Friday 24th May,200210830العددالجمعة 12 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

هل مردها ضعف كفاءة بعض المعلمين؟! هل مردها ضعف كفاءة بعض المعلمين؟!
الدروس الخصوصية ظاهرة سنوية تسبق الامتحانات

تحقيق ابراهيم بكري
«يكابد الأهالي مع اقتراب مواعيد الامتحانات أضعاف ما يعاني أولادهم»، على حد قول «أم محمد»، فهي على سبيل المثال.. تسهر إلى ما بعد نوم ولديها محمد وسهى.. ترتب كراساتهما المدرسية.. وأوراقهما المتناثرة في أرجاء غرفة الجلوس.. ومن ثم تجهز إفطاراً مليئاً بالبروتينات المنشطة.. إكراماً لليوم المرتقب.. يوم الامتحان.. وذلك رغم تأكيد زوجها تكراراً بأنه لا علاقة بين كمية الطعام ونوعيته.. بإنتاج ولديهما الذهني لتحسين أدائهما في الامتحان. ولا تختلف السيدة «أم عبدالرحمن» كثيراً عن «أم محمد» في إحاطتها الدائمة لكبرى بناتها، سوى أنها ترافقها حتى «عتبة المدرسة» تشد من عزيمتها وتستذكر معها بعض ما ييسره «ازدحام السير» من وقت لاسترجاع أهم المعلومات..
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، واشارت أم عبدالرحمن ان ابنتها في المرحلة الثانوية الأخيرة مرحلة الخطر وتحديد المصير ولذلك اسهر طوال الليل مع ابنتي لكي احفزها لمواصلة المذاكرة للحصول على اعلى الدرجات. ونسأل الأمهات والآباء عن أسباب هذا الوضع المأزوم؟ هل هو «ضعف الثقة» بأولادهم الممتحنين.. أم هي «رهبة» الامتحان التي يعاني منها الطلاب.. فيقع بين براثينها الآباء.. أم أنها تعود للاسترخاء الطويل للطلاب إلى ما قبل موعد الامتحانات بوقت قصير؟
يقول الأستاذ «محمد السويدي وكيل مدرسة»: إن الامتحان لم يعد «وحيداً» في قائمة اهتمامات الطلاب فالتلفزيون، والفيديو، والهاتف والموبايل والإنترنت.. «ألخ» منه وحتى الرياضة!.. تأخذهم بعيداً عن التركيز وتشكّل عوائق أمام الاستذكار الجيد.. فتتحول الامتحانات في نهاية السنة إلى «كابوس». ويتابع، لافتاً ان لائحة «المكروهات» عند الطالب طويلة، تبدأ بالمدرسة والكتاب وتصل إلى «الطاولة» التي يجلس اليها.. وليس «وهم» الامتحان إلاّ واحداً من نتائج هذه العلاقة المرتبكة بين الطالب والمدرسة من ناحية.. وبين الأهل والطالب من ناحية أخرى.
حالة الطوارئ المنزلية
أما عن انعكاسات هذه الظاهرة وتأثيرها على نتائج الطلاب، فيقول الأستاذ ناصر فقيهي مدير مدرسة منامة بصبيا: ان الحلول عند الطلاب موجودة دائماً، والطالب يستشعر الخطر قبل فوات الأوان.. فيبدأ بالضغط على نفسه إلى حد الإرهاق، يساعده على ذلك.. إعلان الأهل حالة طوارئ منزلية، لا تتوقف عند حد الاستغناء عن الحياة الاجتماعية العادية.. بل تتعداها إلى الضغط على أستاذ التعليم الخصوصي حتى يصب اهتمامه على ولدهم «الغالي». ويؤكد أن بعض الأهل الميسورين يحوّلون البيت إلى مدرسة ثانية، فلكل مادة أستاذ خصوصي، وهم يحاولون جهدهم ان يكون الأستاذ المنزلي هو نفسه أستاذ المدرسة التي يتابع فيها ولدهم الدراسة.. ويستدرك الأستاذ ناصر فقيهي، ليقول: إن إدارات المدارس التي تحترم نفسها تمنع حصول مثل هذا الأمر. ويرد «محمد حكمي» ب «حرفة»: نعم استعنت بمُدرس ابني في الصف، ليقوم على مساعدته في استذكار الدروس.. ومن أدرى منه بنقاط الضعف عند أحمد؟ لكن في النتيجة وبعد سنتين من التكاليف الباهظة اكتشفت أن ذلك المُدرس كان يكتفي بإصدار تعليمات بكتابة «الواجبات المدرسية» لابني.
رأي مدرس خصوصي
وحين نشير بالتجارب السلبية والفاشلة لطلاب بسبب المدرس الخصوصي، قد يخفف من ظاهرة استعانة الأهالي بالدروس الخصوصية، يضحك الأستاذ «علي محمود» لافتاً إلى أن الأساتذة الخصوصيين خفضوا «تعريفة» الساعة، فبعد أن كانت ساعة الرياضيات أو اللغات الأجنبية ب 80 ريالاً أضحت اليوم بين 40 أو 50 ريالاً ويؤكد بأن الأهالي الحريصين على مستقبل أولادهم يلجؤون للمدرس الخصوصي الذي يساهم مساهمة فعالة لتحقيق النجاح والدرجات العالية والتجارب الماضية تؤكد ذلك.. لكنه يستدرك ليقول: إن أولاد الفقراء يعلّمون أنفسهم بأنفسهم.. وأهاليهم منشغلون بتحصيل الرزق.. بينما يحمل بعض أهالي أولاد الطبقة المتوسطة حقائب أولادهم إلى المدرسة.. أما ميسورو الحال فلا يشعرون ب «موسم الامتحانات»، ولا تمر عليهم كوابيس آخر السنة المدرسية».
الطلاب والغش
اوضح الطالب خالد الحازمي شعوره بالرعب عشية الامتحانات، فيقول: إنه «هَمّ» لا بد منه.. ويؤكد أنه يبدأ بالاستذكار «المضغوط» قبل أسبوع من موعدها، ويعتمد على نفسه في ذلك.. لا يشعر بضغط من أهله «ويكفيني ضغط الامتحان»، وعما إذا كان يمارس «الغش» ابتسم وقال: نعم من حين لآخر، مشيراً إلى أن هناك مُدرسين لا يضبطون الصف. وأكد الحازمي أن من أصل 27 طالباً في صفه.. هناك ما يقارب النصف «يغشّون». هذا فيما يتنهد الأستاذ «احمد زيلعي» حين تسأله عن «الغش المدرسي..
ويقول «رزق الله» على أيامنا حين كان الغش «التقليدى» يقتصر على الأقاصيص الورقية، وعلى السماح للنظر بأن لا يصل أكثر من ورقة زميلك المجاور.. ويتذكّر حادثة حصلت معه العام الفائت.. حين ضبط أحد الطلاب متكئاً بيده على أذنه ويده الأخرى في حالة «إسهاب» كتابي.. وإذا به يخفي «موبايل»، وشريط اللاقط الصوتي «الإيرفون» يختفي في طيات ملابسه. أما الأستاذة «نورة محمد» المدرسة في إحدى أشهر المدارس الخاصة.. فاكتشفت «الغش عبر الموبايل» بالصدفة؛ إذ إن شاشة جهاز الكمبيوتر خاصتها لم تتوقف عن الاهتزاز، لا سيما بعد توزيعها الأسئلة، فداهمتها الشكوك بأن أحدهم يستعمل الهاتف النقال.. و«هكذا التقت ب «الغشاش الإلكتروني» حسب تعبيرها وتوصلت إلى ما كانت تعتقده مستحيلاً: التطور والتكنولوجيا في خدمة الغش المدرسي.
بيع وتسريب الأسئلة
ورغم أن حلاً لهذه المعضلة الجديدة قد شق طريقه الشهر الماضي، حين بادرت وزارة المعارف إلى إجراء امتحان تجريبي يفيد من خلاله الطالب والاستاذ (وعلى هامشهما الأهل) لكن ظاهرة تسرب الأسئلة اصبحت من أهم الظواهر السلبية التي تعيق اهداف وزارة المعارف - حول ذلك يقول أحد الطلاب (رفض الأفصاح عن اسمه) ان تسرب الأسئلة حاصل في أغلب المدارس وذلك لضعف الوازع الديني عند بعض المدرسين الذين يفضلون المادة وأكد بأنه في اختبارات الفصل الأول تسربت أسئلة أكثر من مادة خاصة المواد العلمية. وأضاف الطالب أحمد خالد قائلاً بأن علاقتي الشخصية بمدخل البيانات بالمدرسة جعلتني احصل على اغلب اسئلة الاختبارات منه في العام الماضي ولسوء حظي ان مدير المدرسة شك في ذلك ونقله لمدرسة اخرى.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved