وجود أخطاء في فهم الإسلام بأمريكا
وفد رابطة العالم الإسلامي يلتقي بمسؤولي الهجرة وال«اف.بي.آي» والشرطة في شيكاغو

* الرياض - الجزيرة:
التقى وفد رابطة العالم الإسلامي برئاسة معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام للرابطة في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي في الولايات المتحدة الأمريكية مع بعض مديري الإدارات الحكومية الأمريكية في ولاية شيكاغو، وشارك في الاجتماع من الجانب الأمريكي كل من: جيري هيلر مدير دائرة الشرطة في شيكاغو وتوماس كلن المدير الفيدرالي لمكتب التحقيقات FBI في شمال شرق الولايات المتحدة وبراين كريمان مدير إدارة الهجرة الفيدرالي، ونيراوالش المشرفة على مكتب المدعي العام الحكومي.
أما وفد رابطة العالم الإسلامي فقد ضم كلا من:
معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، ومعالي الدكتور أحمد كمال أبو المجد مسؤول الحوار بين الحضارات في جامعة الدول العربية، وفضيلة الدكتور أحمد ليمو مدير وقف التعليم الاسلامي في نيجيريا وعضو المجلس التأسيسي للرابطة، وفضيلة الدكتور مصطفى سيرتش رئيس اتحاد العلماء في جمهورية البوسنة والهرسك، والدكتور مزمل صديقي مدير الجمعية الإسلامية في مدينة أورانج في كاليفورنيا، وعضو المجلس التأسيسي للرابطة، والدكتور أحمد الحطاب الأمين العام المساعد للاتحاد الإسلامي في أمريكا الشمالية، والدكتور أحمد سيف الدين تركستاني مدير معهد العلوم العربية والإسلامية في أمريكا.
وخلال اللقاء قدم معالي الدكتور التركي تعريفا بمهمة الوفد الذي يسعى إلى تعريف الشعب الأمريكي بحقيقة الإسلام، وموقفه من عدد من القضايا مشيراً إلى ان الرابطة لمست وجود أخطاء في فهم الإسلام، وقال معاليه ان الوفد يسعى لمعالجة الفجوة الناتجة عن هذه الأخطاء، وهذا مرتبط بتعديل التصورات الخاطئة عن الإسلام، كذلك قدم معاليه تعريفا برابطة العالم الاسلامي واهتمامها بالحوار بين الحضارات مبيناً ان لديها برامج للتواصل والحوار مع القيادات الدينية والثقافية والأكاديميين من أجل التفاهم بين الشعوب، وأوضح ان الوفد التقى بالعديد من القيادات التي تمثل الشعب الأمريكي خلال جولته في نيويورك، ومن ثم فتح معالي د. التركي المجال للحوار حيث تحدث المشاركون الأمريكيون.
وفي بداية حديثه رحب مدير دائرة الشرطة في شيكاغو جيري هيلر بوفد رابطة العالم الإسلامي، وأعرب عن تأييده للأسلوب والأفكار التي عرضها د. التركي وقدم مقترحات لتعزيز الحوار بين المسلمين والشعب الأمريكي مشيراً إلى ضرورة عقد ندوات ومحاضرات ولقاءات مشتركة، وقال: إن الفجوة الحاصلة بين الطرفين يجب أن تردم، وأضاف: ان مشاركة وسائل الإعلام في تغطية هذه المناشط المشتركة تفيد في معالجة الفجوة معربا عن الأمل في أن يتوخى الإعلام الموضوعية في مشاركته ومعالجته للموضوعات التي تناقش على موائد الحوار الإسلامي الأمريكي، واستدرك جيري هيلر محذراً من متابعة الإعلام للاثارة، وقال: إن الرغبة في الموضوعات المثيرة تسيء إلى الحقيقة ولاسيما أن الناس تتتبع الاثارة في وسائل الاعلام، وهذا الواقع هو من أسباب الفجوة.
بعد ذلك تحدث توماس كلن المدير الفيدرالي الاقليمي لمكتب التحقيقات FBI لشمال شرق الولايات المتحدة فأكد أن علاقة الشعب الأمريكي وحكومته مع مجموع الجاليات المسلمة علاقة تعاون، ونحن نريد اشراك أعداد من المسلمين الأمريكيين معنا وفي الوقت الحاضر نبحث عن أشخاص مؤهلين من المسلمين للعمل معنا لنستفيد من آرائهم في الوصول الى الحقيقة، وتجاوز التصورات الخاطئة عن المسلمين.
ثم تحدث براين كريمان مدير إدارة الهجرة الفيدرالي، فقدم شرحا لما تقوم به إدارته، وما يعترضها من صعوبات حيث تم استقبال أربعة ملايين من خارج أمريكا في مطار واحد هو مطار اوهابر بشيكاغو في عام واحد وأوضح ان نسبة المسلمين الذين تم رفض طلباتهم بدخول الولايات المتحدة 4% بينما قامت السلطات المختصة بإدارة الهجرة بترحيل 96% من المكسيكيين لعدم حصولهم على الاذن القانوني للبقاء في الولايات المتحدة، وأبان أن إدارة الهجرة تتعامل مع وسائل الإعلام على أساس من الحقيقة، وهي تسعى إلى مخاطبة الاعلام بلغة الأقليات، مع التأكيد على التمييز بين الارهاب والجرائم العادية.
وتحدثت في الاجتماع المشرفة على مكتب المدعي العام الحكومي وقالت ان القسم المختص بالكراهية يضع كل من يثير أنواع الكراهية تحت سلطة القانون حتى ولو كان من رجال الشرطة وأوضحت أن موظفي القسم زاروا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر المساجد والكنائس والمعابد والمدارس، واجتمعوا مع المسؤولين عنها ومع أعضاء بارزين في الجاليات المتعددة للوقوف على آرائهم وسماع شكاويهم وتسجيل مقترحاتهم وقالت ان هذه اللقاءات خففت من موجة الرعب، كما أسهمت في عودة التعايش بين جميع الجاليات وأشارت الى أن أي شخص يثير مفاهيم الكراهية سوف يعرض نفسه لأحكام القانون.
وفي نهاية اللقاء عرض المشاركون الأمريكيون عدداً من الأسئلة حيث أجاب عليها معالي د. التركي وأعضاء وفد الرابطة وذلك انطلاقاً من مهمة الوفد في التعريف بالاسلام والتواصل مع المؤسسات الأمريكية بما يخدم أوضاع المسلمين في أمريكا.