Saturday 15th June,200210852العددالسبت 4 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

وعلامات وعلامات
قلق ترقب النجح.!
عبدالفتاح أبو مدين

كان خطيب الجمعة، يوم 1423/3/26هـ، يتحدث عن عام دراسي مضى، وفرغ الطلاب من الجنسين من الاختبار، وظلوا بترقبون النتائج، في قلق وتوجس وخوف من المجهول، بعد عام دراسي، وسنة دراسية أمضوها في التحصيل، وهذه الحال شطر من طبيعة الحياة والمكابدة فيها!
* ومضى الخطيب الفاضل يستعرض حرص الناس على النجح وثماره، وأنهم شغلوا بالحياة والمستقبل، مع أن ثمة جوانب أخرى، قليل الذين يهتمون بها، وهو ما بعد الحياة الدنيا، وهي الحياة الباقية، وأصبح الحرث عند الأغلبية للحياة الزائلة، كأنهم نسوا ذلك الغد الآتي، وهو قريب في كل حالاته.. يوم تتطاير الصحف التي فيها الأعمال، فسعيد آخذ كتاب بيمينه وشقي أضاع آخرته، وثمة الموازين، التي لا يغيب عنها مثال حبة من خردل، حيث قال الحق:{.. وّإن كّانّ مٌثًقّالّ حّبَّةُ مٌَنً خّرًدّلُ أّتّيًنّا بٌهّا وّكّفّى" بٌنّا حّاسٌبٌينّ} وهناك الصراط، حده يشبه الشعرة، يعبر منه كل إنسان، ذلك الغد منسي عند كثير من الناس، لأنهم نيام كما قال من لا ينطق عن الهوى:«الناس نيام فإذا ماتوا استيقظوا». وما يجدي الاستيقاظ بعد فوات الأوان.!؟
* وعرج الخطيب على سلوك الطلبة من الجنسين، وانحرافات بعض الطلاب، حتى أدت بهم الحال ضرب معلميهم بالرصاص، وإتلاف وسيلة نقل أحدهم.. كل ذلك مرده اهمال البيت، غياب التربية، أم مفرطة وأب مشغول، يفضي إلى التسيب.. فالأب والأم لا يدريان إذا كان أولادهم يصلون، ومن يخالطون؟. إنما الحبل على الغارب كما يقال، نسوا التوجيه النبوي:«كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته».. وأثنى الخطيب على الطلبة والطالبات ذوي الاستقامة، وأنهم في كل عام يحققون نجحا، وليس في حياتهم قلق ولا خوف، وأن نتائجهم متميزة، وهم مطمئنون في سعيهم وتحصيلهم.
* وأشار إلى حال المسلمين اليوم، الذين يبلغ تعدادهم ملياراً وثلاثمائة مليون نسمة، ومع ذلك لا يملكون من السلاح والعتاد، ما تملكه شرذمة شذاذ الأفاق وعددهم أربعة ملايين فقط!!
* وتمنى الخطيب أن يكون عدد طلابنا بضع مئات من الآلاف، بدل الملايين، تحصيلهم العلمي متميز، وفي دراساتهم ارتقاء يماشي رقي الحياة وتطورها ومتطلباتها، ذلك أن الكثرة الضعيفة المستوى لا تغني فتيلا، والعبرة لم تكن ولن تكون«بالكم»، بل القيمة في - الكيف-، ذلك هو المقياس الحق الذي يعول عليه.. ونحن حين نتلفت إلى الأمم الأخرى الراقية في حياتها الدنيوية، نجد تحصيلها العلم عاليا، وأن للزمن قيمة في حياتها، وأن شعارها الصدق والإخلاص والوفاء والالتزام.!
* أمتنا بعدت عن مصادر الإشعاع الحق، وأصبحت الدنيا أكبر همها، ومبلغ علمها، فتأخرت، رغم أن من زاد الدنيا الحقيقي، التحصيل العلمي، وأن المسلم مطالب بأن يعمل لدنياه كأنه يعيش أبداً، وأن يعمل لأخراه كأنه يموت غدا، غير أننا اليوم نفتقد إلى هذا التوازن، لذلك دخلنا إلى متاهة ليس لها قرار، وكما قال أمير الشعراء رحمه الله:«بإيمانهم نوران، ذكر وسنة». وقائدنا وقدوتنا قال قبل أربعة عشر قرنا:«تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا، كتاب الله وسنتي»، ندعو الله أن ينصرنا على أنفسنا حتى لا نضل، وأن ينصرنا على أعدائنا حتى لا نذل»، إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير، إنه نعم المولى ونعم النصير.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved