Wednesday 10th July,200210877العددالاربعاء 29 ,ربيع الآخر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

المنطقة الشرقية البحر والحب والخير الذي لا ينضب6/4 المنطقة الشرقية البحر والحب والخير الذي لا ينضب6/4
صفوى مدينة تاريخية تسميتها «داروش» تسمية فينيقية وقيل نسبة إلى ملك فارسي نزلها من 521 ـ 485 ق.م
مهرجان الصفا للأعراس ليس لتخفيف الأعباء المالية بل عمل اجتماعي متكامل

  كتبها حسين بالحارث: صورها محمد درويش
تحدثنا في حلقات سابقة عن محافظات في المنطقة الشرقية ولكننا هذه المرة سنتحدث عن صفوى وهي أحد أكبر مدن محافظة القطيف وهي عبارة عن واحة تقع على الساحل الشمالي للخليج العربي، وعلى بعد ثلاثين كيلومتراً إلى الشمال من مدينة الدمام، وتبعد 14 كيلومتراً إلى الشمال من القطيف العاصمة.
كما تبعد عن رأس تنورة بنحو 15 كيلومتراً إلى الجنوب، وتقع على الطريق السريع بين الظهران والجبيل، ويمر منها طريق سريع لمرفأ رأس تنورة، ولذلك فقد اكتسبت أهمية متزايدة بسبب توسطها الطرق بين مرافق ومعامل شركة أرامكو والشركات الصناعية في مدينة الجبيل، وتبلغ مساحتها نحو 70 ألف متر مربع ويقطنها من 45 إلى 55 ألف نسمة تقريباً. وفيها مدفن جاوان الأثري الذي يعود تاريخه إلى 4000 سنة ق.م، إذ دلت المكتشفات الأثرية به إلى وجود ترابط قوي بين سكان المنطقة وحضارة بلاد ما بين النهرين وحضارة دلمون.
صفوى في التاريخ
تعتبر مدينة صفوى من المدن التاريخية العريقة حيث عرفت في التاريخ من خلال مسمياتها القديمة «داروش، الصفا، صفوان، صفواء، الصفاء» وقيل ان تسميتها بداروش تسمية فينيقية، لكن بعض الباحثين المعاصرين يرجعون هذه التسمية إلى الملك الفارسي داريوش «521 ـ 485 قبل الميلاد» حين نزلها، كما قيل.
وحسب حمد الجاسر في المعجم الجغرافي، للمنطقة الشرقية فقد تفجرت من أراضيها اشهر العيون، كعين «داروش» الجوفية التي اشتهرت بعذوبة وقوة مائها الذي يتدفق منها بغزارة شديدة عبر سبعة أنهر ليسقي واحات ونخيل صفوى، وكانت تُسمى «عين الصفا» لصفاء مائها ومن اسمها اشتق الاسم الذي حملته المدينة «صفوى»، ويُقال ان هذه العين سميت باسم الملك «دارا يوس» ملك الفرس «521 ـ 485 قبل الميلاد».
تعاقبت على صفوى شعوب وقبائل كثيرة تنازعت فيما بينها وذلك لما رأت فيها من مرتع خصب للاستقرار من حياة البداوة، ومصدر غني للحياة البحرية والتجارية، فكانت هنالك علاقات تجارية متطورة فيما بينها وبين المناطق المجاورة وبين الحضارات المحيطة في بلاد الرافدين وشواطئ المتوسط منذ زمن الكنعانيين وسومر مروراً بالعصر الإسلامي. وقد اعتمد سكان مدينة صفوى تاريخياً على الزراعة وصيد الأسماك والغوص كمعظم مدن المنطقة الشرقية.
كما ان صفوى كانت تحتضن عدداً لا بأس به من النخيل مما كان يجعلها أحد أهم المنتجين والمصدرين للتمور إلى جانب منتجاتها الزراعية من القرعيات والحبوب والخضار غير ان النشاط الزراعي يكاد يتلاشى حيث توجه سكان صفوى منذ ظهور النفط نحو العمل في الصناعات النفطية وكذلك بسبب تدني دفق المياه الجوفية.
كما ان تربية الأغنام والمواشي والصناعات اليدوية المعتمدة على الصوف كانت منتشرة في صفوى ولكنها اختفت كما اختفت الصناعات المرتبطة بالنخيل وصناعة استخراج وتجفيف الملح وصناعة الجص والفخار.
ومع ظهور صناعة النفط اكتسبت صفوى أهمية كبيرة وذلك لتوسط موقعها بين مراكز إنتاج النفط وتكريره وتسويقه، بين الظهران جنوباً والجبيل ورأس تنورة شمالاً.
ولا شك ان سكان صفوى قد استفادوا كثيراً من العمل مع شركة أرامكو مثلما أفادوا هذه الشركة فقد ساعدتهم على الدخول الجيدة والمستمرة والاستقرار الوظيفي في الاهتمام بتعليم أبنائهم وإنتاج كفاءات نراها اليوم في مستشفيات المنطقة وجامعاتها كأطباء وعلماء وأساتذة جامعيين وآخرين في مجالات علمية متطورة جداً.
ولعل هذا ما يجعل صفوى تنفرد بالعديد من المناشط الاجتماعية التي تضع أهالي صفوى في قلب المدنية ومن أبرز هذه المناشط: مهرجان الصفا للأعراس «الزواج الجماعي» وهو من أكثر المؤسسات الأهلية والاجتماعية نشاطاً في مدينة حيث جاء تحقيقه منسجماً مع الثقافة الاجتماعية ويحقق أغراضاً اقتصادية لمصلحة الأهالي بالاعتماد على إمكاناتهم الذاتية والدعم المعنوي من مؤسسات البلاد الحكومية والأهلية المختلفة.
ويقول القائمون انه ليس مؤسسة لتخفيف الأعباء المالية على المتزوجين وحسب إنما هو عمل اجتماعي متكامل تتضافر فيه كل الجهود الشابة والخيرية من عملية بناء المخيم حتى آخر تفاصيل الحفل والزفة مروراً بالضيافة والزينة كما كان المهرجان ولا يزال ملتقى خير لاكتشاف الطاقات الشابة وتفجيرها في شتى المواهب الإدارية والفنية والثقافية، كما ان المهرجان منبر عظيم لاثراء الحركة الأدبية في مجال الشعر والنثر والمسرح على مستوى الطاقات المحلية والمستوى الخليجي حيث استضاف المهرجان أدباء وشعراء وكتاباً من شتى دول الخليج وخاصة البحرين والكويت، وعلى هامش المهرجان أقيمت عدة برامج ثقافية واجتماعية لتعزيز الحالة الاجتماعية والثقافية في المنطقة وكان من أبرز المشاريع وأنجحها معرض التراث الشعبي في المهرجان السادس ومعرض المؤسسات الاجتماعية والثقافية في المهرجان الثامن.
وبسبب هذه الحالة المدنية والحضارية لدى أهالي صفوى فإن صفوى تحتضن عدداً كبيراً من المؤسسات الأهلية التي تعنى بمجمل الشأن الاجتماعي وتهتم بحل المشاكل الاجتماعية في شتى جوانب الحياة ومن هذه الجمعيات: جمعية الصفا الخيرية للخدمات الاجتماعية، لجنة كافل اليتيم، صندوق الزواج الخيري، اللجنة الثقافية، المنتدى الأدبي الثقافي، لجنة أصدقاء القرآن، جمعية التراث الشعبي، بالإضافة إلى نادي الصفا الرياضي الذي تأسس عام 1368ه 1947م. أما من الناحية الإدارية فإن صفوى كما تقدم أحد مراكز محافظة القطيف ويتبع لصفوى عدد من التجمعات السكانية مثل قرى الأوجام وأم الساهك، وحزم أم الساهك، واصفيرة، ورويحة والخترشية والدريدي وقرية المنار وأبو معن، ومواضع أخرى مثل أبي شميلة والرخيمات والعباء والصبيغاوي والشغب والمقيطع وشاهين وسعادة، وسبخة صفوى وسبخة الرياس والمِسيَح وأبي المليص وضمين ودمنة عمار وشط المزار وجزيرة الصفوانية والقرم.ويعتقد سكان صفوى ان وجود مطار الملك فهد الدولي الذي تم افتتاحه مؤخراً على مقربة من صفوى قد يضيف إلى صفوى اقتصادياً وحضارياً كما أشار محافظ رأس تنورة في حديث ل«الجزيرة» عن طريق تدرسه لجنة مكلفة من المقام السامي حالياً لربط رأس تنورة مع صفوى من جهة الجنوب يمر عبر البحر من خلال ردم بعض المناطق مع الابقاء على ممرات مائية ليلتقي مع طريق مطار الملك فهد سيضيف إلى صفوى الكثير وخاصة على الصعيد الاقتصادي.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved