editorial picture

هجمة شرسة ضد السلام

عندما تبنت قمة بيروت العربية مبادرة السلام العربية سارعت إسرائيل بالرد على يد السلام الممدودة إليها بعدوان جديد في الضفة الغربية، والآن بعد رسالة السلام الجديدة التي وجهتها القمة الثلاثية في شرم الشيخ رد حزب الليكود الإسرائيلي برفض قيام الدولة الفلسطينية.
الخطوة الإسرائيلية الجديدة المناوئة للسلام تشكل اختباراً للمواقف التي عبّرت عنها الولايات المتحدة مؤخراً والمؤيدة لقيام الدولة الفلسطينية، حيث أكد الرئيس الأمريكي على ذلك أكثر من مرة، كما كانت واشنطن وراء قرار مجلس الأمن الدولي 1397 الذي دعا إلى قيام دولتين فلسطينية وإسرائيلية.
والمطلوب من واشنطن الدفاع عن التزاماتها بهذا الصدد، وأن تسهم بصورة فاعلة في الجهد العربي الذي يستهدف التسوية وأن تعزز رسالة السلام الجديدة في قمة شرم الشيخ والتي جددت التزام العرب بخيار السلام، خصوصاً أن قرار حزب الليكود يهدف إلى سد السبل أمام التسوية السلمية النهائية التي ستؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية، وهذا أمر يصطدم بالمواقف الأمريكية التي أشرنا إليها والمؤيدة لقيام الدولة.
وعلى كل حال فقرار حزب الليكود ليس جديداً لكن توقيته يظهر إلى أي مدى يخشى غلاة المتطرفين الصهاينة من الزخم الذي بدأت تكتسبه مسيرة السلام والإرادة الدولية المؤيدة لها استجابة لتحركات عربية دؤوبة تتمحور بشكل خاص حول مبادرة السلام العربية التي تعتمد على مقترحات الأمير عبدالله للسلام.
ويطرح الموقف الإسرائيلي الجديد تحدياً للمجتمع الدولي بشكل عام، وعلينا الآن أن نتابع كيف يتصرف العالم بكل ثقله.. فهل سيتصدى لهذا التحدي الواضح والصريح أم ينكفئ على نفسه تاركاً المجال أمام فترة أخرى من الفوضى والعنف إلى أن تطال نيران الأزمة تخوم الدول الكبرى ومن ثم تبدأ في التحرك، ويومها يصبح من الصعب تبين خيوط التسوية والحل.
أما الآن فقد حانت اللحظة المناسبة لمواجهة إسرائيل دولياً وتنبيه غلاة المتشددين الصهاينة أنهم لن يستطيعوا التلاعب بالحقوق الفلسطينية وبأمن واستقرار العالم.


jazirah logo