*جدة- الجزيرة:
في تطور طبي هام وفتح علمي جديد أعلن في نيويورك يوم 13 يونيو 2002م«الخميس الماضي» عن استطاعة ثمانية أشخاص مصابين بالعمى التام استعادة الإبصار مرة أخرى بعد عمليات زراعة أجهزة صناعية للرؤية في الدماغ، وقد تم الإعلان عن ذلك في الاجتماع السنوي الثامن والأربعين للجمعية الأمريكية للأعضاء الصناعية الداخلية، حيث أعلن الدكتور«ويليام دوييل» رائد مجال البحث في الأجهزة الصناعية للإبصار انه بعد استخدام الجيل الثاني من هذه الأجهزة، امكن زرع أقطاب دقيقة من البلاتين في قشرة الدماغ المسؤولة عن حاسة البصر على جانبي االدماغ لثمانية مرضى تمكنوا من الوصول إلى قوة في البصر توازي خمسة أضعاف ما أحرزه مريض آخر قبل عامين باستخدام الجيل الأول من تلك الأجهزة.
وأفاد الدكتور دوبيل انه بواسطة التقنية الحديثة المستخدمة في الجيل الثاني من أجهزة الرؤية الصناعية، استطاع المرضى من الحصول على مجال أوسع للرؤية وأصبح بإمكانهم تمييز متابعة الحركة والاهم انهم استطاعوا تمييز حواف الأجسام وكذلك أمكن زيادة حدة ومجال الإبصار بمقدار خمسة فوسفين«وهي وحدة الضوء» وبالتالي زاد مجال الإبصار من قناة ضيقة مقدارها«2*8» إلى مجال مقداره«22*14» وبذلك أيضا أصبح باستطاعة شخصين قيادة السيارة واربعة آخرين أصبح باستطاعتهم تمييز الألوان.
وقد جاءت هذه النتيجة بعد أكثر من 30 عاماً من البحث والتقدم التدريجي في النتائج حتى أمكن وضع كاميرا تلفزيونية دقيقة على زجاج النظارات التي يرتديها الأعمى بإمكانها إرسال صور الأشياء إلى كمبيوتر دقيق موضوع في حزام يمكن ارتداؤه على وسط الجسم سيقوم بدوره بمعالجة المعلومات الواردة آليا وإرسال إشارات إلى محفز ثم إلى القطبين المزروعين في قشرة الدماغ بواسطة أسلاك دقيقة مزروعة تحت الجلد.
وتترواح أعمار الأشخاص الذين أجريت لهم العمليات بين 27-77 سنة» كما كان معدل سنوات العمى من سنتين إلى 57 عاماً وجميعهم فقدوا الإبصار بسبب اصابات العين وأضاف الدكتور أن أحد المرضى كان فاقد البصر في إحدى عينيه منذ الولادة وفقد الإبصار في الأخرى وهوه في سن 45 سنة وشخص آخر أجريت له العملية وعمره 77 عاماً كان قد فقد البصر بعد إصابته بقذيفة مورتر خلال الحرب العالمية الثانية وبالتالي يكون الاستنتاج انه لا عامل السن ولا مدة العمى يقفان أمام نجاح الجراحة.
وقد تمت هذه العمليات في مستشفى«c.v.f» في لشبونة عاصمة البرتغال على أيدي الجراحين الدكتور«جواد لوبو انتونبيوس» رئيس قسم جراحة الأعصاب بجامعة لشبونة والدكتور«جون جريفن» رئيس قسم جراحة الأعصاب بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة وكلاهما قد عملا في هذا المشروع مع رائد هذه الجراحة الدكتور دوبل لمدة تزيد عن 25 عاماً.
|