editorial picture

تبادل الأدوار في النزاع مع إسرائيل

تحولت كامل الاتهامات إلى الجانب الفلسطيني فيما يتصل بالصراع مع إسرائيل، وبات الجانب الفلسطيني وكأنه المسؤول عن تدهور الأوضاع، وكأنه الذي يحتل الأراضي، وراحت الضغوط تتزايد عليه بما في ذلك المطالبات المستمرة بتغيير القيادة الفلسطينية.
وفي ذات الوقت ظلت إسرائيل بمأمن عن الانتقادات والمطالبات، بل أصبحت هي التي تقترح هذا التعديل أو ذاك على السلطة الفلسطينية لتبدو على قدم المساواة مع واشنطن التي باتت على عجلة من أمرها فيما يتصل بتغيير القيادة الفلسطينية.
وقد جر الالحاح الشديد على هذا التغيير انتقادات عديدة على واشنطن حتى من بريطانيا أقرب حلفائها، إذ ردد الكثيرون أمام المسؤولين الأمريكيين أنه لا ينبغي التدخل في تغيير القيادة الفلسطينية لأن هذا من شأن الشعب الفلسطيني.
إن عملية خلط الأوراق التي تجرى حالياً قد غيرت كامل المشهد لصالح إسرائيل، حيث تم وضع الشعب الفلسطيني وقيادته في قفص الاتهام، ومن المؤكد أن مثل هذا الوضع الشاذ، الذي يترك المجرم الحقيقي طليقاً، بل وتزويده بالمزيد من المبررات ليقتل أكثر وأكثر، هذا الوضع الشاذ يعني أن الأمور ستنزلق باتجاه التدهور الشديد أو حتى المواجهة الشاملة.
والمطلوب أن تستعيد واشنطن دورتها كراعية للسلام بدلاً من الانجراف وراء الدعاوى الإسرائيلية وتبني مواقف الإرهابي شارون، فاستعادة واشنطن لذلك الدور يتيح إعادة تعديل الصورة وإسباغ النظرة الموضوعية على التعامل مع الأمور وافساح المجال للجهود الخيّرة التي يمكن أن تقود إلى سلام عادل وشامل..


jazirah logo