لونارد - لندن:
يضم المتحف البريطاني الذي يقع بوسط مدينة لندن مجموعات نفيسة ونادرة من المخطوطات والكتب والقطع المعدنية والفخارية والعملة النادرة التي تعود لمئات السنين وتضم مختلف الحضارات والثقافات المختلفة. وقد جمعت هذه المجموعات النادرة خلال الحملات الاستكشافية التي تعاقبت على الشرق والبلدان المختلفة اما من خلال حملات المستشرقين أو من خلال الحملات الاستعمارية المتعددة التي حفلت بها كتب التاريخ الانساني التي تصف الغزوات والحروب المتعاقبة. فيما تم اقتناء بعض هذه المجموعات النادرة اما من خلال الشراء أو كأعطيات وهدايا على مدى فترات زمنية طويلة.
ويفتح المتحف أبوابه للزوار يوميا مجانا وبدون رسوم دخول حيث يتمكن الزائر من التجوال عبر العديد من القاعات المصنفة تاريخيا وضمن الثقافة والحضارة التي تعود إليها المعروضات. ويضم قاعة تضم أبرز المقتنيات من الحضارة المصرية في الفترات الفرعونية وأساليب التحنيط التي برع فيها المصريون القدماء، بالاضافة إلى قاعة خاصة بالفن الإسلامي، وتضم نماذج بديعة من المخطوطات والخطوط العربية الإسلامية واللوحات الفنية البديعة، بالاضافة إلى مقتنيات من التحف المعدنية والاواني الفخارية (وهذه القاعة هي رقم 34 لمن يزور المتحف لدى زيارة لندن) وتقدم نبذة تاريخية مختصرة عن تاريخ وتطور الفن العربي الإسلامي، منذ مطلع الفترات الاموية والعباسية وحتى القرن العشرين حيث يضم المتحف بين مقتنياته نماذج معاصرة من الفنون التشكيلية وبخاصة فن الخط العربي وآيات من القرآن الكريم رشقتها أنامل بعض الخطاطين المسلمين المعاصرين. وتضم المعروضات أيضا شريحة جغرافية واسعة من الهند شرقا وحتى بلاد المغرب العربي غربا، كما يتوافر بالمتحف (تحت الطبع) دليل خاص باللغة العربية لمن أحب التزود بمعلومات حول القاعات المختلفة ومحتويات كل قاعة.
وقد تم مؤخرا افتتاح الفناء الرئيس الضخم للمتحف الذي يعد من روائع فن المعمار الحديث، ويستحق مشاهدته والتجوال به لمن سبق له زيارة المتحف قبل افتتاح الفناء، وذلك لبراعة فكرة انارة الفناء وطريقة توزيع المعروضات، ومن الجدير بالذكر ان بناء المتحف البريطاني قد استغرق ثلاثين عاما لم يغلق المتحف أبوابه خلالها يوما واحدا أبوابه للجمهور، فيما استغرق بناء الفناء الرئيس الضخم ثلاثين شهرا.
ويضم المتحف إضافة إلى كل ما ذكر قاعات درس ومطالعة خاصة للباحثين حيث يمكنهم مراجعة ومطالعة المخطوطات والمراجع التاريخية بأذون خاصة، ولعل يوما للتجوال ضمن المتحف قد يفي بإشباع فضول الباحث للمعرفة، اضافة لما تمثله زيارة المتاحف عموما من الجمع بين الترفيه وبين الثقافة التي نحتاجها دوما بأساليب متعددة منها زيارة المتاحف. كذلك ينظم المتحف دوريا العديد من المحاضرات المتخصصة التي يمكن للعموم حضورها ويعلن عنها ضمن منشورات المتحف لدى زيارته والتي تمثل خلاصة التطورات العلمية في مجالات البحث والاستكشافات الاثرية والتاريخية والتي تتنوع بين مختلف الثقافات والحضارات. ولعل ابرز انجازات العرب والمسلمين ما تزال ماثلة امام المهتمين والباحثين وإن كانت - للاسف - ليست معروضة في مواطنها الأصلية.
لونارد - لندن:
| 
