Thursday 11th July,200210878العددالخميس 1 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

قراءة في كتاب «رجا بن مويشير» قراءة في كتاب «رجا بن مويشير»
عبدالعزيز بن محمد السحيباني

ان بعض «الرجال» لهم تاريخ غير مكتوب يجب اعادة دراسته وكتابته.. ففي كثير من مناطق بلادنا اشتهر الكثير منهم بالشجاعة والكرم وجمع الكلمة... كانوا في مناطقهم وبلدانهم كالنجوم اللامعة بأفعالهم وأعمالهم الكريمة التي تنبع من صفات العرب الحميدة والرائعة في صحراء جزيرة العرب.. جبلهم عليها ديننا الاسلامي الحنيف.. وصفات العرب الرائعة.. هؤلاء الرجال يلتف حولهم الناس في المنطقة أو البلد ويجتمعون حولهم وحول كلماتهم ينصتون عند النوائب، وعند حدوث اي تهديد خارجي فانهم يقصدونهم او ينتظرون رأيهم الحصيف وحكمتهم، وهؤلاء الرجال هم الذين يعتمد عليهم عند الملمات والحروب فهم الذين تسير خلف كلمتهم الناس من اهل البلد او القرية او المنطقة.. كان هؤلاء الرجال هم من اصحاب الرأي السديد والشجاعة والفروسية وخصوصاً خلال المعارك والغزوات التي شهدتها بلدان نجد والجزيرة العربية بعد أفول نجم الدولة العثمانية.. ففي كل منطقة او بلد احد هؤلاء القادة الذين اجمع رأي الناس حولهم وحول حكمتهم وحنكتهم، ومن هؤلاء الحكيم الشجاع «رجا بن مويشير» الذي كان له دور بارز في ضم منطقة الجوف لحكم الملك عبدالعزيز وقد الف في هذا الموضوع الاخ العزيز الاستاذ محمد بن عبدالله السيف بحثا قيما يستحق درجة الماجستير على بحثه هذا اذا كان له تقييم فبعض البحوث تضيع دون مكافأة علمية لصاحبها والاخ محمد السيف احد الشباب الناهين من ابناء هذا الوطن له مساهمات كثيرة من اهمها مساهمته في تحرير مجلة «صدى طويق».. هذه المجلة هي نبتة ثقافية رائعة في مدينة الزلفي بروعتها وبرجالها المخلصين «ولي عودة الى هذه المجلة بمقال آخر».
وقد اوضح الاخ محمد السيف السبب في تأليف هذا الكتاب القيم والذي اوضحه في مقدمة كتابه «تزامنت رغبتي في تأليف الكتاب عن الشيخ رجا بن مويشير مع التعرف على احد احفاده وهو المقدم بندر بن عبدالرحمن المويشير، الذي عرضت عليه الفكرة والرغبة فأيدها ثم نقل لي تأييد والده الشيخ عبدالرحمن بن رجا المويشير.
وأقول ليت كل من تعرف على واحد من هؤلاء الاماجد والرجال كتب تاريخه ودونه قبل ان تنساه الاجيال فالتعارف هو السبيل الى توثيق العلاقات وابداء المرئيات والمعلومات دون حواجز رسمية روتينية.
ان هذا التاريخ تاريخ غير مكتوب تتناقله الاجيال من افواه الرواة ومثل هذا الجهد جهدرائع وممتاز ومكافأة لمن خدم الدين والوطن وبذل في سبيله ماله وجاهد.. ان تسجيل مآثرهم والرفع من قدرهم هو بيان لأجيالنا الحالية عما كابده ابناء الاجيال السابقة من عناء وكد وتعب وشظف في العيش ومقارعة الاحوال وصد الاعداء في ظروف عصيبة مر بها العالم اجمع ومنها جزيرتنا العربية التي وفق الله فيها احد ابنائها وهو الملك عبدالعزيز لضم شتاتها ومناطقها المختلفة الجغرافية والعادات في بلد واحد تنعم بخيراته كل مناطقه دون تميز. ان تاريخ الرجال الذين وحدوا الجزيرة من آبائنا وأجدادنا تاريخ غير مكتوب في كل منطقة في الشمال والجنوب والوسط.. يجب اصدار كتب عنهم كما فعل البحاثة النشط والاخ العزيز محمد بن عبدالله السيف. وقد بدأ المؤلف بحثه القيم بإهداء وجهه المؤلف «الى الجيل الناهض من ابناء المويشير» ثم مقدمة الكتاب وجاءت فصول الكتاب كما يلي:
