Saturday 8th June,200210845العددالسبت 27 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

كأس العالم.. الحدث الذي نعيشه رياضيا.. الدور الذي نفتقده إعلاميا.. كأس العالم.. الحدث الذي نعيشه رياضيا.. الدور الذي نفتقده إعلاميا..
ما نقرأه ونشاهده في إعلامنا.. أقل من الحد الأدنى المطلوب في الإعلاميات الدولية
د.علي بن شويل القرني

كأس العالم اجتمعت فيه هذا العام اثنتان وثلاثون دولة تشارك في منافسات رياضية كروية.. حدث ضخم وكبير كل أربع سنوات يتجه إليه أكثر من بليون شخص حول العالم ليتابعوا فعاليات هذا الحدث.. نحن في المملكة والعالم العربي والإسلامي نشارك على استحياء في هذه الفعاليات الرياضية، وعادة ما نكون على هامش القوة الرياضية الضاربة التي تحركها مجموعة دول من أوروبا ومن أمريكا الجنوبية.ولكن السؤال الذي نطرحه اليوم، هو ماذا أسسنا من أطر استفادة من هذه المونديالات الدولية، على صعيد التعريف ببلادنا، وشرح مواقفنا، وتعزيز مكانتنا، وترسيخ قيمنا، والدفاع عن قضايانا الوطنية والعربية والإسلامية..؟ هل وضعنا آليات استفادة واضحة من حضورنا لمثل هذه الاحتفالات والمناسبات الدولية..؟ وبمعنى آخر.. هل كانت لدينا خطة إعلامية واضحة وسياسات اجتماعية مدروسة لتوظيف هذا الحشد الهائل من مسؤولي العالم، وجماهير الدول، ومشاهدي هذه الأحداث المتابعين للفعاليات الرياضية المختلفة في كل أنحاء العالم.. وتوظيف هذا الحضور بما يفيد أهدافنا وينجح طموحاتنا..؟
لا أظن أن شيئا مثل هذا قد حدث.. فلا أظن الجامعات تحركت، ولا الأندية الثقافية نشطت، ولا السفارات المعنية تفرغت، ولا وسائل الإعلام تفاعلت، ولا مؤسسات الاقتصاد والشركات والقطاعات الخاصة دخلت مثل هذه المساحة الجديدة في الإعلام السعودي الدولي والعربي الدولي والإسلامي الدولي.. الجهات التي تحركت فقط هي ربما الأجهزة الرياضية المعنية بالضرورة بتمثيل المملكة في هذا المونديال الكبير.. وكون هذا التمثيل ذا تركيز متخصص في مجال الرياضة فقط دون أن يتعدى إلى مستويات أخرى إعلامية أو ثقافية أو اجتماعية، ناهيك عن السياسية والاقتصادية..بطبيعة الحال يأتي الحديث اليوم متأخراً إلى أقصى درجة، فلربما لو تحدثنا عن مثل هذا الموضوع قبل أشهر من هذه المناسبة، لكان هناك بصيص أمل في أن نتحرك بأفكار ومشروعات وطموحات تصب في تحقيق الهدف الاستراتيجي الإعلام الثقافي الكبير للمملكة.. ولكن الآن يتأخر الفعل، ولا يمكن أن نقدم شيئا يذكر في تفعيل أي نشاط حالي أو تدويل أي فكرة سعودية نموذجية، أو تعزيز أي موقف سياسي أو اقتصادي وطني أو عربي.. ولكن ينبغي التوضيح هنا، أننا كثيرا ما نردد مثل هذا الكلام ونطرح مثل هذه الأفكار في محاولة منا في تفعيل دور الإعلام والثقافة وتشهير مؤسسات المجتمع والسياسة في مثل هذه المحافل الدولية، والمناسبات العالمية. وكلما أطل علينا نجاح سعودي في مناسبة دولية أكدنا ضرورة أن نتوج ذلك بحضور إعلامي كبير ونشاط ثقافي مميز.
والسؤال الذي نوجهه اليوم.. لماذا لا نفكر في الإعلام إلا متأخراً، ولماذا يكون اهتمامنا بالإعلام بعد الأحداث وليس قبلها.. وفي إطار التقييمات وليس في إطار التأسيسات لمثل هذه المشروعات والاحتفالات والمناسبات؟ ولو كان الإعلام متصدراً اهتماماتنا وقراراتنا لوضعناه على اليمين لا على الشمال، وداخل مجموعات القرار لا خلف السلاسل الفاصلة بينه وبين أصحاب القرار.
المشكلة الأساسية أننا جميعاً ندرك أهمية الإعلام، ونعرف مدى النجاح الذي نحققه من خلال الواجهات الإعلامية المتخصصة.. وعلى الرغم من ذلك فلا نعير الإعلام بالا، ولا الإعلام مكانة تهيئة إلى القيام بدور أساسي في تفعيل المناسبات وتعزيز المواقف وترسيخ القيم. نظن أن الاهتمام بالإعلام يتمثل في اصطحاب مندوبي الصحافة والإعلام معنا في مناسباتنا وزياراتنا الخارجية والداخلية.. ونعتقد أن نجاح الإعلام يتمثل في نشر هؤلاء المندوبين ومراسلي الإعلام قصصهم الإخبارية وتحليلاتهم في صحفنا ووسائل إعلامنا المحلية.. وهذا رغم أهميته فهو يشكل جزءا أقل من الحد الأدنى المطلوب من النجاح الإعلامي الدولي للمملكة.
ينبغي أن نعمل جميعا في تكوين فرق عمل إعلامية تعمل جنباً إلى جنبب مع أصحاب القرار المتخصص في بناء تجهيزات واعية وبرامج مدركة يتم التخطيط لها بهدف انتهاز فرصة المناسبة لضخ رسائل إعلامية سعودية دولية إلى كل الاتجاهات..
ونحتاج إلى نقاش مسموع وأصوات جريئة للتعرف على الدور الذي ينبغي أن تعمل في ضوئة أجهزة الإعلام، وتسعى إلى تحقيقه من أهداف وغايات تصب في إطار الأهمية التي يكتسبها الإعلام والأهمية التي يخطط لها المجتمع.

* رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لعلوم الاتصال - أستاذ الصحافة والإعلام الدولي

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved