إنهم رجال الأمن.. هل نتجاهلهم ؟
فهد بن أحمد الصالح

* عندما انطلق الأبطال إلى «شي زينيا» هناك في الريف الإيطالي كانت أفئدتهم تلوّح نحو الوطن، كانت البذرة التي رعاها سيد الهرم (صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز) تلهب في أرواحهم كل جميل لرد الوفاء بالوفاء.. أجل إنه وفاء الوطن.. لقد حملت تلك الأجساد النحيلة على أعتاقها حب الأرض وأماني الجميع وحلم التشريف الذي طالما راود الرجال الأوفياء لتحقيق أمانيهم التي لا حدود لها.. والتي اعتدنا على الإحساس بها أمام كل إنجاز جديد يجير للوطن إلا أن هذه المرة كان الإنجازعلى موعد آخر.. في موقع آخر.. إنه موقع الأمن الدولي..!!
* ها أنا أتذكر عندما همست في أذن أخي وتوأمي عبدالله الرشود «إنكم أمام المسؤولية من جديد.. إنها مسؤولية الوطن يا صديقي» فإذا به كعادته يباشرني بابتسامة عريضة رسم عليها عبارة «لا تهاون أمام تشريف الوطن».. وقال: نعد الجميع أن نكون عند حسن الظن بنا..
* بهذا التفاؤل غادر الرجال وعلى أكتافهم حلم جميل وأمل بالله ثم بالتمثيل العالمي المشرف، التمثيل الذي لا مجال فيه لتهاون أو العودة بدون الكأس الغالية.. عندها أدرك الرجال ما سعوا إليه وساروا من أجله.. وعادوا إلى حيث العرين وكانت ابتسامة الظفر بكأس العالم للخماسيات لكرة القدم بمشاركة أربع وخمسين دولة.. أجمل بكثير من ابتسامة الرحيل.. إنها ابتسامة الظفر بكأس العالم أيها السادة..!!
كأس العالم الذي كان حلماً في صيف 2001م بهولندا!! أصبح اليوم حقيقة بعزيمة الرجال وتضحية الأبطال ودعم المسؤولين ورعاية القيادات في بلد العطاء.. اللامحدود.
عادوا بعد أن حققوا إنجازا جديدا يضاف لإنجازات الكرة السعودية بتحقيق بطولة العالم لخماسية الكرة وبتوقيع صانعي الأمن السعودي..
عادوا بعد أن رسموا صوراً جميلة ما هي إلا دافع قوي لبذل المزيد لتحقيق إنجاز جديد هناك في اليابان حيث منبع الكرة..!! لقد أدرك الرجال توجيهات رائدي الأمن في بلدنا وسعوا إلى تحقيقه في كل كرة كانت تلامس أرجلهم السمراء.. في كل جسد نحيل أرهقه همّ التشريف.. في كل ابتسامة إخاء ورفعة شأن لذلك الوطن الحبيب..
* بقي علينا أن نعي أن ما يحقق يعنينا جميعاً.. إن ما يحقق هو للوطن.. لا لشخص ما.. أو لفئة معينة.. أو حتى لجماعة بعينها!! إنه الوطن أيها السادة.. ادعموا صانعي الإنجاز.. اتركوا صبغة التجاهل.. ارتقوا بدعم رجال الوطن وصانعي الأمن..
* هنيئا للأمن برجاله القادرين على رسم صور الجمال في مجالات أخرى.. مجالات أكثر حضارة لعل آخرها كرة القدم..!!