الفصل الأول «نبذة عن منطقة الجوف، سكاكا، قلعة الطوير، دومة الجندل، القريات».
الفصل الثاني: «آل المويشير في الجوف، حسن بن سلامة، مقتل ابن قدير، حمد بن مويشير، ذباح بن مويشير».
الفصل الثالث: «رجا بن ذباح المويشير، مولده ونشأته، سلطة آل الرشيد على الجوف، الصراع على الجوف بين آل الرشيد وآل الشعلان، دور رجا في ظل الصراع، عامر المشورب، الاوضاع في الجوف بعد مقتل عامر، قدوم سعود الرشيد لنصرة آل مويشير».
الفصل الرابع: «عودة الجوف لحكم آل الشعلان، ضم حائل الى حكم الملك عبدالعزيز، الوضع السياسي في الجوف اثناء حصار حائل».
الفصل الخامس: «أبناء واحفاد آل مويشير» «آل رجا بن مويشير، آل حمد بن مويشير، الخاتمة».
وقد ختم المؤلف بحثه ودراسته بخاتمة هي الزبدة كما نعرفها وأتمنى ان يقتدي الباحثون ومؤلفو الكتب بهذه الطريقة التي تعطي القارئ المتخصص وغير المتخصص ما خلص اليه البحث من نتائج ومعلومات هامة»، ومن ابرز الملخصات:
1 عندما عاث عامر المشورب وهو مولى آل الشعلان في الجوف فساداً ارسل الاهالي مندوباً عنهم «رجا بن مويشير» الى النوري بن شعلان في دمشق ليخلصهم من عامر ولكنه رفض تحقيق رغبتهم.
2 استنجد الشيخ رجا بن مويشير بأمير حائل الامير سعود بن عبدالعزيز الرشيد الذي لبى النداء وحضر بنفسه على رأس قوة وانتهى الامر بسيطرته على الجوف وانتهت السيطرة بحدوث خلافات بين عائلة الرشيد.
ثم انتهز النوري بن شعلان هذه الفرصة واستعاد الجوف.
3 سقطت حائل في ايدي القوات السعودية في صفر 1340ه فارسل رجا بن مويشير اخاه حمداً الى الملك عبدالعزيز يعلن رغبته فيها الانضمام الى الحكم السعودي فارسل الملك عبدالعزيز وفداً الى الجوف برئاسة عساف الحسين ووصل في شوال 1340ه.
وقد ابرزت هذه الدراسة ما لأسرة المويشير من دور في توطيد الحكم السعودي في الجوف على طول تاريخهم في المنطقة وما بذلوه في ذلك، وما لأحفادهم من مناصب رائدة وقيادية في الدولة، بقي ان اشير الى ان اسرة المويشير تنتمي الى الاساعده من الروقة من عتيبة.
وإن كان لي من ملاحظة لإكمال روعة الكتاب وجماله فهي ارفاق بعض صور المكاتبات بين الملك عبدالعزيز ورجا بن مويشير، وكذلك تدعيم الكتاب بصورة لابن مويشير وأحفاده، وكذلك الصور الملونة للجوف وصحرائها وباديتها.
اتمنى ان يتحفنا الاديب والكاتب محمد بن عبدالله السيف بالمزيد من الابحاث عن التاريخ غير المدون لهؤلاء الرجال وخاصة من محافظته ومدينته التي يعرفها تمام المعرفة.. «الزلفي» فاتنة الثويرات وجيل طويق.

(*) البدائع

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved