هولندا لإجراء أفلام وثائقية، عن حياتهن العملية؟
هل يريد الوطن من بناته أن يراهن جالسات على مائدة مستديرة في برنامجٍ مثيرٍ في إحدى الفضائيَّات، يعرضن من خلاله أفكارهن في السياسة والاجتماع والفكر والفن والحرب والسلم وقد تداخلت في وجوههن ألوان الطيف، وبدت على أزيائهن خطوط أحدث أنواع التصاميم العالمية؟
هل يريد أن يُسجِّلن حضوراً - كيفما اتفق - في عافوس ودافوس وما كان على شاكلتها من مفردات القاموس؟ وغير القاموس؟!
هل يريد الوطن من بناته أن يظهرن وجوهاً مصبوغة على أغلفة المجلاَّت، حرصاً على الظهور نفسه حتى يُوصَفْن بالتقدُّم والتطور؟؟
ماذا يريد الوطن من بناته؟؟
سؤال موجَّه إلى الوطن، فماذا قال الوطن؟
ماذا قال الوطن المستظل بظلِّ شرع الله، الذي يبذل الخير للناس كلِّ الناس في كلِّ مكان، والذي يستقبل عشرات الآلاف من ضيوف بيت الله الحرام كل يوم، ماذا قال وطن الراية التي تخفق بكلمة «لا إله إلا الله محمد رسول الله».
الوطن الغالي ابتداءً من خادم الحرمين الشريفين، وانتهاءً بأصغر طفل ترى عينه الدنيا يقول:
يا بنات وطننا الغالي.. الأمر أكبر مما يتخيله بعض الذين لا يرون أبعد من مدى أناملهم المشغولة بجهاز «الرِّيمونت» الذي ينقلهم من قناة إلى قناة.
ليس الأمر كما تظنه بعض النساء اللاتي لم يدخلن دائرة الوعي الصحيح بما يُراد ومَنْ يريد، النساء اللاتي ظنن أن إثبات شخصية المرأة لا يتحقق إلا بالحرية المزعومة بمفهومها الغربي المشوَّه، أو بمسايرة ما يجري في بعض المجتمعات العربية التي ضلَّت الطريق.
الوطن الغالي يقول لبناته:
إني أرفع رأسي بنماذج مضيئة من بناتي الواعيات المثقفات اللاتي حملن من العلوم أجلَّها، ومن الثقافة أقواها وأشملها مع أنهنَّ محتشمات،ولربهنَّ عابدات، إنهن مثال حيٌّ للمرأة المسلمة الواعية الناضجة فكرياً وثقافياً،مع أنها في موقعها الذي شرعه الله لا تحيد عنه ولا تميل.
الوطن الغالي يقول لبناته:
هيَّا.. أضِئن قلوب الأجيال بنور الإيمان، فالعالم الإسلامي ينظر إليكن بعينٍ نُقِشَتْ على شبكيَّتها صورة الكعبة والمسجد الحرام والمسجد النبوي، يهفو إليكن بقلوبٍ تخفق بحبِّ خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، والعالمة المعلِّمة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما، وحفصة بنت عمر، وصفية بنت حُيِّي، وأمِّ سلمة،وأمِّ عمارة رضي الله عنهن جميعاً.
بنات الوطن المخلصات هنَّ اللواتي يعطين أروع العطاء، وهنَّ على عرش الحشمة والستر والحجاب.. ويعلمن أنَّ الدين ليس بالأهواء، ولا بالغمغمة والالتواء، فالدين أوضح من الشمس في رائعة النهار.
إشارة:


أختاه يفقد هذا الكون معناه
لولا رضانا بما يقضي به الله

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved