هذه الصحيفة..
بكل هذا البهاء الجميل الذي ترونه..
والجمال الذي تحدثتم عنه صادقين ومنصفين..
بهذه الحلة الجديدة والأناقة التي لامست رضاكم..
بما قرأتموه واطلعتم عليه من تجديد في مادتها وإخراجها..
هي اليوم..
مثلما كانت بالأمس..
وكما هي في الغد المنتظر إن شاء الله..
ستظل - كما تريدونها - الصحيفة التي لن تخذلكم أبداً رغم كل التحديات التي مرت بها..
وستبقى في مسيرتها شامخة وإن تكالبت عليها بعض الظروف الصعبة في مرحلة من تاريخها..
***
أقول هذا..
لأنها صحيفة أصيلة كاسمها..
ولأنها تاريخ مشرف كتاريخها..
وبالنتيجة فهي الصحيفة الأكثر تميزاً في قوتها.. والأكثر تميزاً حتى في حالات ضعفها..
ومَنْ هذه سماتها فلا تخافوا عليها..
ومَنْ هذا واقعها فمن حقكم عليها ومن حقها عليكم أن تطمئنوا على حاضرها ومستقبلها وأن تفاخروا بإنجازات كثيرة تتواصل بمعرفتكم ودعمكم..
***
ها هي الجزيرة إذاً..
تعود إليكم اليوم - بشهاداتكم - أقوى بكثير مما كانت عليه يوم أن كانت قوية..
تعانقكم بجديدها.. وتعيد معكم قراءة التاريخ - تاريخها - من جديد..
أجل هناك تاريخ.. وهذا التاريخ بأشخاصه ورموزه وأحداثه يستحق أن يُروى وأن يُدوَّن..
ففيه ما فيه من الومضات المشرقة عن واحد من أهم المشاريع الصحفية في وطننا الغالي منذ أن كانت الجزيرة..
مجلة شهرية..
فإصداراً أسبوعياً..
ثم صحيفة يومية..
من عبدالله بن خميس - المؤسس..
مروراً بعدد غير قليل من رؤساء وأعضاء مجالس إدارة المؤسسة ورؤساء التحرير ومديري العموم..
وإلى اليوم..
صحيفة الجزيرة - وباختصار - تمثل ملحمة كبيرة من ملاحم التحدي الإيجابي الذي ينبغي أن يقودها إلى ما يساعدها على أداء دورها المسؤول..
***
والقارئ في كل هذا
لكي لا ننسى..
هو من قام بتجسيد وتجسير هذا النجاح في جزء كبير منه..
وله في خطوتنا الجديدة سهم كبير في بلوغ هذه المرحلة من التفوق..
وهو في النهاية من شاركنا في همومنا ومعاناتنا لكي تكون الجزيرة بتاريخها واسمها اليوم امتداداً لماضيها الجميل المؤطر بكل النجاحات التي تعرفونها..
***
ولن أنسى إن نسيت..
رئيس وأعضاء مجلس إدارة مؤسسة الجزيرة..
الذين استجابوا وعلى مدى عامين خليا لكل طلبات الإدارة والتحرير..
باتخاذ أصعب القرارات دون تردد..
بعد أن اطمأنوا إلى أنها سوف تخدم مستقبل المؤسسة..
وتستجيب لتطلعات قراء الجزيرة..
فكانت التوسعة في المطابع..
والتحديث في أنظمة النشر..
واستحضار كل التقنيات الحديثة والمتطورة لتحسين دورة العمل الصحفي التي ها أنتم تلمسون نتائجها..
مع فتح مجال العمل أمام كل شباب الوطن للإفادة والاستفادة في هذا المشروع الصحفي الكبير في مرونة أشك أن مؤسسة صحفية أخرى تتمتع بها..
والفضل في ذلك يعود بعد توفيق الله لكثيرين؛ بينهم..
أعضاء مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر..
باختيارهم لأعضاء مجلس الإدارة في هذه المرحلة الدقيقة من عمر المؤسسة، وبما منحوه من ثقة مطلقة بهم ودعم غير مشروط لهم لاتخاذ القرارات الصعبة نيابة عنهم..
وما ترونه اليوم هو محصلة لهذا التناغم الجميل في الفهم والتفاهم بين مجلس إدارة المؤسسة وأعضاء الجمعية العمومية..
***
لكني أريد أن أشير صادقاً وأنا في خضم الحديث عن التغيير الإيجابي في صحيفة الجزيرة إلى دور خفي قامت به إدارة المؤسسة قيادة وعاملين بما في ذلك مطابع المؤسسة وإدارة التسويق ضمن منظومة الأشخاص الكُثر الذين نقلوا الجزيرة إلى ما هي عليه اليوم، فقد عملوا مع أسرة التحرير في توفير كل متطلبات النقلة الجديدة لصحيفة الجزيرة من إمكانات فنية وبشرية لإنجاز هذه الخطوة التطويرية في موعدها المحدد، بما يمكن اعتباره عاملاً مساعداً ومؤثراً في النتيجة التي توصلنا إليها..
***
لكن الجهد الأكبر في هذا الإنجاز الكبير كان دون شك للفريق الذي عمل معي على مدى عام كامل في التخطيط لما تم، وأعني بهؤلاء زملائي في أسرة التحرير بما في ذلك القسم الفني «كل وبما أسند إليه من عمل» فقد تواصل عملهم ليله بنهاره لتقديم الجزيرة بهدوء وصمت ودون ادعاء في صورة أخرى وفي مظهر آخر يميزها عن غيرها ويعيد لها وهجها وبالتالي يقرب المسافة بينها وبين قرائها..
***
وعليَّ بعد هذا أن أُسرع إلى القول بأن مثل هذا الإنجاز الصحفي وهذه الإضافة الإعلامية التي كان احتفاؤكم بها كبيراً ما كان لها أن تتحقق لولا توفيق الله أولاً ثم المناخ والدعم والمساندة التي تحركت وتتحرك من خلالها صحيفة الجزيرة وتعمل في أجوائها مؤسستنا الصحفية..
وبنظرة موضوعية فاحصة ومنصفة أقول صادقاً بأنه لم يكن من الممكن بدون ذلك أن تكون الجزيرة صحيفة تستحق أن تقرأ، بل يستحيل أن يتحقق مثل هذا الانجاز لو كان الوضع دون هذا الحد من الرعاية والاهتمام، وما دام الأمر كذلك فمن الوفاء لمثلي إذاً وأنا في موقف من يسجِّل الشكر لمن يستحقه أن أشير بكل الحب والعرفان إلى هذه الرعاية الكريمة و إلى هذا التوجيه السديد من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو وزير الداخلية رئيس المجلس الأعلى للإعلام الأمير نايف بن عبدالعزيز وسمو أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو نائب أمير منطقة الرياض الأمير سطام بن عبد العزيزومعالي وزير الإعلام الدكتور فؤاد الفارسي، هؤلاء بمواقفهم هذه وغيرها من حقهم علينا أن نشكرهم كثيراً وأن نهدي باسم قراء الجزيرة هذا النجاح وهذا التفوق لهم..
***
لقد مضى وانقضى أكثر من أربعين عاماً من عمر
الجزيرة المديد..
تعلَّم الكثير من شبابنا وما زالوا أبجديات العمل الصحفي في بلاطها..
وعَبْرها ومن خلال عملهم فيها وعلى مدى تاريخها الطويل تسنموا القيادة في أكبر الصحف وأشهر المجلات في سباق لا يتوقف لإثبات التفوق وقد نجحوا..
وما زالت الجزيرة - وكما تريدونها - هي الأم الرؤوم للشباب النابه في هذا الوطن الغالي..
تعطي بسخاء ودون مَنٍّ وهو ما وضعها على نحو ما ترونه اليوم..
إنه قدرها الجميل..
وحظها الأجمل..
وهو القياس للمقارنة..
بل ومعيار التفوق..
فلا تبخلوا عليها بآرائكم..
فأنتم كل الحب..
ومن أجلكم صدرت الجزيرة..
وبكم تحقق اليوم نجاحاتها..
وهي لا شيء بدونكم..
والقارئ بمفهوم الجزيرة هو رئيس التحرير..
والقراء بعمومهم هم أسرة تحريرها..
***
لقد آثرت أن أتريث في البوح بمثل هذه المشاعر نحو مَنْ أعلن عن محبته وتعاطفه مع الجزيرة في مولدها الجديد..
وفضَّلت الانتظار لأستمع وأستمتع واستفيد بما قاله ويقوله الآخرون عنها..
وها أنذا أكتب اليوم بطاقة الشكر هذه لكل مَنْ هنَّأ ولكل مَنْ اقترح ولكل مَنْ أبدى رأياً..
لكل مَنْ كتب ولم ينشر له..
ولمن كتب ونشرنا رأيه..
لكل مَنْ راسلنا أو اتصل بنا أو زارنا مهنئاً ومشيداً بخطوة الجزيرة الطموحة..
أكتب لكم هذه البطاقة في يوم فرحنا الكبير برضاكم..
أكتبها وما زلنا نعيش في أجواءالصدى الجميل الذي قوبلت به الجزيرة التي تعود إليكم و آمل أن تكون كما كنتم تتمنون وتنتظرون..
أكتب لكم عن مشاعر الزملاء ومشاعري مع وعدٍ منهم ومني بأننا لن نتوقف عند هذا الحد وسنواصل العمل لبلوغ الأهداف التي نسعى إليها..
***
شعارنا الجديد.. «الجزيرة تكفيك»
وهذا هو الهدف وهذا هو التحدي الإيجابي والجميل والمطلوب..
شكراً لكم..
وإلى صباحٍ جديد..
ومع موعدٍ آخر..
إلى نجاحات أخرى إن شاء الله .
|